مع انطلاق موسم الحصاد بالولاية بدأ التخوف على مصير صابة الحبوب من خطر الحرائق تزامنا مع تسجيل اندلاع مجموعة من الحرائق بمزارع الحبوب والتي كان من نتيجتها إتلاف 120 هكتارا وهو ما يستدعي مزيدا من اليقظة خاصة وأن موسم الحصاد ما يزال في بداته ولم تتجاوز نسبة تقدمه 25 % .
212 ألف هكتار من الحبوب
تقدر مساحات الزراعات الكبرى التي تم بذرها بالولاية خلال الموسم الفلاحي الحالي بـ 212 ألف هكتار منها 116 ألف هكتار قمح صلب و26 ألف هكتار شعير و4000 هكتار قمح لين و4000 هكتار تريتيكال ليكون مجموعها 150 ألف هكتار وتتوزع مساحة الحبوب بمعتمديات شمال الولاية وهي باجة الشمالية وباجة الجنوبية وعمدون ونفزة وتيبار على مساحة 61 ألف هكتار في حين يضم جنوب الولاية والذي يتألف من معتمديات قبلاط ومجاز الباب وتستور وتبرسق مساحة 77.600 ألف هكتار.
البذور التونسية في الصدارة
على الرغم من منافسة أصناف القمح المتونسة على غرار “المنستير” و”سكيلبتير ” ، فإن البذور التونسية تمثل قبلة فلاحي الجهة بالنسبة إلى القمح الصلب وذلك اعتبارا إلى تلاؤمها وخصوصية المناخ وذلك . ومن خلال مساحة القمح المبذورة والمقدرة بـ 142 ألف هكتار يحتل صنف ” كريم ” المرتبة الأولى من حيث المساحة بمجموع 30 ألف هكتار يليه ” معالي ” على مساحة 28 ألف هكتار ثم ” رزاق ونصر ” بـ 15 ألف هكتار و” خيار ” بـ 10 آلاف هكتار.
جاهزية مراكز تجميع الحبوب
التقديرات الجيدة لموسم الحبوب بالجهة خلال الموسم الحالي استعدت إليه جميع الهياكل الفلاحية المتدخلة لتجميع الصابة حيث سيتولى 39 مركزا قبول وخزن الحبوب وهي موزعة بين 43 مركزا لتجميع حبوب الاستهلاك ومركزين لتجميع البذور الممتازة وهما(CCSPS) بباجة الشمالية و( SOSEM ) بباجة الجنوبية وتقدر طاقة خزنها الجملية بـأكثر من 2.8 مليون قنطار وهو ما يعني وأن سعة هذه المراكز ستكون كافية لخزن كامل صابة الحبوب . كما يتواجد بالجهة أسطول هام قادر على تأمين جمع صابة الحبوب وهو يتكون من 445 آلة حصاد موزعة بين35 % في حالة حسنة و35 % في حالة متوسطة و30 % في حالة رديئة يفوق عمرها عن 20 سنة وتمثل آلات الحصاد التي تعمل بطريقة الجمع بالتفريغ ( دون أكياس ) نسبة 80 % من مجموع الأسطول إضافة إلى وجود 900 آلة جمع وربط ” التبن ” و 3500 جرار فلاحي .
تأخر مسح المسالك الفلاحية
تعد الولاية 611 مسلكا فلاحيا ويبلغ طولها ما يزيد عن 1080 كلم وهي تمثل أحد النقاط السوداء بالجهة والتي كثيرا ما تسببت في تعطل نقل صابة الحبوب نحو مراكز التجميع والخزن ومعاناة أغلب فلاحي الزراعات الكبرى . واعتبارا إلى تواصل نزول الأمطار إلى موفى شهر ماي الماضي والذي يعتبر الآجال القصوى لمسح المسالك الفلاحية فقد شهدت هذه العملية تأخيرا كبيرا حيث لم تتمكن الإدارة الجهوية للتجهيز والاسكان بباجة من مسح سوى بضع كيلومترات من حواشي الطرقات المرقمة وجوانب السكك الحديدية والمسالك الفلاحية ومقاومة المصبات العشوائية.
خسارة موجعة
رغم الاستعدادات اللوجستية والترتيبية لتأمين جمع الصابة إلا أن خطر الحرائق ما زال يتربص بالصابة حيث سجلت الولاية ومنذ انطلاق موسم الحصاد مجموعة من الحرائق تركزت أغلبها بمعتمدية باجة الجنوبية . وقد أكد سفيان الرزقي كاهية مدير بالاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة، أن عمليات تجميع الحبوب لهذا الموسم تتقدم بنسق جيد حيث قاربت 25 % حيث بلغت الكميات المجمعة 882 ألف قنطارمنها 580 ألف قنطار من القمح الصلب و44 ألف قنطار من القمح اللين و214 ألف قنطار من الشعير، إضافة إلى قرابة 29 ألف قنطار من الفول و3700 قنطار من البقول الأخرى . وأضاف أن الحرائق أتلفت 120 هكتارا من مزارع الحبوب كان أبرزها حريق بمنطقة بالشوك بباجة الجنوبية والذي أتى على قرابة 45 هكتارا.
إجراءات لتمويل موسم تجميع الحبوب
انطلقت منذ أكثر من شهر الاستعدادات اللوجستية والترتيبية للأطراف المتدخلة للوقوف على مدى جاهزيتها وقدرتها على تأمين مجمل العمليات والمراحل وتسخير الإمكانيات وتهيئة الظروف الملائمة والتأكد من جاهزية مراكز وخزانات التجميع ومخابر تعيير الحبوب وقد تم خلال المجلس الوزاري الأخير إقرار جملة من الإجراءات لتمويل موسم تجميع الحبوب لصابة 2025 والتي من أهمها ضبط القائمة النهائية للمجمعين ومراكز التجميع بمناطق الإنتاج ووضع رقم أخضر على ذمة المتدخلين وبريد الكتروني خاص بمتابعة سير الموسم وإنجاز أيام تطبيقية ميدانية حول الخزن بالهواء الطلق وإحداث لجنة صلب ديوان الحبوب تنظر في مطالب شراءات المجمعين من الحبوب والترخيص للديوان بصفة استثنائية لتمويل شراءات الحبوب لموسم 2025 والتسريع بإصدار الأمر المتعلق بتحديد سعره وبكيفية دفع أثمانها ووزنها وإحالتها بالنسبة إلى موسم 2025 / 2026 قبل انطلاق موسم التجميع وتعزيز دور الشركة الوطنية للسكك الحديدية في منظومة الحبوب لتسهيل عملية نقل وإجلاء وتجميع الحبوب ورقمنة منظومة التجمیع لمراقبة المخزون والتقلیل من نسب الضياع .
