21.9 C
تونس
21 مايو، 2024
العالم العربي دولي

ملف الأسرى:قطر تحسن إدارة الملف وحركة حماس واهل غزة المستفيد الأكبر

عملية طوفان الأقصى بالفعل كانت طوفانا على جيش الاحتلال الاسرائيلي وطوفانا على حكومة ناتنياهو وطوفانا في عدة عواصم غربيةفهذه العملية العسكرية النوعية الناجحة للمقاومة الفلسطينية حققت نجاحا مزدوجا اذ إلى جانب النجاح العسكري فإنها نجحت في اسر عدد مهم من جنود الاحتلال وهذا سيجعل المقاومة في مركز قوة خلال الفترة المقبلة.

الثمن الباهظ

ليست هذه المرة الأولى التي تأسر فيها حركة حماس جنود الاحتلال الإسرائيلي، فقد سبق في مرات عديدةان قامت بعملة أسر جنود وقامت بصفقات تبادل للأسرى ولعل أهم صفقة هي صفقة الجندي جلعاد شاليط الذي تم إطلاق سراحه مقابل الإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا. وتعتبر تلك الصفقة صفعة كبيرة في وجه حكومة الاحتلال آنذاك اذ من بين الأسرى الذين تم الإفراج عنهم يحي السنوار القيادي الحالي في حركة حماس.
المقاومة الفلسطينية كانت أولى أهدافها في عملية طوفان الأقصى اسر أكثر عدد ممكن جنود الاحتلال ومن المدنيين. لأنهم يعرفون جيدا أن قيمة هذا الملف كبيرة جدا لدى العدو الصهيوني وبامكانه ان ينهي معاناة الاف الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال فيبهم من مضى على سجنه عقود من الزمن وجميعهم يعانون الامرين في السجون الصهيونية.
ويبدو ان عدد الأسرى كبير هذه المرة حيث قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن عدد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية ما بين 200 و250 أسيرا، لدى القسام نحو 200 أسير والبقية موزعون لدى مكونات المقاومة الأخرى. وهذا العدد الكبير ستكون منافعه كبيرة للمقاومة ولكل الفلسطنيين على المدى الطويل. وهذا ما أكده أسامة حمدان القيادي بحماس داخل لبنان في مؤتمر صحفي “موقفنا واضح ولا يزال يتعلق بتبادل الأسرى (العسكريين)، ولا يتم الحديث فيه إلا بعد الانتهاء من العدوان على غزة”.

قطر وخبرة التفاوض

قطر تعتبر اليوم من الدول التي تحسن جيدا التفاوض في ملف الأسرى سواء الخاص بالقضية الفلسطينية أو ملفات أخرى. ويرى عديد الملاحظين أن قطر رسخت اسمها كوسيط دولي نزيه وموثوق به في هذه الملفات. وقد قامت الدوحة بجولات كبيرة في التفاوض ببن الأطراف المتنازعة خاصة في ملف الرهائن وآخرها الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم طهران. وقد تم إتمام المساعي القطرية بإطلاق سراحهم مقابل السماح لإيران بالتصرف في أصول مالية بإحدى بنوك كوريا الجنوبية. لكن يبقى أهم اتفاق قامت به الدوحة هو اتفاق إحلال السلام بأفغانستان بين الولايات المتحدة وحركة طالبان،وذلك بعد تسع جولات من المحادثات بين الطرفينوساهم هذا الاتفاق في إنهاء حرب دامت 19 عاما.
اليوم أمام دولة قطر الشقيقة ملف مهم ومهم جدا وهو ملف الأسرى والرهائن لدى المقاومة الفلسطينية. فمع بدء عملية طوفان الأقصى كثر الحديث عن مصير هؤلاء الأسرى وكيف ستتعامل معهم فصائل المقاومة ومن هي الجهة التي ستشتغل على الملف. وبطبيعة الحال تحركت عديد الجهات بالتنسيق مع الجانب القطري لإيجاد مخرج لهذا الملف. وبالفعل نجحت قطر في خطوة أولى في عملية الوساطة وقد أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سراح محتجزتين أميركيتين، وهما أم وابنتها، لـ”دواع إنسانية”حسب ما قاله الناطق الرسمي. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية في تصريح لصحيفة ألمانية ” إن النقاشات الجارية بشأن ملف الأسرى مع حركة حماس قد تفضي للإفراج عن المزيد منهم قريبا جدا”.
وهذا التصريح يدل على أن التفاوض مازال متواصلا من أجل حل ملف الأسرى خاصة منهم المدنيين. وقد تحركت عديد الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا من أجل إطلاقسراح الرهائن وعولت جميعها على دولة قطر في حل هذا الملف لما تتمتع به الدوحة من علاقات متميزة مع كل الفصائل الفلسطينية وتحظى قطر بثقة الجميعوخاصة حركة حماس. وللتذكير فإن قادة الحركة عدد مهم منهم موجود في قطر وهذا ما سهل المهمة للدوحة كما انها تتحمل العبء الأكبر في الاهتمام بالاحتياجات المالية لقطاع غزة ويعول عليها اهل القطاع في تمويل احتياجاتهم من غذاء ودواء ووقود وغير ذلك من الاحتياجات الضرورية وكان قطر في الموعد في كل مرة ولم تدخر جهدا في غوث اهل غزة.
في ملف الاسرى بعد انطلاق “طوفان الأقصى” يتطلع الجميع الى الإجابة عن سؤال مهم مفاده على أي أساس سيتم إنهاء هذا الملف الذي على ما يبدو ينقسم لجزئين؟ الجزء الأول يخص الرهائن المدنيين، والجزء الثاني يخص الأسرى العسكريين من جنود الاحتلال الإسرائيلي. لكن يرى عديد الملاحظين أن الرهائن المدنيين سيتم الإفراج عنهم في اتفاق يخص معبر رفح ودخول المساعدات والمواد الأساسية للقطاع. بينما ملف الجنود سيتم التفاوض بشأنه من خلال عملية تبادل للأسرى بين الإحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة.

محمد عمار

Related posts

قطر تدعو لتحرك عاجل لمنع كارثة برفح

Walid Walid

الأزهر يدعو إلى مقاطعة منتجات السويد وهولندا

محمد بن محمود

إسقاط مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل

Walid Walid

Leave a Comment