22.5 C
تونس
6 مارس، 2025
العالم العربي دولي عالمية

روسيا تهاجم تصريحات ماكرون حول الردع النووي وتعتبرها “تهديدًا” و”انفصالاً عن الواقع”


انتقدت روسيا بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أدلى بها الأربعاء، والتي أعلن فيها عزمه “فتح نقاش إستراتيجي” حول وضع أوروبا تحت حماية الردع النووي الفرنسي، محذرًا من التهديد الروسي.
ووصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات ماكرون بأنها “منفصلة تمامًا عن الواقع ومتناقضة”.
وأضافت في تصريح رسمي: “كل يوم يُصدر (ماكرون) تصريحات جديدة تتناقض مع سابقتها، وسيضطر في النهاية للاعتذار لمواطنيه لأنه ضللهم”. وسخرت زاخاروفا من موقف ماكرون، وشبهته بشخصية “أولي لوكويي” من قصة خيالية دنماركية للأطفال، والذي يحمل مظلتين سحريتين، في إشارة إلى النقاش الذي فتحه الرئيس الفرنسي حول المظلة النووية.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، إن خطاب ماكرون كان “صداميًا جدًا تجاه روسيا”، مؤكدًا أن فرنسا لا تسعى للسلام، بل تريد استمرار الحرب.
وأضاف: “تصريحات ماكرون تمنح الانطباع بأن فرنسا تسعى لإطالة أمد النزاع في أوروبا بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية”. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقد وصف تصريحات ماكرون بأنها “تهديد مباشر لروسيا”، قائلًا: “إذا كان يعتبرنا تهديدًا، ويقول إنه يجب استخدام السلاح النووي، ويستعد لاستخدامه ضد روسيا، فهذا بالطبع تهديد واضح”.
يأتي هذا التصعيد الروسي بعد أن ألقى ماكرون خطابًا متلفزًا، شدد فيه على أن “التهديد الروسي قائم ويؤثر على دول أوروبا”، محذرًا من أن روسيا جعلت النزاع الأوكراني صراعًا عالميًا منذ بدء الحرب في فبراير 2022.
وأشار ماكرون إلى أن بلاده ستفتح نقاشًا إستراتيجيًا حول الردع النووي الفرنسي كوسيلة لحماية أوروبا، وسط مخاوف أوروبية متزايدة من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن دعم أوكرانيا، بعد التقارب اللافت بين موسكو وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. يثير هذا الجدل تساؤلات حول مستقبل التحالفات الأوروبية، خصوصًا مع تغير المشهد السياسي في واشنطن، واحتمال إعادة ترتيب الأولويات الإستراتيجية الأمريكية في أوروبا، ما قد يدفع دولًا أوروبية إلى البحث عن بدائل أمنية أخرى، بما في ذلك الاعتماد على الردع النووي الفرنسي. في ظل هذه التوترات، يبدو أن المواجهة الدبلوماسية بين باريس وموسكو آخذة في التصاعد، في وقت تزداد فيه تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في القارة الأوروبية.
من جهته، قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، اليوم الخميس، إن بلاده تعرض تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية، وذلك بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة تعليق تقديم تلك المعلومات لأوكرانيا، في محاولة لزيادة الضغوط على رئيسها فولوديمير زيلينسكي. وتضغط الولايات المتحدة على زيلينسكي للتعاون مع الرئيس دونالد ترامب في مساعيه لعقد محادثات سلام مع روسيا التي غزت أوكرانيا في فبراير شباط 2022.

Related posts

وزير الداخلية الليبي: أهالي الحدود تحولوا إلى أجراء لدى بعض ‘امبراطوريات المال’

محمد بن محمود

بيونغ يانغ تواصل اختبار صواريخ الكروز

Walid Walid

في اتصال مع بوتين.. أردوغان ينتقد “الصمت الغربي” إزاء غزة

محمد بن محمود

Leave a Comment