قال الرئيس السوري بشار الأسد ”إنّ الشعب العربي بشكل عام لم يتغيّر، ولكن تونس بالذات كان لها أهمية، لأنها استخدمت كإحدى المنصات، للتآمر ليس فقط على سوريا ولكن على الفكر العربي والانتماء العربي، وكأنها منصة للفكر الظلامي الذي يريد أن ينطلق ويسود في مختلف الدول العربية”، وفق تعبيره. وأضاف الأسد في تصريح للقناة الوطنية الأولى بعد اللقاء الذي جمعه اليوم برئيس الجمهورية قيس سعيد على هامش انعقاد القمة العربية التي تحتضنها المملكة العربية السعودية، “كان السؤال دائما في سوريا في فترة الحرب، هل الشعب العربي تغير فعلا وهل سوريا وحيدة؟، وكان هناك تمييز بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية”. وقال “الحقيقة أنه بالرغم من كل الظروف التي مرت بها تونس في العقد الماضي، كانت تظهر حالات تكشف عن التوجه الشعبي الحقيقي، والآن وبعد اللقاء مع سعيّد تأكدت من ذلك”.
وشدد الأسد “تأكدت اليوم بأن تونس لم تتغيّر، والأهم من ذلك أننا لم نحصر الحديث في السنوات العشر الماضية، وحتى الاستعمال الفرنسي الذي عمل على فرنسة المغرب العربي لم يتمكن من ذلك، كل هذه الأشياء لمستها اليوم، وهي التي تحدد السياسات المستقبلية بالنسبة لنا”. وأضاف الأسد أنه سيتم التباحث بشأن امكانية إقامة علاقات ثنائية عميقة تتجاوز العلاقات الديبلوماسية والعلاقة بين الرئيسين وتنزل إلى المستوى الشعبي ومختلف قطاعاته الفكرية والثقافية، وبناء وعي مشترك”. ومن جهته أجرى رئيس الجمهورية قيس سعيد، صباح اليوم الجمعة 19 ماي 2023 بمقر الإقامة بجدة، محادثة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأعرب رئيس الجمهورية، بهذه المناسبة، عن “بالغ سعادته بعقد هذا اللقاء التاريخي الذي يعكس علاقات الأشقاء بين تونس وسوريا بعكس ما ادعاه البعض في وقت من الأوقات بأنهم أصدقاء سوريا في حين أنهم ساهموا في معاناة الشعب السوري لسنوات طويلة”. كما رحّب رئيس الجمهورية بـ “عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، معربا عن الأمل في أن يستعيد هذا البلد عافيته ويحافظ على وحدته واستقراره ويحسم الشعب السوري أمره بنفسه بعيدا عن كل التدخلات الخارجية حتى تعود سوريا منارة للعلم والثقافة وتضطلع بدورها الطبيعي اقليميا ودوليا”. وبدوره اعتبر السفير السابق محمد جنيفان اليوم الجمعة 19 ماي 2023 بأن حضور تونس في المملكة العربية السعودية للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، هو إجراء عادي وليس استثنائيا، بعد قرار الدول العربية إعادة علاقاتها مع سوريا. وأضاف السفير السابق محمد جنيفان لدى حضوره في برنامج اكسبرسو، بأن حضور تونس دائم لاجتماعات الجامعة العربية، كما أن تونس أيّدت عودة سوريا ودعت إليها. وقال إن “تونس التي قاطعت سوريا وربما ساعدت المنتفضين على النظام السوري في الماضي، ليست تونس التي عادت اليوم لأن تونس أيضا تغيرت في قيادتها السياسية وفي نظرتها لمصالحها”.
بشار الأسد: “تونس استُخدمت كمنصة للتآمر”
