دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد، اليوم الاثنين بروما، الى إرساء مجتمع انساني يقوم على العدل وعلى القضاء على كل مظاهر التمييز والبؤس والفقر.
وقال الرئيس سعيد في كلمة له في جلسة مغلقة اثر افتتاح فعاليات قمة إيطاليا افريقيا- تحت شعار ‘خطة ماتي لافريقيا ‘، اننا “نلتقي اليوم بفكر جديد بمبادرة حميدة من رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني وبمقاربات مخالفة لخيبات الماضي والامه ومستشرفين لمستقبل جديد يقوم على التعامل مع افريقيا لا بمنطق العربات المجرورة ولكن بمنطق سياقة القاطرة معا’.
ولاحظ رئيس الدولة أن هذه القاطرة تكون ‘في الاتجاه الذي نرسمه معا من اجل مجتمع انساني جديد’.
وأضاف أن أهداف ‘ خطة ماتي ‘ لافريقيا لا تنحصر فقط في ارساء تعاون في جملة من القطاعات بل هي طريق في اتجاهين وبها العديد من المحطات.
و أوضح ان هذه المحطات تتعلق بكل المطالب المشروعة لكل فرد، قائلا ‘انها تعد مناسبة يتصافح فيها الشمال والجنوب وتتصافح فيها افريقيا مع إيطاليا لفتح صفحة جديدة في التاريخ ‘.
واستطرد رئيس الجمهورية بالقول ‘اننا لا نضع اليوم ركائز بنية أساسية بل نساهم مساهمة فاعلة في وضع بنية فكرية تقطع مع مفاهيم قديمة وتفتح افاقا جديدة أسمى وأرقى يتساوى فيها البشر ولا يوجد فيها لترتيب تفاضلي للمجتمعات والدول ‘.
وذكر رئيس الجمهورية بأن المؤتمرات السابقة تعددت ولكن في كل مناسبة تقريبا لا تنبثق عنها سوى الإعلانات، من عاصمة الى أخرى، ‘فكل يريد ان يكون قاطرة والدول الافريقية عربات مجرورة في الاتجاه الذي يحدده أصحاب القاطرة’، وفق توصيف رئيس الدولة.
ولاحظ سعيد ان كل المآسي بافريقيا حصلت وتحصل في الوقت الذي تمتلك فيه افريقيا ثلث ثروات العالم وحوالي 2 فاصل أربعة تيرليون دولار امريكي، مشيرا الى انه من المتوقع ان يرتفع هذا الرقم على مدى السنوات العشر المقبلة وفقا لاخر تقرير للثورة في افريقيا لعام 2023.
يذكر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني افتتحت في وقت سابق أشغال القمة الايطالية الأفريقية بهدف إطلاق مرحلة جديدة من التعاون، لاسيما في قطاع الطاقة.
وقالت ميلوني، أن بلدها يريد بعث جملة من المشاريع في القارة الإفريقية من بينها مشاريع في تونس، مؤكدة أن إيطاليا تفكر في إحداث مشروع لمحطات لمعالجة المياه المستعملة بأساليب غير تقليدية بهدف ري 8 آلاف هكتار في تونس، إضافة إلى تحسين التصرف في المياه وإنشاء مركز للتدريب في مجال الغذاء الزراعي.
وتبحث القمة التي يشارك فيها حوالي 23 رئيس دولة وحكومة افريقية من بينها تونس القضايا التي تؤثر في القارة السمراء وأوروبا في مجالات التغيرات المناخية، والأمن الغذائي، والهجرة، والتحول الطاقي.
تجدر الإشارة ان رئيس الجمهورية كان قد حضر افتتاح القمة وأجرى محادثات بالخصوص مع رئيسة الحكومة الإيطالية والرئيس الموريتاني.
previous post
next post