قالت مجلة “فورين بوليسي” الامريكية إن قادة الاحتلال معجبون بوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ويرونه خليفة محتملا لرئيس السلطة محمود عباس، فهو يتمتع بعلاقات قوية مع دوائر الامن الإسرائيلي ويناصب في المقابل حركة حماس العداء الشديد.
المجلة واسعة الانتشار نشرت تقريرا مطولا عن شخصية الشيخ، تطرقت فيه الى نمط الحياة الباذخ الذي يعيشه، ومدى الحظوة التي يتمتع بها حاليا بالتقرب الى أقصى حد من عباس، الى درجة انه يرافقه في كل مكان يزوره.
وتقول المجلة إن الشيخ يُعجب سماسرة القوة الإسرائيليون بالشيخ باعتباره شريكًا براغماتيًا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة.
قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير متقاعد طلب عدم ذكر اسمه بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية كجندي احتياطي: “إنه رجلنا في رام الله”.
وتشير المجلة في المقابل الى ان الشيخ ينظر اليه الكثير من افراد الشعب الفلسطيني على أنه الرجل الذي يقوم بالعمل القذر، في إشارة ال تواصله المستمر مع الاحتلال، في محاولة منه لتعزيز حظوظه في معركة خلافة عباس البالغ من العمر 87 عامًا.
وتذكر المجلة أن الشيخ لديه العديد من المتنافسين، لكن الشيخ لديه فرصة ليصبح الزعيم المقبل للسلطة الفلسطينية، على الرغم من عدم شعبيته، وذلك بفضل علاقاته الوثيقة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وتلفت المجلة الى ان رحلة صعود الشيخ من ضابط صغير يرتدي سترة جلدية إلى مسؤول مكروه توازي فجوة متزايدة الاتساع بين السلطة الفلسطينية وشعبها، الذين لم يعودوا يؤمنون بأن قادتهم سيحررونهم من الاحتلال، ناهيك عن بناء دولة ديمقراطية.
وتؤكد المجلة الأمريكية أن الشيخ يعمل بشكل وثيق مع إسرائيل لمنع الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين، ويقود نقاشات ومحادثات مستمرة مع الاحتلال، وهو لا يخفي رغبته في خلافة عباس مما أثار حفيظة المعارضين الذين يتهمونه بالتصرف وكأنه أصبح رئيسا بالفعل.
وتذكر المجلة أن قلة فلسطينية تراه قائداً شرعياً، لكنه بالنسبة للغالبية يمثل كل ما حدث بشكل خاطئ مع السلطة الفلسطينية: وفاسد، ومرتبط بإسرائيل تمام مثل الزعيم الافغاني كرزاي المدعوم من الولايات المتحدة في الفترة من 2002 إلى 2014. علاقات مشبوهة وتشير المجلة الى أن عائلة الطريفي التي ينحدر منها الشيخ لها تاريخ من العلاقات الوثيقة مع الإسرائيليين، حيث تذكر اسم جميل الطريفي الذي كان بمثابة الاب لحسين الشيخ، وهو مسؤول ورجل أعمال ثري يمتلك محاجر، استفاد من علاقته مع المسؤولين الإسرائيليين للحصول على تصاريح وامتيازات للفلسطينيين الذين يعرفهم، بمعنى أنه أورث الشيخ جزئية التنسيق بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وتوضح المجلة أن طلاقة الشيخ في اللغة العبرية منحته ميزة في بناء علاقات وثيقة مع المسؤولين الإسرائيليين. كضابط شاب في قوى الأمن بين عامي 1994 و1997، قام الشيخ بالترجمة بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين في اجتماعات مشتركة. وتنوه المجلة الى أن الشيخ يتمتع حاليا بالقرب من عباس، حيث يجلس بجانب الرئيس في رحلاته، ويدون ملاحظاته في دفتر صغير عما يقوله له، ثم يعيد تأكيدها لاحقًا في اجتماعات مع شخصيات أجنبية. تقرب مزيف وتشير الى اقترابه كذلك من أفراد عائلة عباس، حيث ظهر في صورة مع حفيد الرئيس في أغسطس الماضي الذي وصفه بـ “الزعيم الوطني”، لكنه في حقيقة الأمر يمارس النفاق السياسي حتى مع عباس.
next post