تتوالى ردود الفعل بشأن نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات التشريعية، فقد أكد الرئيس قيس سعيد خلال لقائه مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، أن ما سماها “بعض الجهات المعروفة” لم تجد هذه المرة شيئا تركز عليه سوى نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية للتشكيك في تمثيلية مجلس نواب الشعب المقبل، في حين أن نسبة المشاركة لا تقاس بالدور الأول فقط بل بالدورتين، حسب تعبيرهو حول هذه الردود و غيرها كان لـ 24/24 الحوار التالي مع أحد المشاركين في هذه الانتخابات رئيس حزب التحالف من أجل تونس سرحان الناصري:
قراءتك لنتائج الانتخابات التشريعية ديسمبر 2022 ؟
نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية ضعيفة جدا ولا ترتقي الى مستوى انتظارات التونسيين والمترشّحين للانتخابات التشريعية لبناء مشروع الجمهورية الجديدة، و هنا لا بد من تحديد المسؤوليات، لأن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان له يد في ضعف نسب المشاركة في هذه المحطة الانتخابية بسبب القانون الانتخابي الذي صاغه بمفرده و أقصى الأحزاب السياسية، و الذي يعتبر من الإخفاقات التي قام و يجب عليه ان يتدارك ذلك، هذا بالإضافة الى انعكاسات ما تم من “ترذيل” للمسار الانتخابي و المشهد السياسي و خاصة البرلماني .
هل نجحت المعارضة فعلا في افشال الانتخابات التشريعية ؟
المعارضة لم تنجح في شيء و العزوف الذي رأيناه كان نتاج الظروف الاقتصادية و الاجتماعية التي يعيشها التونسي و التي حالت دون ذهابه الى صناديق الاقتراع ، اضافة الى القانون الانتخابي الذي ساهم بجزء كبير في ضعف و بهاتة الحملة الانتخابية التي كانت دون ملامح في أغلب الدوائر الانتخابية ،و بالنسبة للمعارضة لا دور لها لأن التونسيين قاطعوها هي أساسا و لم تعد تربطهم بالشعب أي علاقة، لأنهم في حقيقة الأمر لا وزن لهم ، و سنتصدى لكا محاولاتهم في افشال مسارنا نحو النهوض بتونس و بشعبها.
هل هناك فعلا مترشحين من المعارضة في انتخابات ديسمبر 2022؟
المعارضة السياسية أكدت مقاطعتها للانتخابات التشريعية ديسمبر 2022 و من بينها حركة النهضة التي ادعت مقاطعتها لهذه المحطة الانتخابية ، ورغم ذلك رشّحت عددا من منظوريها للمشاركة في الانتخابات يوم 17 ديسمبر، حيث سعت الى ترشيح غواصات و بارشوكات من أجل ترذيل العملية المشهد البرلماني القادم، و هم رجال حركة النهضة من الصف الثالث و الرابع رغم أنهم يدعون أنهم مستقلين الا أنه ثبت انهم مدعومين من حركة النهضة، مع العلم اني أدعو و بصفة استعجالية الى فتح ملف الجمعيات الخيرية ،علما اننا سنتصدى لمحاولات عودة المنظومة الفاسدة للدولة مرة أخرى لأن الشعب لفظهم نهائيا.
ماهي أبرز نقاط برنامجكم الانتخابي ؟
سنعمل على التصدي للوعود الكاذبة التي كرهها المواطنون وحتى نقدم برامج لإعادة هيبة الدولة وهيبة المؤسسة التشريعية وضبط منظومة قانونية جديدة تخدم الشأن الاجتماعي والشأن الاقتصادي والشأن التربوي والشأن الصحي. كما سنعمل على فرض منظومة قانونية تتماشى مع السياق الحالي، لتشجيع الاستثمار ودفع الاقتصاد، وتساعد على معالجة القضايا الاجتماعية ومنها مشكلة المقدرة الشرائية ومشاكل المهاجرين الأفارقة وجنوب الصحراء التي تعاني صفاقس الغربية وغيرها من معتمديات الولاية من انعكاسات عددهم الكبير.
موقفك من المجموعة التي تدعو لتأجيل الدور الثاني من الانتخابات التشريعية ؟
هيهات هذه “منامة عتارس” و لا يُمكن بأي حال من الأحوال الاستجابة لهذه الدعوات المقيتة ، عملوا و استماتوا بُغية الغاء الاستشارة و الحوار والدستور والاستفتاء و الانتخابات ،بيْد أن كل محاولاتهم باءت بالفشل و لن يستطيعوا، و هنا اتحدث عن نفس البوق الذي ما فتئ يصيح من خطورة المسار ليلا نهارا، و لكن رغم الهنات نحن مواصلين في انجاح مسار 25 جويلية.
