محمد عمار
” ماعلييييشششش” كلمة ليست كالكلمات قالها وائل الدحدوح الصحفي ومراسل قناة الجزيرة بقطاع غزة.. قالها وهو يودع إبنه الشهيد الذي استشهد صحبة شقيقته وأمه في غارة صهيونية. قال بصوت حارق “بينتقموا منا في الولاد؟ معلش”.
نعم إنهم ينتقمون ويقتلون ويدمرون ويهجرون لكن يبقى الشعب الفلسطيني شعب الجبارين كما يصفهم دائما الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات وقبله منحهم التاريخ هذا الوسام العظيم ..
وائل كان على مدار الساعة ينقل أخبار الناس ومعاناتهم داخل القطاع المحاصر منذ بداية عملية ” طوفان الأقصى” وكان صوتهم المسموع في كل العالم في كل حروبهم وفي حصارهم ووثق المجازر والانتهاكات وتحدى كل اشكال التعتيم التي مارسها العالم الذي يصف بانه حر ومتحضر حتى لا تكون فظائعهم وفضائحهم تحت النور ..
هو وائل حمدان إبراهيم الدحدوح ولد في 30 أفريل 1970 وهو صحفي فلسطيني، ولد ودرس في غزة واعتقل سبع سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي. لكنه ظل يقاوم عبر مهنة الصحافة وبدأ حياته المهنية مراسلا لصحيفة القدس الفلسطينية، واشتغل لصالح وسائل إعلام عديدة قبل أن يلتحق الجزيرة عام 2004. نقل انتصارات المقاومة ونقل معاناة الشعب الفلسطيني ونقل أيضا حصار غزة على مدار عدة سنوات، ورغم كل ذلك بقي صامدا مع أبناء شعبه، لم يترك قطاع غزة لوحده..
سطع نجم وائلبتغطيات خطرة متعددة نجح خلالها في نقل صور الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة للقطاع، مُتابعاً عمليات اغتيال الكيان الصهيوني لمجموعة من أبرز الشخصيات الفلسطينية كان بينهم استشهاد الشيخ أحمد ياسين وشقيقه. وظهر دوره بارزاً في التغطية الأكثر تعقيدا بالحرب الثالثة عام 2014 التي استمرت 51 يوما، وما بعدها من حلقات سميت بـ«غزة تنتصر». عندما ننتقل لنشاهد أخبار قطاع غزة، فلا يمكن أن نتابعها دون وائل. وكانت آخر كلمات قالها «الدحدوح» فور معرفته بنبأ قصف منزله «الحمد لله رب العالمين، هذا هو جيش الاحتلال وهذه هي دموع الإنسانية وليست دموع الخوف والانهيار والجبن، وليخسأ جيش الاحتلال» .. قالها وهو منتصب القائمة يحمل سترته الصحفية مواصلا عمله ورسالته مواصلا نقل جرائم الاحتلال لعل ضمير هذا العالم يصحو قليلا لينقذ ما تبقى من قطاع غزة.
“وائل الدحدوح .. قناة الجزيرة .. قطاع غزة” .. جملة ارتبطت بالحقيقة ارتباطا لا ينفصم .. ألهمك الله الصبر عزيزنا وائل ورزقك الثبات فقد أبهرتنا مرتين .. الاولى بمطاردكتك للاخبار وسط القصف والقنابل والدماء والاشلاء لا هم لك إلا كشف الحقيقة ليرى العالم فظاعة الصهاينة وداعميهم والثانية حين حين ثبت رغم هول المصاب ووليت وجهك شطر الله قائلا “إنا لله وإنا اليه راجعون” وستنقلب بنعمة من الله وفضل لن يمسسك سوء.