29.4 C
تونس
15 مايو، 2024
غير مصنف

عبد اللطيف المكي : “قيس سعيد يُحقق طموحه السياسي بآلام المواطنين”

أحدثت الهيئة الوطنية الاستشارية للجمهورية الجديدة، التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيّد مؤخرا ردود أفعال مختلفة زادت في وتيرة الغموض و الغليان الذي يعيشه الشارع التونسي الذي غدى منقسما بين مؤيدين و رافضين  و حول هذه المواضيع و غيرها كان لـ 24/24 هذا اللقاء مع الدكتور عبد اللطيف المكي :

انطباعاتك حول موقف اتحاد الشغل الرافض للحوار الوطني بصيغته الحالية؟

موقف الاتحاد في العموم هو موقف سليم و في الاتجاه الصحيح قد نختلف معه في بعض التفاصيل لكنه موقف مشرف للمنظمة الشغيلة  عبر عن أبجديات الأمور ,لأن الصيغة التي يطرح بها قيس سعيد الحوار ليست بصيغة حوار بقدر ماهي صيغة تزكية لكل ما يفعله و يقره رئيس الجمهورية , يسعى الى جمع الناس كي يبصموا على كل قراراته ,و بالتالي كل منظمة و كل شخصية تحترم المنطق السليم و تحترم نفسها لا يُمكن أن تنساق وراء هذه المسارات.

ماهي أهم مُخرجات لقاءكم بوفد عن لجنة حقوق الإنسان للبرلمان الأوربي ؟

قدّم الوفد التونسي عرضا عن الجَبهة في دوافعها وأهدافها ومكوناتها وآليات عملها، كما تناول اللقاء سبل  تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين بلادنا والاتحاد الاوروبي ودعم الديمقراطية في تُونس.

ماهي اهم التحركات التي قامت بها جبهة الخلاص مؤخرا؟

قمنا بالعديد من التحركات ومن الاجتماعات العامة كانت اخرها في ولايتي تطاوين و مدنين و اعتقد من خلال ذلك ان الشارع التونسي استفاق من المغالطة التي أوقعه فيها قيس سعيد, لأن هذا الأخير استغل عدم رضا الشارع عن الذي كان سائدا قبل 25جويلية  و استثمر هذا الغضب لتنفيذ برنامجه السياسي الذي أساسه الاستحواذ على كل السلطات , و ارساء نظام الفرد الواحد , في حين ان الشعب كان غاضبا و يُطالب بإصلاح الأوضاع السياسية في ظل الديمقراطية و احترام القانون و اعطاء الأولوية لحل الأزمة الاقتصادية , اليوم نرى نقلة نوعية للرأي العام الذي نلمس تحركه و رفضه من خلال اقباله على الاجتماعات أو من خلال ما تسمعه في الشوارع و المقاهي و الأسواق و وسائل النقل .

اهم النقاط التي تم طرحها في اجتماع اللجنة التأسيسية لجبهة الخلاص الوطني؟

قمنا بتحديد المواقف مما يجري اليوم و أهمها المحاكمات السياسية بالإضافة الى اهم مواقف مكونات المجتمع المدني و المنظمات التي تُصر على حوار حقيقي يضمن الاستقرار و الانفراج لتونس, كما درسنا أهم النشاطات و التحركات التي ستقوم بها جبهة الخلاص الوطني في قادم الايام.

هل ستشارك جبهة الخلاص في استفتاء 25 جويلية ؟

التوجه العام  هو عدم المشاركة في كل هذا المسار الانفرادي الإقصائي , ما يُسمى بالاستفتاء هو فقرة من هذه الفقرات لا يستقيم لا دستوريا و لا قانونيا و لا منطقيا, فضلا عن محتواه السياسي لا يمكن ان نشارك في مسار يسعى الى تدمير البلاد  و تفكيك مؤسساتها ,و نتيجته معلومة مهما كان عدد المشاركين.

قراءتك لرفض عمداء كليات الحقوق المشاركة في الحوار الوطني؟

عدد الرافضين لمسار قيس سعيد ينمو يوما بعد يوم , فروع رابطة حقوق الانسان ,فروع عمادة المحامين ,المجتمع ينتفض شيئا فشيء و في هدوء ضد المسار الانعزالي التدميري ,التونسي اليوم يسترجع قواه و يستفيق بتدرج من المغالطة التي اوقعه فيها رئيس الجمهورية ,الذي استغل الفراغ و الاحباط في صفوف الشعب لا من أجل تحسين ظروفه بل لأجل عيون مشروعه السياسي الخاص الذي يُحاول بناءه بآلام المواطنين .قسم الرأي العام, شتت المجتمع , فنح الباب على مصرعيه للتدخل الاجنبي …و بالتالي من الطبيعي ان يرفض العمداء و العميدات بكليات القانون المشاركة في هذه المهزلة لانهم ذوي مستوى عال و راقي عبروا عنه بهذا الموقف المحترم و الأصيل.

رفض المشاركة في الحوار الوطني  من قبل أهم المنظمات و الشخصيات هل سيؤثر على الرئيس ؟

لا أعتقد ذلك لان رئيس الجمهورية قيس سعيد له تركيبة ذهنية و شخصية لا تستمع للآخر أبدا , بل يسعى بكل جهده الى سماع نفسه و تحقيق ماَربها فقط.

