12.9 C
تونس
26 أبريل، 2024
حوارات سياسة

عبدالرزاق الخلولي : ” سنُطلق مبادرة للحوار الوطني باسم “جبهة أنصار 25 جويلية”

أدت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي شهدتها بلادنا  بجميع الأطراف ذات الصلة من قريب أو بعيد الى التأكد من تفاقم الأزمة. فكيف تُفهم المشاركة الضعيفة في الانتخابات التشريعية 17 ديسمبر؟ وما رسائل الشارع من مقاطعتها؟ حول هذه النقاط و غيرها كان لـ 24/24 الحوار التالي مع رئيس المكتب السياسي لحراك 25 جويلية عبدالرزاق الخلولي :

وصف العديد انتخابات 17 ديسمبر بـ “المهزلة “.. قراءتك ؟

هذا الكم من التحقير والتقزيم الذي وُجه الى هذه المحطة الانتخابية مقصود، لأن هؤلاء الاشخاص  لطالما حاولوا اجهاض المسار برمته و لم يريدوا لهذه الانتخابات ان تُنجز و دعوا مرارا و تكرارا الى المقاطعة، حتى أنهم لا يعترفوا بها أصلا، و بالتالي توصيف الانتخابات بـ “المهزلة ” لم يكن مُستبعدٌ منهم، لأن الشيء من مأتاه لا يُستغرب ،ما فعلوه بتونس و بشعبها و بالمال العام من تنكيل و استنزاف ما ألحقوا به المواطنين الأبرياء من أذى، تلك هي المهزلة و هم في حد ذاتهم مهزلة، لأنهم لم يستيقظوا بعد من سباتهم لم يتوبوا و لم يعتذروا، يُصرون على الانفراد بالسلطة و كأن تونس مُلكا خاصا لهم ، لم يتعلموا بعد أننا لسنا في نزاع عقاري حول ملكية هذه البلاد، تونس مُلكا مُشاع للجميع نختلف فيه نعم ولكن هدفنا ان نتعايش في سلام و أمان و رُقيٌ أخلاقي و اقتصادي و اجتماعي.

بماذا تجيبون الأطراف التي تقلل من شأن الحراك في قدرته على تغيير الأوضاع؟

قولوا ما تشاؤون لم يعد حديثكم يؤثر فينا مسارنا كالتيار الجارف لن يوقفه لا سُباب و لا عراقيل مصلحتنا العليا شعبنا الذي دمرتم أحلام شبابه و جعلتم منه شعبا مُفقرا بائسا.

هل كنت تنتظر نسبة مشاركة 11.22% في الانتخابات التشريعية؟

في المجمل كنت أنتظر نسبة ضعيفة لا تقل عن الـ 20% و تلك النسبة المعلن عنها فاجأتني فعلا و صدمتني لا سيما النتائج الأولى 8.8% و التي كانت مُحبطة، هذه المحصلة للدور الأول ضعيفة لا تعني لا الانتصار و لا يمكن أن تؤدي الى الاحتفال ،هي تجربة أولى لمسار 25 جويلية بهذه الطريقة و بنظام اقتراع جديد على الأفراد، بالاضافة الى تردي الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية التي أثرت في نفسية التونسيين و أرغمتهم على هذا العزوف.

هل تعتبرا هذا العزوف عقاب من الشعب الى مسار 25 جويلية؟ 

ما شهدناه من عزوف خلال انتخابات 17 ديسمبر 2022 كان عزوف تلقائي ترجم غضب التونسيين و كشف الفجوة العميقة بين الشعب التونسي و السياسيين ، التونسيين ملوا الوعود الكاذبة و كان ردهم واضح تلقائي و ديمقراطي.

هل عكست نتائج الانتخابات  شعبية قيس سعيد؟

رئيس الجمهورية قيس سعيد ليس له اية علاقة بالانتخابات التشريعية، و التحقق من شعبيته كان من خلال الاستفتاء ، ولكن نتائج هذه الانتخابات فيها رسائل مبطنة تؤكد غضب الشعب و على الرئيس التقاطها و العمل على امتصاص هذا الغضب الشعبي قبل فوات الأوان.

بعد فوزكم بالمرتبة الأولى في الانتخابات ماهي خطواتكم القادمة؟

فزنا بالمرتبة الأولى في الانتخابات في دورها الأول و مازلنا نطمح في الحصول على أكثر من 40 مقعد في الدور الثاني، مما سيدعمنا في تشكيل كتلة وازنة مع العلم اننا نأمل في  تعزيز كتلتنا بنواب مستقلّين، مع العلم اننا نُرحب  بكل من يريد الانتماء مستقبلا لكتلتنا و نعتبر أن هذا يعد إضافة لحراك 25 جويلية، واضافة أيضا للمسار.

بماذا تُطالب رئيس الجمهورية ؟

أدعو و بصفة استعجالية رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى إقالة حكومة نجلاء بودن وجميع الولاة وتكوين حكومة سياسية تترأسها كفاءات مسار 25 جويلية وأبناء حراك 25 جويلية ، هذه الدعوة بما سبق تحقيقه من نسب مشاركة ضئيلة في الانتخابات التشريعية في دورها الأول، والتي تكشف عن غضب الشعب التونسي على مسار 25 جويلية ورئيسي الجمهورية والحكومة، ناهيك أنها فشلت في تغيير حياة الناس وتقديم حلول اقتصادية واجتماعية، و سنعمل على أن تكون الحكومة المُقبلة قادرة على التفاعل مع هموم الناس و مشاكلهم اليومية.

