اتفقت أحزاب سياسية جزائرية على إطلاق مبادرة مشتركة للتشاور والحوار فيما بينها من أجل “تمتين الجبهة الداخلية”، وستكون أولى اجتماعاتها الرسمية يوم الأربعاء بالعاصمة لإنضاج هذه الخطوة وإعلان خطوطها العريضة للراغبين في الالتحاق بها.
وتأتي التحركات لعقد هذا الاجتماع بعد مساع من عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني الذي سبق له الإعلان عن مبادرة جديدة بعنوان “لم الشمل” خلال المؤتمر الأخير لحزبه الذي انتخب فيه رئيسا لعهدة ثانية، وأبرز أن دوافعه في إطلاقها أن “لا تتحول دولتنا لساحة فوضى خاصة بعد الارتدادات السلبية التي تعم المنطقة معتبرا “هذه المبادرة هي مبادرة المواطن من أجل مجتمع متماسك”.
وسيكون لقاء الأربعاء خطوة أكثر رسمية بعد الاجتماع التمهيدي الذي انعقد قبل أيام وجمع ممثلين عن أحزاب سياسية كبرى مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وهي أحزاب تشكل إلى جانب حركة البناء الأغلبية الرئاسية في البرلمان، إلى جانب حركة مجتمع السلم التي تمثل المعارضة وحزب صوت الشعب الذي يتبنى مواقف مؤيدة للرئيس. كما يمتد اللقاء إلى الكشافة الإسلامية ومنظمات عن المجتمع المدني قريبة من الطرح الوطني.
وينتظر أن تطلق هذه الأحزاب أرضية سياسية لمبادرتها تطرح فيها تصورها العام للأوضاع الوطنية والدولية والقواسم المشتركة بينها خاصة فيما يتعلق بدعمها لمؤسسات الدولة على رأسها رئاسة الجمهورية والجيش ورفضها للتدخل الأجنبي والتحذير من سياسات القوى الأجنبية الكبرى في بلدان مجاورة ومحاولات الاختراق الصهيوني للمنطقة الذي تعتبره الجزائر تهديدا مباشرا لها وتجديد العهد مع دعم القضية الفلسطينية. وليس مصطلح “لم الشمل” غريبا في دائرة الموالاة، فقد سبق استعماله السنة الماضية من قبل الرئاسة الجزائرية، في إطار الحديث عن رؤية الرئيس عبد المجيد تبون لكيفية بناء “الجزائر الجديدة”.
القدس العربي