اكدت زيرة الصناعة والمناجم والطاقة، فاطمة ثابت، الاثنين، التمديد في مشروع تحسين الجودة والانتاجية في الصناعة التونسيّة « كايزان »، الذّي تقوم بتنفيذه وزارة الصناعة بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، إلى مرحلة ثالثة تشمل الفترة 2024 /2028.
وأضافت ثابت خلال أشغال الدورة التاسعة من المؤتمر السنوي « أفريقيا كايزان »، الذّي ينعقد بتونس يومي 28 و29 أكتوبر 2024، حول مسألة « دور كايزان في تعزيز التحوّلات الرقمية المبتكرة والتنمية الاقتصادية »، أنّ « الهدف هو إحداث هيكل دائم صلب وزارة الصناعة مكلّف بالنهوض بالجودة وبالإنتاجية مهمّته الرئيسيّة تتمثل في تحسين أداء المؤسّسات وعقد شراكات مستقبلية مع البلدان الإفريقية المنخرطة ضمن مشروع كايزان ».
و »كايزان » هي كلمة يابانية تعني « التحسين » ويتعلّق الأمر بفلسفة التصرّف والمهارات وهي تستهدف تحسين الجودة والانتاجية من خلال اجراءات التحسين المستمر، وقد وقع تطويرها وتنفيذها في المصانع اليابانية.
ورافقت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي السلطات التونسية في اعتماد « كايزان » منذ سنة 2006 من خلال إطلاق دراسة لتحديد برامج العمل بغاية تحسين الجودة والإنتاجية في تونس. واستنادا إلى نتائج الدراسة تمّ إطلاق المرحلة الأولى من مشروع التعاون الفني في سنة 2009 والتي استمرت حتى سنة 2013.
وكان الهدف هو تطوير قدرات الهياكل التونسية على تحسين الجودة والانتاجية صلب مؤسسات الصناعة الميكانيكية والالكترونية.
وتمّ تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع بين عامي 2016 و2021، لتشمل إلى جانب الصناعات الميكانيكية والإلكترونية، صناعات أخرى وهي الصناعات الكيميائية والنسيج.
وابرزت وزيرة الصناعة والمناجم والطاّقة « نجحنا خلال هاتين المرحلتين في إسداء مساعدة فنية لأكثر من 200 مؤسسة مما ساهم في تحسين، وبشكل ملحوظ، من انتاجيتها ومن جودة منتجاتها، أيضا، تمّ تتويج سبع مؤسسات تونسيّة بجائزة « كايزن إفريقيا »، بفضل مجهوداتها في تطوير قدراتها في التسيير والتأقلم مع الانتقال الرقمي ».
وتستهدف المرحلة الثالثة من المشروع، التّي إنطلقت منذ شهر أوت 2024، إلى توسيع مجال تنفيذ « كايزان » ليشمل كل تونس من خلال إدماج تكوين « كايزان » في مراكز التكوين المهني فضلا عن تعزيز نظام نشر « كايزان » في البلدان المغاربية المجاورة. ومن المنتظر، أيضا، تنفيذ تجربة من خدمات « كايزان »، المعتمدة للتكنولوجيات الرقمية.
وعلى المستوى الإفريقي شهد نجاح تونس في تعميم « كايزان » توسّعا في البلدان الإفريقية وفي بلدان الجوار. وتمّ إطلاق مبادرة « كايزان لأجل إفريقيا » منذ أفريل 2017، تبعا لاتفاق بين الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ومنظمة التنمية للإتحاد الإفريقي، ليمتد تنفيذها إلى حدود سنة 2027.
والهدف من ذلك هو تسريع مسار التصنيع في إفريقيا من خلال تحسين الجودة والإنتاجية وتوسيع فرص إحداث مواطن الشغل في القارّة الإفريقيّة.
وتنتظم الندوة السنوية « أفريقيا كايزان »، كلّ سنة في إحدى البلدان الإفريقية للترويج ل »كايزان لأجل أفريقيا » ومنح جوائز كايزان لمؤسّسات استثنائية تعمل على تنفيذ هذه المبادرة.
وجمعت الدورة التاسعة من المؤتمر السنوي « لكايزان أفريقيا » أكثر من 155 مشارك منهم 85 تونسيّا و70 مشارك أجنبي من أكثر من 23 بلدا وهي جنوب أفريقيا والأرجنتين وبوستوانا وبوركينا فاسو والكامرون وكولومبيا والكوت ديفوار ومصر وأثيوبيا وغانا واليابان وهولاندا ومالاوي وماليزيا وناميبيا ونيجيريا والسنغال وصربيا وتنزانيا وزمبيا والزمبابوي إلى جانب مشاركين عن بعد من أندونيسيا وتايلندا…