نسبة كبيرة من الولاة عينهم قيس سعي فلماذا يُطالب الحراك بإقالتهم؟

بلغتنا العديد من الشكاوى في مختلف الجهات تؤكد فشل الولاة في ترجمة مسار 25 جويلية على اعتبارهم انعكاسا للحكومة الحالية.

من المسؤول برأيك عن هذه المشاركة الضئيلة في الانتخابات؟

نحن أبناء الحراك نكاد نجزم أن السبب الرئيسي وراء تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية 17 ديسمبر 2022،هو عدم ايفاء رئيس الجمهورية بوعوده التي قدمها ابان 25جويلية و التي انتجت غضب في صفوف المواطنين ،الشعب التونسي مُحبطٌ بطبعه جراء ما ألحقته به المنظومة السابقة من ندوب و من جراح ،فكان رئيس الجمهورية ملاذهم الوحيد و لكن لم يتغير أي شيء بل ازدادت الأمور سوءا، سعيد وعدهم بالمرور مباشرة الى الإصلاحات و الانجاز و الى معالجة الأوضاع الاجتماعية، سعيد وعد بمقاومة الفساد و الاحتكار ، رئيس الجمهورية تحدث مرارا و تكرار على مقاومة غلاء الاسعار و تعهد بتخفيضها و تعديلها و تقليص معدل البطالة و لكن بعد مرور حوالي 18 شهرا لازالت الأمور على حالها، هذا بالإضافة الى نواقص القانون الانتخابي الذي طالما نادى حراك 25 جويلية بتعديله لكن لا من مُجيب. رغم ان قيس سعيد أشار في احدى خطاباته ان تعديل المرسوم الانتخابي واجب مقدس، ولكن تأثيرات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حالت دون هذه الاصلاحات و النتيجة كما يعلم القاصي والداني كانت هزيلة و محتشمة.

هل ساهم تفرد الهيئة بالرأي في فشل الانتخابات؟

لا يخفى على أحد ان هيئة الانتخابات ساهمت من خلال تفردها بالرأي في فشل انتخابات ديسمبر2022 ، و البداية كانت بالخطأ الفادح و هو ما سمته بالتسجيل الاَلي للناخبين، حيث تمت اضافة ما يقارب الـ 4 ملايين ناخب من الشباب الى السجل الانتخابي و الذي اعتبرناه خرق ليتبين فيما بعد بالكاشف انها لم تقدم اي اضافة و لا افادة بل بالعكس اظهرت عدم اكتراث هذه الفئة بالمشهد السياسي و اثبتت مقاطعتها.

قراءتك لمواقف بعض المطالبين بتنحي قيس سعيد عن منصب رئاسة الجمهورية؟

هذه الفئة من السياسيين تُغرد خارج السرب، يقولون ما لا يفعلون، هؤلاء جرحى 25 جويلية 2021 ، الذين مازالوا يحلمون باسترجاع الجاه و السلطة التي اُفتكت منهم يتباكون على أبواب السفارات من اجل استرداد علاقاتهم مع اللوبيات الأجنبية ،هؤلاء مجموعة ضالة صدقوا لوهلة انهم سيخلدون في الحكم دون حسيب أو رقيب ،الصدمة أثرت على عقولهم و ما يفعلون و ما يرددون اليوم هو من قبيل الهذيان هم في سراب و خارج التاريخ ، كل أقوالهم و طلباتهم غير قانونية و غير شرعية.

هل يعتبر انغلاق الرئيس و رفضه للحوار حتى مع مسانديه سببا فيما اَلت اليه الأوضاع؟

نحن نعيب على رئيس الجمهورية قيس سعيد انغلاقه و رفضه للحوار مع من يحملون نظرة استشرافية لإصلاح البلاد و الخروج بها الى بر الأمان و هذا ما سنعمل على تحقيقه في الفترة القادمة، و سنطلق مبادرة للحوار الوطني تشارك في كل القوى الوطنية المناصرة لمسار 25 جويلية ، كما سيتم تسميتها “جبهة أنصار 25 جويلية”  ستكون بحضور كل المنظمات الوطنية على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل، اتحاد الاعراف و هيئة المحامين و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، و سنعمل على ان تكون لهذه الجبهة حلولا عاجلة على المدى القصير و حلول على المدى البعيد عبر خارطة تحت مسمى خارطة الانجاز و العمل  ستكون فيها الأولوية المطلقة ترميم الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية لإخراج المواطن التونسي من حالة اليأس و الاحباط التي يتخبط فيها.

يسرى حطاب

Related posts

ابراهيم بودربالة : ”الملامح كلها تصب في خير الشعب التونسي”

root

أمين محفوظ يؤكد أن نسخة مشروع الدستور الجديد ستكون جاهزة في هذا الموعد..

root

عماد الحمامي : “طريق الإصلاح الذي سلكه قيس سعيّد ليس سهلا…”

yosra Hattab

Leave a Comment