كما نعبّر عن تقديرنا العميق لموقف عمداء كليّات الحقوق المتمسك باستقلالية الجامعة  وتأكيدهم على مبدا حياد المؤسسات الأكاديمية و رفضهم للزجّ بها في الصراعات السياسية ,و نؤكد مساندتنا للعريضة التي أمضاها عشرات الجامعيين و العمداء السابقين الرافضة لتوظيف الجامعة بصورة مضلّلة و فوقية في خطط السلطة القائمة لتغيير دستور البلاد بطريقة انفرادية مجانبة للشرعية الدستورية

كما نثمن  تمسك العمداء و الاكاديميين الصريح بدستور البلاد و خاصّة بفصله 15 الضامن للحرّيات الأكاديمية و تعلّقهم بالقيم الجامعية التي تحول دون اتّخاذ موقف من برامج و خطط سياسية لا علاقة لها بالدور العلمي و البحثي و التأطيري للجامعيين.

خبراء في الاقتصاد يؤكدون ان تونس على حافة الانهيار …قراءتك للواقع؟

رئيس الجمهورية أحال الملف الاقتصادي و الاجتماعي الى درجة دنيا من الاهتمام , كنا من قبل في وضع اقتصادي سيء ننتظر تحسن الاوضاع , نحن اليوم اما حالة اقتصادية منهكة ننتظر الأسوء و الانهيار, الحاكم بأمره ترك المواطن التونسي يواجه غلاء الاسعار بمفرده , قيس سعيد لا يملك حلول اقتصادية و لا اجتماعية , فقط قام بتوظيف الازمة الحاصلة بالبلاد و استثمر غضب المواطنين لتركيز نظام سياسي يكون فيه وحده الحاكم المطلق في البلاد دون انت تكون له لا الكفاءة و لا القدرة على ان يُحاور أو حتى أدنى سلوك تشاركي.

سعيد يرفض الحوار و يرفض الاصغاء لا يُصغي الا لنفسه حيث رفض مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل التي تم طرحها في نوفمبر 2020 و التي نادت بتعديل الدستور و النظام الانتخابي و القيام بإصلاحات اقتصادية , لو تم قبول هذه المبادرة لما تعطلت المؤسسات و لما بلغنا هذا الحد من التوتر و الفوضى و ربما الانهيار.

المفاوضات مع صندوق النقد الدولي رهينة الاوضاع السياسية. ..قراءتك؟

المؤسسات المانحة تبحث عن الضمانات السياسية لكي تقرض تونس ,و البرنامج المقدم يكون مدعوم بقوة سياسية قادرة على تنفيذه و على الايفاء بتعهداتها توجاه الدول و المؤسسات المانحة ,و خلاصة القول انه من غير الممكن ان تنفرج الازمة الاقتصادية دون الانفراج السياسي .

الرفع في نسبة الفائدة الموظفة على القروض ، بغض النظر عن جدواها في معالجة التضخم المتصاعد، ستثقل كاهل اصحاب القروض السابقة مما سيوفر أرباحا إضافية بمئات ملايين الدنانير  لفائدة البنوك المقرضة دون اي مقابل من هذه الأخيرة.

مسار سعيد لن يزيد البلاد سوى المشاكل و المزيد من العراقيل الاي ترهق كاهل المواطن و المؤسسات يوما بعد يوم , نحن اليوم نعيش واقع مغيم تُسيطر عليه الضبابية و الخوف و التوجس .

الشارع اليوم ُمنقسم…أطراف لها وزنها في البلاد ُتساند الرئيس ما رأيك؟

اليوم لا نرى بين مُساندي قيس سعيد سوى اللوبيات الايديولوجية المتطرفة ,و بعض الاطراف الانتهازية و الغريبة ., حتى الاحزاب التي ساندته بُعيد 25 جويلية و كان لها وزن برلماني تراجعت الى الوراء و حتى انها عبرت عن امكانية مقاطعتها لاستفتاء 25 جويلية المقبل .

رئيس الجمهورية  يُضيق على نفسه دائرة الغزلة عبر اختياراته الامسؤولة و قراراته الاعتباطية التي لا تنم الا على المغالطة و سوء التفكير و التدبير معا.

و بالنسبة لبعض المنظمات المنخرطة في مسار سعيد على غرار رابطة حقوق الانسان فأنا أؤكد انها تحت سيطرة تيار سياسي مُعين يعتبر لوبي ايديولوجي .و الدليل تعبير الكثير من قيادات الرابطة عبروا عن استنكارهم لموقف القيادة .

 هل تتأمل النجاح لجبهة الخلاص؟

جبهة الخلاص الوطني اليوم تسعى و تعمل ليلا نهارا على استرجاع الشارع التونسي بطرق سلمية و حضارية , و ما أراه من تجاوب دليل واضح على اتباعنا الطريق الصحيح الذي سيكون حليفه النجاح باذن الله بقيادة الاستاذ احمد نجيب الشابي.

حاورته : يسرى حطاب

Related posts

النائب السابق بالمجلس التأسيسي محمود البارودي لـ24/24 : “قانون الإقامة الجبرية احتفظت بيه حركة النهضة لاستعماله ضد خصومها السياسيين”

root

زكريا بوقيرة : ” ” جدري القردة ” قاتل عشرين مرة اكثر من الكوفيد  ” “

root

أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي عثمان الحاج عمر لسعيّد : سياسة “الفارس الوحيد” لن تجعلك تكسب الحرب ..فاستعن بهؤلاء

root

Leave a Comment