28.2 C
تونس
25 يونيو، 2025
دولي

عملية “مطرقة منتصف الليل”ترامب يؤكد “ولاءه” لاسرائيل و العالم يحبس أنفاسه

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث اول امس الأحد إن الضربات العسكرية الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحا مذهلا وساحقا، واستغرق التخطيط لها شهورا وأسابيع، مؤكدا “تدمير البرنامج النووي الإيراني”، “والقضاء على طموحات إيران النووية”.

وأضاف هيغسيث خلال مؤتمر صحفي اول امس الأحد أن الضربات لم تستهدف قوات أو مواطنين إيرانيين، لكنها قضت على طموحات إيران النووية. وقال: “العملية التي خطط لها الرئيس ترامب جريئة ورائعة، إذ أظهرت للعالم أن الردع الأمريكي قد عاد. عندما يتحدث هذا الرئيس، يجب على العالم أن ينصت”. كما أشار إلى ان بلاده “استخدمت عدة أساليب خداع مع إيران في أثناء التحرك لضرب المنشآت النووية”.

من جهة ثانية، أكد هيغسيث أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يريد السلام وعلى إيران أن تسلك هذا المسار”، مؤكدا أن هذه “المهمة لا تتعلق بتغيير النظام في إيران”. وتابع: “نقر بأن أي شيء وارد في الصراع، ولكن نطاق الهجوم كان محدودا عمدا”.

من جانبه، قال قائد الجيش الأمريكي دان كاين إنه أطلق على العملية ضد إيران اسم “مطرقة منتصف الليل”، لافتا إلى أن “التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع النووية الإيرانية الثلاثة تعرضت لأضرار بالغة ودمار شديد”. وأعلن أن هذه المهمة هي “أكبر ضربة عملياتية بطائرة “بي-2” في تاريخ الولايات المتحدة، وتم إسقاط ما مجموعه 14 صاروخا خارقا ضخما على أهداف إيرانية وآخرها صواريخ توماهوك.

وعقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن هجوم أمريكي على 3 مواقع نووية إيرانية، قال مسؤول أميركي لصحيفة “نيويورك تايمز” إن قنابل خارقة للتحصينات تزن أكثر من 13.6 طن أُلقيت على منشأة فوردو، وإن التقييمات الأولية للأضرار تشير إلى أن المنشأة قد “خرجت من الخدمة”. وكان أكد ترامب أن “موقع فوردو النووي انتهى”، في منشور له عبر منصة “تروث سوشال” . وكان لافتا أن الصحيفة الأمريكية عنونت على قصف الولايات المتحدة للمنشآت الإيرانية قائلة: “الولايات المتحدة دخلت الحرب ضد إيران”.

لكن مصادر أخرى من داخل البيت الأبيض كانت قد أشارت إلى أن واشنطن لا تنوي الدخول في صراع مع طهران، وأنها ترغب في العودة إلى المفاوضات بعد هذه الضربات. فقد قالت مصادر  امريكية لعدة وسائل اعلام إن “الولايات المتحدة تواصلت دبلوماسيا مع إيران لإبلاغها بأن الضربات هي كل الخطط الأمريكية”.

واعتبرت “نيويورك تايمز” أن قرار ترامب بإرسال قاذفات أميركية لمساعدة إسرائيل في حملتها ضد إيران قد يؤدي إلى دخول الحرب مرحلة أكثر خطورة. وتابعت: الضربة الأميركية على فوردو، قد لا تؤدي إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وقد تدفع طهران إلى توسيع نطاق الحرب أو تسريع برنامجها النووي”.

وبعد سلسلة من المنشورات التي أعلنها فيها عن ضرب المنشآت الإيرانية، عاد ترامب وصرح قائلا: “إذا لم يتوقف الإيرانيون، فسنهاجمهم مرة أخرى”. وبحسب مصادر الصحيفة الأمريكية، تم إبلاغ إسرائيل بالقصف الأمريكي “في وقت ما قبل التنفيذ”، وتحدث ترامب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد ذلك.

