37.3 C
تونس
30 يونيو، 2025
دولي

كيف قبلت إيران وإسرائيل وقف الحرب؟كواليس صفقة ترامب

كشفت تقارير امريكية وغربية عن تفاصيل الجهود الدبلوماسية التي أفضت إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد تصعيد عسكري غير مسبوق استمر 12 يومًا. ووفق مصادر مطلعة على سير المفاوضات، لعبت قطر دورًا أساسيًا في تأمين موافقة طهران على المقترح الأميركي، فيما تولّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيًا التنسيق بين أطراف النزاع.

كيف تشكل الاتفاق ؟

وفقا لموقع “أكسيوس”، فإن جهود ترامب لإنهاء الحرب بدأت بشكل جدي يوم الأحد الماضي، بعد وقت قصير من الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية.يقول الموقع الأمريكي نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب أصدر تعليماته لمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإبلاغ الإيرانيين برغبته في التفاوض على اتفاق لإنهاء الحرب. الإيرانيون من جانبهم رفضوا المشاركة، وقالوا إن الدبلوماسية لن تكون ممكنة إلا بعد انتقامهم بضرب أهداف أمريكية، وفقا لمصدر مطلع.

ولكن قبل شن هجومها الصاروخي على قاعدة العديد الجوية في قطر، مساء الإثنين الماضي، ذكر “أكسيوس” أن إيران أرسلت رسائل إلى إدارة ترامب – عبر قطر – تحدد فيها توقيت وطبيعة الأهداف التي تنوي ضربها، مسؤول في البيت الأبيض. وهو ما لم تؤكده أو تنفه طهران. كما لم تؤكد قطر هذه المعلومات التي أوردها الموقع الأمريكي.

ومباشرة بعد الضربة، أرسل الإيرانيون رسالة سرية أخرى تُبلغ البيت الأبيض بأنهم لن يشنوا أي هجمات أخرى على أهداف أمريكية. وبناء على ذلك- يضيف الموقع- رد البيت الأبيض مرة أخرى عبر القطريين قائلا إن الولايات المتحدة لن ترد على الهجوم الإيراني، وأكد استعداده لاستئناف المفاوضات مع طهران.

وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، اتصل ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد هجوم العديد وأخبره أنه يريد إنهاء الحرب. وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار، وقال إن إسرائيل لن تنفذ أي ضربات أخرى طالما توقفت إيران عن إطلاق الصواريخ، وفقا للمصدر نفسه.وبعد الاتفاق على جميع بنوده، أعلن ترامب وقف إطلاق النار في منشوره على منصته “تروث سوشيال”.

ترامب يؤكد دعمه لقطر

وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، أن ترامب اتصل بأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عقب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد. وذكرت الوكالة أن ترامب أكد خلال الاتصال تضامن بلاده ووقوفها مع دولة قطر وإدانتها الشديدة للهجوم الإيراني، معتبرا أن ذلك يمثل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.وشدد ترامب على رفضه القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة.ودعا أمير قطر إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية.

من جانبه، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن شكره للرئيس الأمريكي على مواقف بلاده الداعمة والمتضامنة مع دولة قطر وشعبها. وأكد جاهزية ويقظة عناصر القوات المسلحة القطرية والإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، والتي أدت إلى عدم وقوع أي وفيات أو إصابات.

كواليس ما قبل وقف إطلاق النار

وقبل ذلك كشف مصدر رفيع يعمل في مؤسسة مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، بدرجة مستشار، عن تفاصيل حاسمة كانت وراء رفض إيران الانخراط في مفاوضات لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، قبل إعلان إسرائيل إنهاء الحرب، رغم الوساطات المتعددة التي طُرحت عبر أطراف إقليمية ودولية. وأوضح المصدر أن القيادة الإيرانية كانت ترفض بشكل قاطع أي تحرك تفاوضي خلال فترة الحرب، باعتبار أن الدخول في مفاوضات آنذاك يُعد بمثابة إعلان رسمي للهزيمة. بحسب المصدر، فإن الموقف الإيراني كان مشبعًا برغبة قوية في الانتقام من إسرائيل، بعد الهجمات المكثفة التي تعرضت لها الأراضي الإيرانية، واغتيال عدد من القادة البارزين في الحرس الثوري والجيش، ما جعل طهران تصر على الرد العسكري قبل النظر في أي حلول سياسية.

