16.9 C
تونس
2 مايو، 2024
حوارات

عماد الحمامي : ” المعارضة المزعومة هي نخبة معزولة ليست لها أي حظوظ للنجاح “

يرى العديد من الخبراء و المهتمين بالشأن العام ان تفاقم الشعور بالإحباط  لدى التونسيين جراء فشل قيس سعيد و حكومته في ايجاد حلول فعلية للازمة الاقتصادية و الاجتماعية الخانقة , ستكون عواقبه وخيمة  , فيما يتوقع اخرون تغييرا وزاريا لإصلاح الاوضاع قبل فوات الأوان,حول هذه النقاط و غيرها كان لـ 24/24: الحوار التالي مع الناشط السياسي و الوزير السابق عماد الحمامي :

ما هو الطلوب اليوم للمرور بتونس الى بر الأمان؟

أهم شيء الان هو الالتزام بخارطة الطريق التي اعلن عنها رئيس الجمهورية يوم 13 ديسمبر 2021، والتي بمقتضاها سيكون هناك انتخابات تشريعية يوم 17 ديسمبر 2022, نحن الاَن في مرحلة هامة بعد استشارة الكترونية وقع  بمقتضاها تزكية الدستور بـ 3 ملايين تونسي, و بالتالي المسار يشق طريقه بشكل واضح من أجل تصحيح الثورة عبر دستور الجمهورية الجديدة , دستور 25 جويلية 2022, في الظرف الحالي لابد من إيلاء الأهمية اللازمة لصياغة القانون الانتخابي بشكل تشاركي , و في أقرب الأوقات ,من أجل توضيح قواعد اللعبة الانتخابية, و عن نفسي انا متفاءل , اننا سنمر من الفترة الاستثنائية الى منظومة ديمقراطية عادية ,يكون فيها مؤسسات الدولة , محكمة دستورية , سلطة تنفيذية قوية تُمسك بزمام الأمور, و الأهم تكريس الفصل بين السلط و بالتالي دحض كل الفزعات التي تتنبأ بالدكتاتورية و الاستبداد و المساس بالحقوق و الحريات و ان الإسلام لا بد من حمايته .

هل تونس في الطريق الصحيح؟

لا بد من الالتزام بالحد الأدنى من المصداقية في النقد خاصة من قبل من يعتبرون ما قام به رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم 25 جويلية 2021 انقلاب، من يتجندون لمقاومة الانقلاب، سعيا لضرب كل ما أُنجز بعد 25 جويلية حتى و لو كان لمصلحة تونس , لأن الحقيقة تؤلمهم و سيضلون , و هي ان دستور 25 جويلية2022 أفضل بكثير من دستور27جانفي 2014, و الذي هو بدوره احسن من دستور 1 جويلية 1959, مع الاستمرار على الحفاظ على مكتسبات حقوق الانسان مع التعديل و الاستفادة في كل مناسبة.

بالنسبة لمسألة الغرفتين ان تكون للجهات تمثيلية ,كان موجود في الباب السابع من دستور2014

المجلس الأعلى للجهات , لا يرقى ان يكون غرفة ثانية لكن الفكرة كانت موجودة و تم تدعيمها في دستور 2022, شخصيا اعبر عن فرحي بهذا الدستور باعتباره يحمل كل مقومات التقدم و الرقي ليس مثاليا , لأن يبقى عملا بشريا قابلا للنقد و التغيير ,مع بعض التحفظات التي لم يحن الوقت بعد للحديث عنها, الدستور هو أعلى هرم في المنظومة التشريعية.

