يشتكي متساكنو مدينة توزر وخاصّة منهم المقيمين في المناطق المحاذية لمحطة التطهير (حلبة وطريق دقاش والتبابسة)، منذ سنوات، من انبعاث روائح كريهة من محطة التطهير، وانتشار الحشرات من بعوض وذباب، بما أصبح يشكل تهديدا بيئيا وإزعاجا لراحتهم، وفق ما أكده العديد منهم في تصريحات متطابقة لصحفيّة « وات ».
وفي ذات السياق، أكّد رئيس جمعية حلبة للبيئة والتنمية، جمال محاجبة، أن هذا الإشكال مطروح منذ سنوات، ورغم تحرك المواطنين ونسيج الجمعيات للفت نظر المصالح المعنية، إلا أن انبعاث الروائح الكريهة مازال متواصلا مع انتشار الحشرات وخاصة في الليل والصباح، حسب قوله.
ودعا إلى إيجاد حل نهائي لهذه الوضعية في أسرع وقت، من خلال تنسيق جهود مصالح الديوان الوطني للتطهير وبلدية توزر والمندوبية الجهوية للسياحة، باعتبار أن مدينة توزر منطقة سياحية ووجهة صديقة للبيئة، لافتا إلى أن الحلول المقترحة قد تتطلب عدة سنوات للتخلص من هذه الروائح.
واعتبر أن الحلّ للحد من وصول الروائح من المحطة نحو المناطق السكنية يتمثّل في نقلها ببناء محطة جديدة بعيدة عن مواقع العمران، ورصد الاعتمادات الكافية لبنائها، علما انّه تم رصد اعتماد بقيمة 35 مليون دينار لصيانة وتوسعة المحطة الحالية.
ولفت مواطنون من منطقة حلبة، التي تعتبر الأكثر تضرّرا من الروائح المنبعثة ومن الحشرات، إلى أنهم يعانون من عدة أمراض جلدية، علاوة على الروائح التي تقلق راحتهم وتمنعهم حتى من مزاولة نشاطهم الفلاحي في المقاسم الفلاحية المحيطة بالمحطة.
في المقابل، أوضح المدير الجهوي للتطهير بتوزر، طلال زميط، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ انبعاث الروائح الكريهة قد تقلّص بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة بفضل تدخل أوّل للصيانة وتدخل ثان يجري تنفيذه حاليا يتمثل في الصيانة الدورية للمهوئات بالمحطة والتي تعمل على تهوئة الأحواض من اجل تجفيف الفضلات ومنع تسرب هذه الروائح، لافتا إلى أن الصيانة تتم مرة كل سنتين ومن المنتظر أن تنتهي في الأسبوع الأول من شهر جوان المقبل.
وأضاف أن المحطة تشتغل حاليا بخطّ واحد بسبب الصيانة الجارية إلا أنها ستعود للاشتغال بخطين مباشرة بعد انتهاء الصيانة، موضحا أنه لا يمكن نقل المحطة أو بناء محطّة أخرى جديدة في الوقت الراهن باعتبار تخصيص اعتماد لتنفيذ مشروع تجديد وتوسعة للمحطة الحالية سيمكن من الرفع من طاقة استيعابها الى أكثر من 800 متر مكعب يوميا باعتبارها مخصّصة لمعتمديتي توزر ودقاش.