ما رأيك من المطالبة بانتخابات رئاسية مُبكرة؟
الوقت ليس مناسب لانتخابات رئاسية لأننا بصدد القيام بانتخابات تشريعية ، الأولى اليوم انجاح هذه المحطة الانتخابية و من ثمة المرور الى تشكيل برلمان يمكن ان يقترح انتخابات رئاسية مبكرة، و ان لم يستجب رئيس الجمهورية قيس سعيد لذلك سنحترم القانون و ننتظر الانتخابات الرئاسية 2024، مع العلم ان تونس في هذه المرحلة تحتاج الى رئيس جمهورية ذو فكر اقتصادي متحرر و ديبلوماسي و قيس سعيد لا تتوفر فيه هذه الصفات، و اذا اراد الاستاذ قيس سعيد الخروج من الباب الكبير عليه ان لا يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
راشد الغنوشي صرح ان النسبة الضعيفة للمشاركة في الانتخابات تُعبرعن لفظ الشعب لقيس سعيد؟
أول شخص لفظه الشعب هو رئيس حركة النهضة بكامل أطرافه و وزرائه و حاشيته و كل أفراده،
بسبب الخراب الذي فعله بتونس و طردهم بغير رجعة يوم 25 جويلية ، و من هنا أقول ان أبناء تونس الأحرار لن يدخروا جهدا في كنس هؤلاء المخربين الذين عاثوا فسادا في بلادنا.
قراءتك للوضع الاقتصادي اليوم؟
ما تعيشه تونس في هذه الفترة هو وضع اقتصادي كارثي، تتحمله المنظومة الحاكمة قبل 25 جويلية 2021، و تتحمله الحكومة الحالية التي أدعو الى تغييرها ولكن بعد تركيز البرلمان.
لمدة سنة و نصف و رئيس الجمهورية قيس سعيد يحكم البلاد و يُسيرها بالمراسيم ،و بمفرده بدون أحزاب، و تأكدنا أن حكم الفرد لا يؤدي الى نجاحات، و بان بالكاشف الدور المهم و الضروري للأحزاب السياسية و الأجسام الوسيطة هي التي تمتلك الرؤيا و تقدمها للحكومة و من ثمة يتم تقديم مشاريع القوانين للبرلمان لتتم المصادقة عليها.
هل سينظم حزب التحالف من أجل تونس الى “جبهة مسار 25 جويلية”؟
بالنسبة لحزبنا اختار منذ تأسيسه أن يشق طريقه السياسي بثبات في نهج واحد ،و بالتالي نرفض الانخراط في هذه التحالفات، و هذه الجبهات و التحركات المنضوية تحت شعار 25 جويلية هي حركات تساند رئيس الجمهورية قيس سعيد مساندة مطلقة و عمياء ،و نحن نختلف معهم في هذه النقاط، لأننا نؤمن بالتشاركية و التعددية و هذا هو المطلوب في المرحلة القادمة
بعد النسبة المُحتشمة في الدور الأول من الانتخابات الشريعية هل تأملون في اقبال بالدور الثاني؟
انا شخصيا متأكد من أن النسبة في الدور الثاني ستكون أكثر من الدور الأول.
هناك شخصيا سياسية دعت قيس سعيد الى الاستقالة بعد العزوف في التشريعية؟
لا دخل لرئيس الجمهورية في الانتخابات التشريعية ديسمبر 2022، حتى يستقيل من منصبه،و نؤكد ان هذه الانتخابات مازالت في مسارها، لم تنتهي بعد مازال فيها دور ثاني على اثره سنتحدث عن نسبة النجاح، مع العلم ان ما قامت به منظومة ما قبل 25 جويلية من ترذيل للمشهد السياسي ، ناهيك ان هناك نسبة من المترشحين الذين نالوا التزكيات لم يكونوا على قدر تطلعات الشعب التونسي.
موقفك من سجن علي العريض و اعتباره تغطية على الفشل في الانتخابات؟
اولا رئيس الجمهورية لا يستطيع التغطية على الانتخابات بمجرد ايقاف القيادي بحركة النهضة علي العريض و انما هذا الأخير في مكانه الطبيعي و هو السجن مع تمنياتي له بمحاكمة عادلة ينال فيها جزاءه الذي يستحق.
يسرى حطاب