ذكرت مصادر أن تسريبات جديدة من شأنها أن تهز السودان هزاً عنيفاً جداً هذه الأيام بالتوازي مع الهزات الاقتصادية والمعيشية التي جعلت المواطن السوداني الفقير خصوصا يفقد صوابه ويعيش حالة من الهذيان والنسيان ونكران الذات.
الوثيقة الجديدة هي رسالة من ماري كاثرين في، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية، إلى فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة على الانتقال في السودان. وبحسب مترجمين مراقبين فقد جاء فيها ما يلي من الامور والمعطيات والتوجيهات الخاصة، بتلخيص تحليل الأحداث الأخيرة، يمكننا استخلاص الاستنتاجات التالية من الوضع الحالي:
-المدنيون غير قادرين بعد على تشكيل آلية ذات الحد الأدنى من الفعالية ترضي جميع أطراف النزاع.
-يلعب الطرفان لعبتهما الخاصة التي لا تزال خالية من إمكانية التسوية.
-عبد الفتاح البرهان لا يستطيع التأثير على العملية بأي شيء غير القوة وهذا بالطبع تأثير احتجاج الشارع صار عنيفا والدماء تسيل، فلا يجوز السماح بالتصعيد.
وهذه النقاط تستعرضها الوثيقة ومن ثم تتابع ماري قولها انه برأيها من الضروري القيام بالعمل في عدة اتجاهات أهمها تنظيم عاجل لاجتماع مغلق لممثلي المحكمة الجنائية الدولية والجانب السوداني. وأثناء المفاوضات طرح موضوع الأدلة الواقعية ضد عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو في قضية فض الاعتصامات. وايضا إجراء جلسة إحاطة داخلية مع العملاء المحليين للبدء في جمع أدلة موثقة عن الأعمال الإجرامية للجيش ضد المتظاهرين بما فيها جرائم قتل المتظاهرين، والاستيلاء على المستشفيات، والتنمر على الجرحى، وحالات الاغتصاب، وغيرها من الموبقات.
وتختم الرسالة بأنه يجب تحضير ملف لإرساله إلى ممثلي المحكمة الجنائية الدولية. بالنيابة عن المنظمة السودانية ثم بتقديم استئناف إلى الأمم المتحدة .
وقالت المصادر أن البعض قد يرى انها مجرد تسريب لأمور يعلمها القاصي والداني بكل الأحوال فالغرب لا يحب الطغمة العسكرية في السودان، لكن المهم ان تصل الرسالة لمن يعنيه الأمر. ولقد حاولنا التواصل مع الجهات المعنية للتأكد من صحة هذا الخبر، اذ انه في بحر التسريبات من المحتمل أن تكون هناك تسريبات وهمية.
وأكدت أنها استطاعت الوصول الى أحد المصادر العاملة في أروقة الأمم المتحدة المقربة من مكتب فولكر، وقد طلب منها عدم ذكر أسمه، لكنه قال انه هناك مثل هذه التواصلات فعلا، وانه فحوى ومحتوى هذه الرسالة ليست بالأمر الغريب، وهي سوف تخرج للعلن عاجلاً أم اجلا، اما عن سؤالها حول مصدر التسريب وسببه فلم يستطع المصدر اعطاء جواب محدد، لكنه اشار الى ان هذه التسريبات ليست بالأمر الجديد فهي قضايا دبلوماسية وليست اسرارا عسكرية وهي بالتالي تكاد لا تشكل سبقاً صحفيا حتى.
لكن بشكل عام يتفق مراقبون على أن هذا التسريبات وما قبلها وما سيأتي بعدها هي تشكل جزء من مجموعة مؤشرات على أن الغرب والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة أمهلت العسكر في السودان لكي يقوموا بعملية الانتقال الديمقراطي كما هم يقولون، لكن صبر المجتمع الدولي بدأ بالنفاذ.