على أبواب رأس السنة : الغش ينغّص احتفال التونسيين…
خبير في اتحاد الشغل: التونسي خسر 21 بالمائة من قدرته الشرائية في 2022
هادية الشاهد
يتهافت التونسيون على شراء الدجاج والحلويات خلال احتفالات راس السنة الإدارية وهو ما يشجع بعض الباعة على الغش بهدف تحقيق أرباح إضافية كما أن الإقبال الكثيف للتونسيين على شرائها أدى إلى استغلال البعض لمواسم الاستهلاك والاستفادة من هذه الفترة لبيع منتجات لا تتطابق مع شروط حفظ صحية.
رغم أن الظروف المعيشة أصبحت قاسية على التونسيين إلا أنهم حافظوا على عاداتهم في الاحتفال براس السنة اذ تشير الارقام التي قدمها الخبير الاقتصادي لدى اتّحاد الشغل خلال قراءة قدمها حول قانون المالية 2023، خلال ندوة نقابيّة بالحمامات مؤخرا إنّ المواطن التونسي خسر 21% من قدرته الشرائيّة سنة 2022. وسيفقد خلال سنة 2023، 10% إضافيّة بسبب توجّهات الحكومة الماليّة من رفع الدعم على المواد الأساسية وعن المحروقات إضافة إلى ارتفاع نسب التضخم. ونظرا إلى ان كلفة المعيشة من الصعب مجاراتها في تونس فان فئة واسعة من التونسيين أصبحت تتجه نحو محلات بيع الحلويات الموازية مما يجعلهم عرضة للغش المتفاقم
وتعتبر فئة واسعة من التونسيين ان الحلويات الجيدة باهظة الثمن وتصل في مثل هذه المناسبات إلى 80 دينارا ما يدفع العائلات المتوسطة إلى البحث عن منتجات أقل سعراً علماً أنها تجهل مكوناتها والمواد التي صنعت منها. وتشير احدى السيدات في حديثها الى 24/24 إلى أنها ستقاطع هذا العام شراء الحلويات من المحلات وستعدها في البيت لان كلفتها أقل ومكوناتها أفضل. كما ستستبدل طبق الدجاج بأطباق أخرى لا يكثر عليها الطلب حتى لا تكون في مرمى غش الباعة.
يعتبر التسمم الغذائي من أكثر المخاطر التي قد يتعرض لها المستهلك التونسي في احتفالات رأس السنة، وذلك بسب استهلاك المرطبات الفاسدة التي تعرضها المحلات العشوائية وأحيانا الشهيرة منها، حيث يستغل التجار تهافت المستهلك على المرطبات لتسويق الفاسد منها والبقايا التي من المفترض التخلّص منها.
ومنذ أيام اقترحت فرق المراقبة الصحية خلال النصف الثاني من ديسمبر الجاري غلق 31 محلا لبيع المرطبات ولحوم الدواجن بسبب اخلالات مخالفة لشروط حفظ الصحة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة.
وأوضحت الوزارة في بلاغ لها نشرته يوم مؤخرا أن فرق المراقبة الصحية رفعت 1360 مخالفة عقب قيامها بزيارات رقابة ل5785 محلا ينشط في ترويج المرطبات ولحوم الدواجن.
وقامت هذه الفرق بحجز وإتلاف كميات من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك منها 3.1 طن من المرطّبات و509 كغ من لحوم الدواجن ومشتقاتها و391 كغ من المواد الغذائية المختلفة.
وبينت وزارة الصحة، أن هذه الزيارات تندرج في اطار الوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بالأغذية واعتبارا لما تشهده فترة رأس السنة الإدارية الجديدة من استهلاك كبير لبعض المواد الغذائية، مؤكدة، أن عمليات المراقبة تشمل التثبت من مدى احترام التدابير الصحية المتعلقة مع اتخاذ الإجراءات الردعية اللازمة بالنسبة للمحلات التي لا تتقيد بالبروتوكولات الصحية.
وتتركز عمليات المراقبة على احترام شروط النظافة وحفظ الصحة المتعلقة بصنع وخزن وعرض ونقل المرطبات المعدّة للاستهلاك والتثبت من عدم استعمال الملونات الغذائية وخاصة غير المرخص فيها كما دعت المستهلكين إلى الإجراءات الصحية للتوقي من “كورونا” المستجد عند التسوق.
وتوجهت بالدعوة إلى المستهلكين بالامتناع عن اقتناء المواد الغذائية سريعة التعفن المعروضة بصفة عشوائية عرضة للتلوث دون احترام الشروط الأساسية للنظافة وحفظ الصحة.
من جهتها ذكرت وزارة التجارة تواجد الأعوان في مراقبة يومية ميدانية تستهدف عدة محلات غذائية وخاصة المختصة في صنع وجودة المرطبات التي يتم تحضيرها استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية .
ككل سنة إدارية جديدة تشهد المحلات المختصة في بيع الدجاج ومحلات المرطبات أيضا، إقبالا كبيرا فأغلب التونسيين يلجؤون إلى هذه المواد ابشكل مكثف في مثل هذه المناسبات.
لكن نظرا الى ما تشهده ما تشهده بلادنا من تدني مستوى معيشة ونقص في المواد الاساسية زاد نسق الغش والتلاعب بصحة المستهلك واصبح الارهاب الغذائي يهدد التونسيين في صحتهم من المستكرشين الذين يستغلون الفرص المناسبات الاستهلاكية الكبرى كراس السنة والاعياد للتلاعب بقوت التونسيين.
