أكدت المكلفة بتسيير الادارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، نعيمة المحفوظي، السبت، أن أكثر من 50 بالمائة من مساحات التين الشوكي “الهندي”، مصابة بالحشرة القرمزية، خاصة الطوابي.
وكشفت المحفوظي، خلال استعراضها “الخطة الوطنية لمكافحة الحشرة القرمزية على غراسات التين الشوكي” في إطار الندوة الصحفية الدّوريّة لوزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري، بمقر الوزارة، أن نسبة الاصابة بالحشرة القرمزية بولايات المهدية والمنستير، قد بلغت 100 بالمائة، وسوسة وصفاقس حوالي 70 بالمائة والقيروان حوالي 50 بالمائة.
خطورة الحشرة على التين الشوكي
وشدّدت على خطورة هذه الحشرة على التين الشوكي والتي تهدد القطاع بأكمله، قائلة: “نحن ملزمون بالتعايش معها وليس القضاء عليها، والدولة رصدت أمولا طائلة لمحاربتها، الى جانب انخراط الجميع وخاصة الفلاحين في عمليات الرصد والابلاغ وكذلك المجتمع المدني في معاضدة مجهودات الدولة لازالة وتنظيف الطوابي المصابة”.
كما أكدت المسؤولة، وجوب المكافحة المندمجة المستدامة والمتمثلة خاصة في التقليم والتنظيف وتغيير النمط الزراعي واعتماد الاصناف المقاومة واستعمال المفترسات الحيوية.
وأفادت في هذا الشأن، بأن الحشرة القرمزية عابرة للحدود موطنها الأصلي المكسيك وتتكاثر حصريا على التين الشوكي (الهندي)، وهي تفتك به إلى حدّ القضاء عليه، وتتميز بسرعة انتشارها عبر عدة وسائل، وهي تستعمل في بعض الدول كوسيلة مكافحة بيولوجية للقضاء على التين الشوكي.
وذكرت أن عمادة سيدي زيد من ولاية المهدية، قد سجلت أول ظهور للحشرة القرمزية سنة 2021، ووقع التدخل الفوري من طرف مصالح الوزارة لمحاولة استئصال البؤرة، وذلك طبقا للمعايير الدولية لمكافحة الآفات العابرة للحدود.
أسباب التي انتشار الحشرة
ومن بين الأسباب التي ساهمت في انتشار الحشرة، بحسب المسؤولة، قلة الاهتمام بالطوابي وصعوبة اكتشاف البؤر في مراحلها الاولى وصعوبة وصول الدواء الى كل الكفوف المصابة، الى جانب العوامل المناخية الملائمة وخاصة الرياح وأصواف الاغنام القادمة من المناطق الموبوءة أو عن طريق نقل كفوف الهندي والثمار المصابة والعصافير وكلاب الصيد.
وأضافت في ذات السياق، أن التدخل اقتصر، الى حد الساعة، على المداواة للحدّ من تطاير الذكور المزعجة للسكان وقلع الطوابي المحاذية للتجمعات السكنية والحرق والردم للطوابي المصابة، كما وقع انتقاء ثلاثة أصناف للتين الشوكي العلفي مقاومة للحشرة. وجددت الدعوة لكل الاطراف، بما في ذلك المجتمع المدني والمتساكنين والفلاحين، لمعاضدة مجهودات وزارة الفلاحة في إزالة وتنظيف الطوابي.
وبخصوص كيفية التصدي للحشرة القرمزية بالمناطق خفيفة الاصابة والمناطق المحاذية لمناطق الانتاج، بينت المحفوظي، انه وقع الرصد المبكر واستئصال البؤر للحد من التقدم السريع للحشرة وتخصيص فرق تابعة للمندوبيات الجهوية للتنمية لافلاحية متكونة في الرصد والتدخل السريع، حاثة جميع المواطنين وخاصة الفلاحين على الرصد والمتابعة لمستغلاتهم او الطوابي التابعة لهم وابلاغ المندوبيات الجهوية الراجعين لها بالنظر للتدخل.
وأضافت في هذا الصدد، أنه وقع تكوين فرق محلية تضم جميع المتدخلين كنقاط متقدمة تتباع وترصد الحشرة القرمزية والتوعية والارشاد من خلال تكوين مئات الفلاحين بخطورة الحشرة لتوعية المواطنين والفلاحين للاعلام في حال اكتشاف بؤرة، داعية الفلاحين والفلاحات وخاصة العاملات في غراسات التين الشوكي (موسم تخفيف الثمار) للتثبت ورصد الحشرة والاعلام الفوري وعدم نقل الكفوف والثمار من والى المناطق المصابة.
previous post
next post