أدّى وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي زيارة عمل لولاية مدنين امتدت على يومين الجمعة والسبت 23و24 جوان 2023، وذلك بحضور والي مدنين سعيد بن زايد والإطارات العليا المركزية والجهويّة. وقد خصّص مساء اليوم الاوّل لمعهد المناطق القاحلة، حيث أشرف الوزير والوفد المرافق له على تدشين الوحدة النموذجية لتكنولوجيا حليب الإبل بمحضنة المؤسسات بالفجاء التي تعدّ الأولى من نوعها في تونس والتي جاءت تتويجا لحصيلة بحوث علميّة للمعهد في مجال الإبل دامت عدّة سنوات. وبالمناسبة تعرف الوزير على مراحل انتاج وتعليب حليب النوق بهذه الوحدة التي قدّرت طاقة انتاجها الأولية بـ 100 لترا في اليوم، حيث نوّه بمجهودات المعهد في بعث مثل هذه المشاريع العلمية التي تعتمد على تطبيق نتائج البحث، داعيا الى مزيد تدعيم وتثمين نتائج البحوث العلمية وترجمتها الى مشاريع على أرض الواقع. كما زار السيد الوزير عدّة فضاءات بالمعهد من بينها متحف المعدات الفلاحية والأدوات التقليدية، حيث أوصى بتثمين البنية التحتية للمعهد ومزيد ايلاءه العناية اللازمة والتعريف به والترويج له وطنيا ودوليا لاعتباره مكسبا في الجهة كان قد عمل على تشييده وانجازه المرحوم حسين الختالي المدير السابق للمعهد، وفي هذا السياق كرّم السيد الوزير عائلة الفقيد بمناسبة الذكرى الثانية لوفاته بحضور ثلّة من أصدقائه ومن أبناء المعهد. وفي سياق متّصل، أشرف السيد االوزير على تنصيب المدير العام لمعهد المناطق القاحلة السيد الصغير النجاري وتكريم الكاتب العام للمعهد قويدر عطاء الله، وبهذه المناسبة هنأ السيد الوزير المدير العام الجديد وحثه على مزيد العمل لتطوير أداء المعهد كما تقدّم بالشكر للسيد الكاتب العام لما بذله من مجهودات طيلة فترة تسييره بالنيابة للمعهد، وأوصى الحاضرين بتقديم أفكار جديدة لمزيد تنمية الصحراء التونسية والترفيع من انتاجيتها في ظل الشح المائي. أما اليوم الثاني لزيارة السيد الوزير لولاية مدنين فقد خصصت للاطلاع على تقدم مشروع التنمية الزراعية والرعوية والمنظومات المصاحبة، حيث عاين عدد من الأشغال المنجزة في إطار المشروع والمتمثلة في فتح الطريق الجبلي في اتّجاه مراعي الظاهر بمنطقة الحشانة- الفجيج، واحداث وتجهيز نقطة مياه بمنطقة ودي السدر، واحداث مركز للخدمات لفائدة المربين والرعاة بمنطقة الزريديب، واحداث مخزن للأعلاف ومقر لمجمع التنمية الفلاحي بالظاهر. واستمع الوزير بالمناسبة لمشاغل عدد من مربي ورعاة الجهة والمتمثلة بالأساس في نقص الأعلاف، مؤكّدا أهمية هذا المشروع باعتباره مكسبا للجهة لما يقدّمه من خدمات لفائدتهم من توفير نقاط سقي الحيوانات وتقريب التّزود بالأعلاف وتوفير الرعاية الصحيّة للقطيع والحاجيات الضروريّة للرّعاة، كما دعا القائمين على المشروع الى المحافظة على كافة مكوناته والقيام بصيانتها المتواصلة لضمان ديمومتها والعمل على تطويرها.