حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل الذي يثار بين الحين والآخر حول لقب “أم الدنيا” التي تشتهر به مصر، مؤكدة أن تلك التسمية تحمل جذورًا تاريخية وأسسًا دينية.
وقالت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” تحت عنوان “مدى صحة مقولة أرض مصر أرض مباركة وهى أم البلاد” إن مصر سُمِّيت بـ “أم الدنيا”، أو “أم البلاد وغوث العباد”؛ فبهذا سمّاها نبي الله نوحٌ عليه السلام.
واستشهد البيان الصادر عن الدار بما أورده المؤرخ ابن عبد الحكم في كتابه “فتوح مصر والمغرب” وقوله: عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن نوحًا عليه السلام قال لابنه حينما أجاب دعوته: اللهم إنه قد أجاب دعوتي؛ فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخِّر له ولولده الأرض وذلِّلها لهم، وقوِّهم عليها”.
وأضاف البيان: وهذا الأثر ذكره جماعة من العلماء في كتبهم، واحتجوا به على فضائل مصر، ومنهم الحافظ الكندي في “فضائل مصر المحروسة”، والمؤرِّخ العلَّامة البكري في “المسالك والممالك”، والمؤرِّخ العلامة ابن تغري بردي في “النجوم الزاهرة”، والحافظ السيوطي في “حسن المحاضرة”، والعلامة المقريزي في “المواعظ والاعتبار”، وغيرهم.”
وفي عام 2015 نشر ثلاثة باحثين مختصين بعلم الوراثة دراسة لافتة بمجلة علمية متخصصة تؤكد أن ظهور “الإنسان العاقل” قبل عشرات الآلاف من السنين على وجه الأرض حدث بمصر، وليس بأماكن أخرى كما كان يُعتقد من قبل، وهو ما اعتبره البعض بمثابة دليل علمي على أن مصر هى بالفعل “أم الدنيا”، فضلًا عن تراثها الحضاري الذي شهد أقدم حكومة مركزية في التاريخ.
وأفردت مجلة “جورنال أوق هيومن جينيتكس أمريكان” Journal of Human Genetics American الشهرية مكانًا بارزًا لهذا البحث الذي يشير إلى أن أولى مجموعات “الإنسان الحديث “وصلت إلى أوروبا وآسيا من مصر قادمة عبر هجرات من إثيوبيا، مجيبين بهذه الحقيقة عن سؤال ظل طويلًا بلا إجابة مقنعة عن بدء وطرق انتشار “الإنسان العاقل” في الأرض.