8 مايو، 2024
العالم العربي

ليبيا على وشك الإنهيار تمامًا ..

لا نقاش في أهمية ليبيا نظرا لموقعها الاستراتيجي؛ حيث تعتبر نقطة الوصل بين المشرق والمغرب العربيين، ثم إن إطلالتها على البحر الأبيض المتوسط تجعلها من أقرب الدول الإفريقية إلى وسط وغرب أوروبا. وقد ازدادت هذه الأهمية مع تفاقم الأزمة الليبية، فتطلع لاعبون إقليميون ودوليون لدعم هذا الطرف الليبي أو ذاك. وغنى البلاد بالثروات الباطنية جعلها هدفًا رئيسيًا للعديد من المطامع الغربية، على رأسهم أطماع الولايات المتحدة الأمريكية. والآن ومع انسداد العملية السياسية، وعودة الإنقسام الحكومي، عادت معه أزمة صادرات النفط وعوائده، ليواجه قطاع الطاقة توقفًا شبه كامل مجددًا، في ظل أزمة طاقة عالمية تسببت بها الولايات المتحدة الأمريكية. وقال أحمد حمزة رئيس اللجنة الليبية لحقوق الإنسان، في تعليقه على ما يحدث من تطورات على الساحة الليبية، إن ليبيا تسير نحو الانهيار الشامل على كافة المستويات والجوانب. وأضاف حمزة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” :” للأسف الجميع في حالة صمت وترقب دون أي تحرك”. وشدد على أن المرحلة الراهنه تتطلب العمل من أجل إنقاذ ما تبقي من البلاد، والتفكير في رؤية وطنية جامعة للخروج من الأزمة القائمة وحالة الانسداد السياسي. وتابع حمزة:” في حال استمرار الوضع الراهن اعتقد أن البلاد تسير إلى نهايتها”. ليشاركه الرأي أيضًا الباحث الاجتماعي ورئيس صندوق ماية القيم الوطنية الروسي، مكسيم شوغالي، الذي في تعليقه على مايحدث في ليبيا من تطورات مؤسفة، وأزمات يشهدها قطاع الطاقة في البلاد، قال في تدوينة له في “التيليغرام”: “إنني أراقب عن كثب الوضع الحالي في ليبيا، وتحت إملاءات المصالح الأمريكية، تتدهور الأوضاع في البلاد بسرعة وتتسارع نحو “الانهيار”، واصفًا ذلك بقوله: “ليبيا أصبحت مركزًا للفوضى والاتجار بالبشر والأسلحة وتهريب موارد الطاقة. هذه الدولة في كارثة إنسانية دائمة وغير قادرة على إدارة مواردها”. وأكمل شوغالي تدوينته قائلاً: “في عام 2022، الدخل المتوقع لليبيا من مبيعات النفط يصل إلى حوالي 39 مليار دولار، وهو ما لن يراه الليبيون. لما تتضمنه الآلية الجديدة لتوزيع عائدات النفط ، التي فرضتها الولايات المتحدة، من تجميد لجميع الأموال الواردة في حسابات شركة النفط الوطنية الليبية في البنوك الأجنبية، والسماح بصرف جزء صغير من هذه الأموال، بإذن من الولايات المتحدة تحديدًا”. وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا كدولة من كبار مصدري النفط في أفريقيا، تلقت حصتها من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وأطماعها في إحكام قبضتها على الثروات النفطية، ومعاناة البلاد على مر السنوات السسابقة من انقسامات وحروب أهلية سببه هذه السياسات الأمريكية أيضًا، والجهود التي يبذلها الأطراف في الداخل الليبي لطالما اصطدمت بمصالح الإدارة الأمريكية التي لا تريد تحقيق استقرار إلا إذا كان النفط تحت تصرفها كليًا. وختم شوغالي تدوينته بإشارته إلى أن هذا المخطط “غير مقبول”، واصفًا ذلك بـ”الاستيلاء” على عائدات النفط الليبي الخام، تحت حجج وذرائع غير منطقية منها كما يقول الأمريكيون أنفسهم، “لتجنب استخدام عائدات النفط لأغراض سياسية”. وذكر عالم الاجتماع أيضًا بأن ليبيا لا تزال ليبيا دولة منقسمة. وبأن الصراع بين الغرب والشرق وصل إلى مستوى جديد بفضل “المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز” حسب وصفه، والتي أشار إلى أنها “مواطنة أمريكية”. ودعا شوغالي الليبيين إلى تولي السيطرة على البلاد والاقتصاد بأيديهم. ولمطالبة الأمريكيين بإخراج أقدامهم القذرة من ثرواتهم الوطنية، مؤكدًا على أنهم بأنفسهم قادرون على إدارة دخلهم.

Related posts

20 شهيدا في غزة ومقتل ضابط إسرائيلي بمعارك المقاومة

Walid Walid

جنوب إفريقيا: لسنا أحرارا حتى يتحرر الفلسطينيون

محمد بن محمود

إسرائيل: حماس لم تخسر قادتها وأغلبية مقاتليها أحياء

Walid Walid

Leave a Comment