وأشار المصدر إلى أن هذا القرار كان مدفوعًا أيضًا بضغط داخلي كبير، إذ كانت القيادة السياسية ترى أن الشارع الإيراني لن يغفر أي تراجع دون رد مباشر على هذه الاعتداءات فيما حاولت أنقرة لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، بحسب ما أفاد به المصدر، إلا أن الجانب الإيراني ظل متحفظًا تجاه هذا الدور. وقال المستشار في مكتب خامنئي إن طهران كانت ترى في تحركات تركيا شيئًا من الانحياز وعدم الشفافية، ما أدى إلى تجاهل الوساطة التركية بشكل تام، وسمح باستمرار التصعيد لفترة أطول.كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في إسطنبول، بأن الشرق الأوسط لا يحتمل حربًا جديدة، وأن الحل الوحيد للخلاف حول البرنامج النووي الإيراني هو العودة إلى طاولة المفاوضات.جاءت هذه التصريحات خلال زيارة عراقجي لتركيا للمشاركة في اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وفقًا لبيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية. وتناول اللقاء التطورات الإقليمية والدولية، خاصة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وسبل تهدئة التوتر وإعادة إحياء المسارات السياسية والدبلوماسية في المنطقة.

ماذا بعد؟

لا تزال هناك قائمة طويلة من التساؤلات الكبيرة التي لم تتم الإجابة عنها، منها ما إذا كان أي وقف لإطلاق النار يمكن أن يسري بالفعل ويصمد بين خصمين لدودين، تحول صراع الظل بينهما، الذي استمر لسنوات، إلى حرب جوية تبادلا فيها خلال الاثني عشر يوماً الماضية الغارات الجوية، وفق تقرير لوكالة “رويترز”.

ولا يزال من غير المعروف أيضاً الشروط التي اتفق عليها الطرفان وغير مذكورة في منشور ترامب الحماسي على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار الكامل والشامل الوشيك، وما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستعيدان إحياء المحادثات النووية الفاشلة، ومصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، الذي يعتقد عدد من الخبراء أنه ربما نجا من حملة القصف التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل.وقال جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط سابقاً، لوكالة رويترز: حقق الإسرائيليون الكثير من أهدافهم… وإيران تبحث عن مخرج… تأمل الولايات المتحدة أن تكون هذه بداية النهاية. يكمن التحدي في وجود استراتيجية لما سيأتي لاحقاً. ويمثل قرار ترامب غير المسبوق قصف مواقع نووية إيرانية خطوة طالما تعهد بتجنبها، وهي التدخل عسكرياً في حرب خارجية كبرى.

وإذا استطاع ترامب نزع فتيل الصراع الإسرائيلي الإيراني، فقد يتمكن من تهدئة عاصفة انتقادات الديمقراطيين في الكونغرس، وتهدئة الجناح المناهض للتدخل في قاعدته الجمهورية التي ترفع شعار لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً بشأن القصف الذي خالف تعهداته الانتخابية.كما سيسمح له ذلك بإعادة التركيز على أولويات السياسة مثل ترحيل المهاجرين غير المسجلين وشن حرب رسوم جمركية ضد الشركاء التجاريين.لكن ترامب ومساعديه لن يتمكنوا من تجاهل الشأن الإيراني والتساؤلات العالقة التي يطرحها.وتساءل دنيس روس، وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية: هل يصمد وقف إطلاق النار؟… نعم، يحتاجه الإيرانيون، والإسرائيليون هاجموا بشكل كبير قائمة الأهداف التي وضعها الجيش الإسرائيلي.

لكن لا تزال العقبات قائمة، إذ يقول روس: ضعفت إيران بشكل كبير، لكن ما هو مستقبل برامجها النووية والصاروخية الباليستية؟ ماذا سيحدث لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب؟ ستكون هناك حاجة للمفاوضات، ولن يكون حل هذه المسائل سهلاً.

Related posts

هل يهاجم نتنياهو إيران دون موافقة ترامب ؟

محمد بن محمود

إعدامات ميدانية بالرصاص.. وأكثر من 340 مدنيا قتلوا في أحداث الساحل السوري

محمد بن محمود

برلماني إيراني: طهران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز

صابر الحرشاني

Leave a Comment