وفي وقت لاحق، قال التلفزيون الإيراني إن “كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفا مشروعا”. وكان مهدي محمدي، مستشار محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن إيران كانت تتوقع هجمات على فوردو منذ ليال عدة. وتابع: “تم إخلاء الموقع منذ وقت طويل، والأضرار ليست غير قابلة للإصلاح”، مضيفًا: “لا يمكنكم قصف المعرفة”.

وتراوحت ردود الفعل الدولية والإقليمية على هذه الضربات بين المنددة والقلقة والداعية إلى التهدئة. 

ففي الولايات المتحدة أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد أن بلاده شنّت ضربات “دمرت بشكل تام وكامل” ثلاث منشآت نووية في إيران، مهدداً بالمزيد من الهجمات إذا لم تسع طهران إلى السلام. 

إسرائيل “منعطف تاريخي”

في إسرائيل، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب على الهجوم “الجريء”، قائلا إنه يُمثل “منعطفا تاريخيا” قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام.  وقال في رسالة عبر الفيديو موجهة لترامب باللغة الإنكليزية “أشكركم، وشعب إسرائيل يشكركم”. وأضاف “في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية، أثبتت أميركا أن لا نظير لها”، معتبرا أن ترامب يفرض بذلك “منعطفا تاريخيا من شأنه أن يُسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام”. 

وأشاد نتانياهو بـ”السلام من خلال القوة” قائلا “أولا تأتي القوة، ثم يأتي السلام”.  كما اعتبر أنه وفى بوعده بتدمير البرنامج النووي الإيراني. أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فقال في منشور على منصة “إكس”، إن دونالد ترامب “حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذه الليلة”.

 بريطانيا “الاستقرار أولوية”

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر  على منصة “إكس” انه “لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد”، مشددا على أن “استقرار المنطقة أولوية”. وتابع “ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة”.

 الاتحاد الأوروبي “خطوة إلى الوراء” 

دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الى “تفادي مزيد من التصعيد” عقب الضربات الأميركية. وكتبت كالاس على منصة إكس “لا يجب السماح لإيران بتطوير سلاح نووي لأن ذلك سيشكل تهديدا للأمن العالمي”، داعية “كل الأطراف الى التراجع خطوة الى الوراء، العودة الى طاولة المفاوضات وتفادي مزيد من التصعيد”. وأضافت “سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الوضع غدا” خلال اجتماع مقرر مسبقا.

 الأمم المتحدة “تصعيد خطير” 

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها ” تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية”.  وقال في بيان “في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى”، مضيفا “لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام”.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية ” عدم رصد أي زيادة في مستوى الإشعاعات”

بدورها أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم رصد أي زيادة في مستوى الإشعاعات “خارج المواقع” بعد الضربات. كما دعا المدير العام للوكالة رافايل غروسي مجلس المحافظين إلى اجتماع طارئ من المفروض انه انعقد امس الاثنين.

 إيكان “عمل عبثي ومتهور” 

 اعتبرت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ايكان) الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن الضربات الأميركية “عبثية ومتهورة”. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة “إيكان” ميليسا بارك إن “الولايات المتحدة وبانضمامها إلى هجوم إسرائيل على إيران، تنتهك القانون الدولي أيضا “. وأضافت “بما أن وكالات الاستخبارات الأميركية تُقيّم أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، فإن هذا عمل عبثي ومتهور قد يُقوّض الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية”.

 السعودية “قلق بالغ”

عبّرت السعودية عن “قلق بالغ” حيال الضربات الأميركية “في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة”. ودعت وزارة الخارجية في المملكة ” لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد”، وحضّت المجتمع الدولي على “مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

العراق “تهديد خطير

ادان العراق الضربات الأميركية محذرا من أن التصعيد يشكّل “تهديدا خطيرا للأمن والسلم” في المنطقة و”يعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة”. وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان ” يُشدد العراق على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلا عن الحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم”.

قطر “تداعيات كارثية” 

Related posts

إيران : واشنطن ماطلت في إصدار التأشيرات لمنعنا من حضور اجتماع الأمم المتحدة

Walid Walid

اليوم: كسوف جزئي للأرض

Na Da

“توبيخ” أميركي لإسرائيل

Walid Walid

Leave a Comment