ماجدة حميد
لا يخفى على الجميع أن تونس اليوم تحتاج الى وقوف كل الأشقاء والأصدقاء من دول المنطقة العربية أو دول الفضاء المتوسطي ورغم محاولات بعض الدول بشكل محتشم مثل مساعدات بعض دول الخليج إلا أن الإمارات العربية المتحدة غائبة تماما في هذا الإطار حيث لم تقدم أي مجهود يذكر حتى ولو بشكل رمزي لتونس. ربما كان من المبرر في السنوات الماضية أن تنسحب الإمارات من ساحة التعاون مع تونس نظرا لعدم رغبتها في اعتلاء حركة النهضة حكم تونس لكن بعد رحيل الحزب الإسلامي من السلطة ظن الجميع أن التعاون الثنائي التونسي الإماراتي سيعرف تطورا مهما لكنه على العكس تماما تراجع؛ فهل ترفض أبو ظبي التعامل مع الرئيس الحالي؟ لا شك أنه لا توجد علاقة عداوة بين الرئيس الحالي قيس سعيد والجانب الإماراتي على الأقل في ظاهر الأمور حتى أن سعيد كان أول من طار نحو أبو ظبي للتعزية في وفاة رئيس الإمارات السابق؛ لكن يبدو أن الجانب الإماراتي غير مطمئن للرئيس الحالي بل ويرى المراقبون أن هناك ريبة كبيرة تجاه الوضع في تونس من قبل حكام الإمارات. على عكس الجانبين القطري والسعودي الذين يقتربان جدا من الرئيس الحالي ويحاولان التقرب منه وربط علاقات جيدة معه ويترجم ذلك الزيارات الكثيرة التي قامت بها شخصيات من هاتين الدولتين إلى تونس وبعض المساعدات المباشرة مثل توزيع المساكن وغيرها… لا شك أن الإمارات لا تزال ترى تونس بعين أخرى غير أعين الأخوّة والتعاون العربي المشترك ويبدو أن هناك سببا يخص السلطات القائمة الحالية والسابقة أو ربما قد يكون ذلك بسبب عدم استساغة مجال الحرية الذي يمنحه الرئيس الحالي للمعارضة؛ لكن في كل الأحوال لا تزال الإمارات العربية المتحدة في علاقتها بتونس في المنطقة رمادية إن لم نقل سوداء.