الطريق ما هذا الذي يحدث اليوم ، هل أختلف الزمن أم هناك إعصار قادم يهدد بإنهيار المجتمع . فمعظم قصص الحب والعلاقات الإنسانية لم تعد تنتهي نهاية سعيدة كالمعتاد ، و لم تعد تبشر بالخير، فأصبح القتل يغيم على سماء المحبين ، و الغدر و الخيانات أهدرت ما تبقى من الود والوصال بين الناس.
على الرغم من كثرة المحاولات التي تؤكد على عمليات التقدم والتطور العلمي العديدة التي قد شهدها العالم منذ نهاية القرن الماضي والنهضة التكنولوجية الحديثة ، إلا أن العقل البشري مازال يعيش حالة من التخبط الفكري و لم يصل لإستخدام أسلوب راقي ومميز في التعامل مع كل هذه المتغيرات حتى يوازي هذا التقدم .
كل ما يحدث اليوم على كوكب الأرض يؤكد على أن هذا التقدم السريع الجارف قد أطاح بالعقل البشري و استبدل مكانه الإنسان الآلي الذي يعمل ضمن نظام معين ، ووسيلة تشغيله تكون من خلال جهاز الريموت كنترول نحن الآن نعيش مسرحية هزلية مملة في موضوعها وحوارها ، مجموعة الممثلين القائمين عليها لا يمتلكون القدرة على إسعاد الناس فكل ما يقدمونه مكرر وكأن الماضي يعيد نفسه، فلم يعد للبطل أية قيمة .
أما من وزعت عليهم الأدوار الثانوية فهم يتحركون كالتماثيل يؤدون فقط كل ما يطلب منهم ويوضحون أن المال هو القوة الضاربة في هذا الزمن، حيث تعلو أصوات ضحكاتهم المحملة بشيء من السخرية دون مبرر . لا شك أن ما يحدث اليوم هو نتاج أزمات متعاقبة يدفع ثمنها جيل بأكمله ، و لم يعد لديه القدرة على إستئصالها أو حتى علاجها. لقد اختصر الزمن نفسه في رسالة بالغة القسوة مليئة بالعبر والعظات ، ومن يمتلك ميزة العقل هو وحده القادر على فك شفرات هذه الرسالة .
الاستاذ : هادي السيد