ويعتبر التسمم الغذائي من اكثر المخاطر التي قد يتعرض لها المستهلك في أعياد رأس السنة، وذلك بسب استهلاك المرطبات الفاسدة التي تعرضها المحلات العشوائية واحيانا المعروفة اذ يستغل التجار تهافت المستهلك على المرطبات لتسويق الفاسد منها والبقايا التي من المفترض التخلّص منها.
ورغم حملات المراقبة التي تقوم بها المصالح المختصة إلا أن حالات الغش تتزايد بكثرة خلال هذه الفترة من السنة لغاية الربح السريع.
عادات جديدة
والغريب انه رغم صعوبة المعيشة فقد عاينت 24/24 اقبال التونسيين على شجرة عيد الميلاد و ادوات الزينة و«البابانويل» الى جانب قطع الشكولاطة التي غزت أغلب الفضاءات التجارية ونهج الكومسيون بالعاصمة والغريب أن الإقبال على مثل هذه المنتجات في تزايد بل وهناك من خصّص ميزانية لشراء لهذه الاغراض فقد اخذت بدأت هذه المناسبات تدخل تدريجيا في عادات بعض التونسيين الى أن أصبحت حاضرة في منازلهم بقوة وكأنها رغبة في التخلص من جو الاحباط العام الذي تعرفه البلاد ولا تخلو من عطش للاحتفال.
ومع ذلك ذكر لنا بعض باعة هذه المنتجات ان هناك جالية مقيمة في تونس تقبل على هذه المنتجات في اطار احتفالاتها برأس السنة دون ان ينفي وجود فئة من التونسيين ممن زاد اقبالهم عليها رغم الظروف الصعبة…
لطفي الرياحي رئيس منظمة إرشاد المستهلك: سلوك المواطن قادر على ردع المستكرشين
ذكر الرياحي أنّ منظمة إرشاد المستهلك كانت من أبرز المدافعين عن المقاطعة التي يجب أن تكون ذاتية ولا تشمل المنتجات التي تعد عشوائياً بمناسبة رأس السنة، بل أيضاً المواد باهظة الثمن وتعويضها بأكلات تعد في البيت. واعتبر أن هذه المقاطعة يجب أن تتحول إلى ثقافة
وضاف ان المقاطعة نجحت في مناسبات سابقة في الحد من جشع بعض الباعة، مشيراً إلى أن البعض يستغل مثل هذه المناسبات للربح السريع على حساب الأسر التونسية.
ووضح أنه سنوياً تنطلق حملات مراقبة للمحلات وترفع مخالفات لكنها تظل غير كافية إن لم تتضافر الجهود ويشترك المستهلك طواعية فيها.
وبين الرياحي ان التجاوزات موجودة لكن المستهلك يلعب دوراً مهماً في استمرارها ذلك من خلال اقتناء الحلويات والدجاج من محلات عشوائية أو الأسواق الشعبية في حين انه من الاجدى اعداد الحلويات في المنزل ويؤكد أنّه خصوصاً في ظل تدهور القدرة الشرائية للأسر التونسية.
وأشار الى أن بعض الباعة يعمدون في مثل هذه المناسبات الاستهلاكية الكبرى الى تخزين المواد المدعمة من زيت وسكر وغيرها مما يزيد من ازمة نقصها في السوق.
وحذر الرياحي المستهلك من ان الحلويات يتم اعدادها منذ اشهر ولا يتم حفظها في ظروف صحية سليمة واضاف أن المخالفات موجودة ايضا في اللحوم
البيضاء التي تباع كثيراً بمناسبة رأس السنة. كما يروج البعض منتجات منتهية الصلاحية وأخرى ذبحت في أماكن غير صحية، بالتالي “يتوجب على المواطن الانتباه”. كذلك يشير إلى أنه يتوجب على التونسي معرفة الأمكنة التي يمكن اقتناء هذه المنتجات منها، ويقاطع الأسعار الباهظة، والعمل على ترشيد الاستهلاك والتركيز على الجودة، لأن بعض ما يقدم سيئ جداً وغير مقبول صحياً.
وأضاف أنّ البعض يبتكر أساليب عدة للغش وهناك من يبتكرون أساليب عدة في خداع المستهلكين ووضع ملونات في المنتجات مدعين أنها طازجة. كما تضاف مواد تضر بالمستهلك.
على أبواب رأس السنة: مصانع المرطبات مهددة بالغلق بسبب السكر
تزامنا مع احتفالات رأس السنة الميلادية أطلقت الغرفة الوطنية للحلويات نداء لوزارة التجارة لتسهيل عملية التزود بالمواد الأساسية خاصة مادة السكر.
وقالت رئيسة الغرفة الوطنية للحلويات سامية ذياب في تصريح اعلامي إن الصعوبة في التزود كانت منذ انتشار جائحة كورونا وتواصلت لتتفاقم العام الماضي وتحتد هذه السنة.
وأقرت ذياب أن سلطة الإشراف تبذل مجهوداتها لتسهيل عملية التزود “لكن التزود بمادة السكر أصبح امرا شبه مستحيل ونعيش حاليا إشكالا كبيرا قد يُهدّد مصانع المرطّبات بالغلق تزامنا مع اقتراب احتفالات رأس السنة والتي يرتفع فيها استهلاك الحلويات والمرطّبات”.
كما ذكرت سامية ذياب أن الإشكال الكبير يكمن في عدم انتظام سلسلة التزود، مضيفة أنها غير محكمة.