قراءتك للوضع العام في البلاد؟

هناك اطار موضوعي على مستوى دولي خاصة بُعيد جائحة كورونا إضافة الى الحرب الأوكرانية الروسية , و المخاض الحاصل بخصوص توزيع مناطق النفوذ و تغير الخارطة الجغراسياسية,   العالمية , هناك نقص في المواد الغذائية و خاصة منها الأساسية اليومية , و نحن لسنا بمنأى عن ذلك , غير أن هناك عوامل داخلية أيضا تسعى الى تأجيج نيران أزمة فقدان المواد الاستهلاكية , و هي مرتبطة باللوبيات و المافيا القائمة على منظومة ما قبل 25 جويلية 2021 , و هناك أيضا تقصيرا من الحكومة و الفشل في تحقيق منجز اقتصادي و اجتماعي في وقت البلاد تعيش ظروف حالكة .و من هذا المنطلق أدعو الرئيس الى اجراء تغييرات جذرية و شاملة على مستوى الفريق الحكومي الذي فشل في تحسين واقع التونسيين و هو ما يُشكل خطرا على مسار 25 جويلية .

لأن الوضع الحالي يتطلب حكومة قوية تحل مشاكل أبناء الشعب الذين يجب أن يلمسوا , تغيرا نوعيا في معيشتهم و في واقعهم اليومي, و مع حلول 17 ديسمبر و الا قد تقع نكسة كبيرة , لا سيما و حالة الاحتقان و الغليان , تزداد يوما بعد يوم, مع العلم انه ليس كافيا ان ننجح في المسار الدستوري و في الإصلاحات السياسية , لأن هذا النجاح لن يُعطي أكله الا بـتحقيق العدالة الاجتماعية و تحسن الوضاع الاقتصادية .

هل نجحت تونس في تنظيم  قمة طوكيو للتنمية في افريقيا؟ 

شخصيا أعتبر تيكاد8 – قمة طوكيو للتنمية في افريقيا – التي وقع احتضانها في تونس نجحت نجاحا باهرا تنظيميا و سياسيا , تيكاد 8 قدمت إضافة لمسار تيكاد, و الأكيد ان جميع المشاركين في هذه القمة من أفارقة و بلدان شقيقة و صديقة و اليابان سيعرفون ان هذه القمة التي احتضنتها تونس و قدمت خلالها 81 مشروع  و أبدعت في تنظيمها سيساهم مساهمة كبرى في تمتين العلاقات الاقتصادية بين اليابان و افريقيا و التي ستكون نتائجها طيبة على المدى البعيد و القصير , و ذلك ما تلخص في الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية قيس سعيد في افتتاح أشغال القمة و التي كانت موفقة من حيث المنهج و المضمون . لا سيما تجند كل الهياكل الرسمية مع القطاع الخاص .

كيف تُقييم مُخرجات تيكاد 8؟

المخرجات كانت في المستوى , و سيكون لها الدور الفعال في تجسير العلاقات بين الشركاء في اليابان و افريقيا و تونس , و سنرى جميعا النتائج في تيكاد9 , التي ستكون في اليابان بعد ثلاث سنوات. كذلك القرارات المالية, سواء 30مليار دولار لأفريقيا, و 28ملياردولارلكل المشاريع التي تحمل بُعدا اجتماعيا, و هذه كلها فرص ضف الى ذلك مذكرات التفاهم الفنية و التي مت كل القطاعات , العمل على انجاح مخرجات تيكاد8 انطلق منذ يوم 30أوت , و المطلوب اليوم من الهياكل التي أشرفت على تنظيم هذه القمة مواصلة العمل الدؤوب بنفس النفس , القطاع الخاص مطلوب بالانخراط و العمل ايضا , و الغرفة التونسية اليابانية لا بد ان تواصل عملها و على مستوى رئاسة الحكومة يجب ان تكون هناك هيئة دائمة تتابع كل هذه المخرجات و تعمل على تحقيق اهداف تيكاد8.

تقييمك لحكومة نجلاء بودن؟

أرى جيدا محاولات رئيسة الحكومة بودن في خلق سبل الاستقرار و العمل اليومي لحل العديد من المشاكل و لكن النتائج حقيقة لا تلبي انتظارات  الشعب التونسي الذي أصبح   في حالة غليان خاصة في الأسابيع الأخيرة و هذا يعود بالأساس الى فشل جزء كبي من الفريق الحكومي و لتخطي هه المصاعب , من العاجل تغير 80بالمائة من الفريق الحكومي بشخصيات ذات كفاءة قادرة على تقديم الأفضل للبلاد و للعباد. اليوم لا بد من نكران الذات في خدمة تونس و تجاوز العقلية التي كانت سائدة قبل 25 جويلية 2021, عقلية الامتيازات و الأيادي المرتعشة و كفانا ترددا. المطلوب اليوم تنصيب حكومة حرب على الفساد, على الفقر, على البطالة, من أجل تحقيق و لو جزء من اهداف التونسيين .

انطباعاتك  لدور اتحاد الشغل مؤخرا؟

استئناف الحوار مؤخرا هو الحل الانسب لأني في العديد من المناسبات قدمت نصائح للاتحاد بالابتعاد عن الاصطدام برأس السلطة التنفيذية ,لان ذلك لا يمثل لا مصلحة للاتحاد و لا لتونس و شعبها,و المطلوب هو مناقشة الاوضاع بصفة تشاركية ,نستطيع من خلالها بلوغ ميثاق يُحقق السلم الاجتماعي ,وبالتالي عودة البلاد الى العمل و النشاط مع مواصلة حماية حقوق الشغالين و الفئات الهشة .

قراءتك لمستقبل المعارضة السياسية في تونس ؟

المعارضة المزعومة ليست لها أي حظوظ للنجاح , و الامل الوحيد لها هو فشل الحكومة في تحقيق منجز اقتصادي و اجتماعي يوفر الحد الادنى من الاستقرار المادي للتونسيين , هي نخبة معزولة تسعى بكل جهدها لإجهاض مكاسب 25 جويلية و تقف امام تصحيح مسار الثورة التونسية المجيدة .هم قلة من الانتهازيين لا زالوا في برجهم العاجي لا يعلمون ان كل الموازين تغيرت و ان الشعب التونسي لفظهم.

هل تعتبر عبير موسي منافسا حقيقيا لرئيس الجمهورية ؟

رئيسة الحزب الدستور الحالية, لا تمثل الدساترة ,هي نشاز لا يمت بأي صلة للعمل السياسي , عبير موسي حاليا تتخبط, لأن دورها انتهى , و على العائلة الدستورية  البحث عن شخص يمثلهم في مستقبل العملية الوطنية .

كلمة الختام:

سأكون سعيدا بأي موقع أو تكليف ولن أرفضه ايمانا مني بدور كل فرد في هذه البلاد مستعدا للعمل و مشاركة كفاءتي بحكم اختصاصي الهندسي وخبرتي الدولية في تيسير الاستثمارات و الجودة و التأهيل و تقلدي عدة مناصب وزارية ,سأضع كل خبرتي على ذمة تونس و لا أشترط منصبا أو موقعا معينا

لأن المطلوب اليوم هو سن قانون انتخابي بسرعة و تركيز المحكمة الدستورية و اجراء  تحوير وزاري عميق و جوهري حتى يكون لدينا فريق حكومي يخوض حربا ضد الفساد و البطالة و تدهور المستوى المعيشي للتونسيين لأن المسار الذي دخلته البلاد يسير الى الأمام و تونس ستنجح.

يسرى حطاب

Related posts

مصطفى عبد الكبير يدعو الدولة إلى مراجعة كل الاتفاقيات المتعلقة بملف الهجرة

سنية خميسي

عثمان الحاج عمر :”القانون الانتخابي الجديد غيب المرأة من دائرة المنافسة و نسف مبدأ التناصف الذي أقره دستور 2014″

yosra Hattab

عصام الشابي :”الانتخابات التشريعية القادمة ستكون بلا روح بمثابة المأتم الانتخابي بلا منافسين و لا جمهور”

yosra Hattab

Leave a Comment