35.2 C
تونس
4 يوليو، 2025
دولي

في ظل نقاشات إسرائيلية “بيزنطية” حول حرب غزة: أزمة حادة بين وزراء وقادة الجيش

شهدت المداولات الأمنية التي عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمشاركة عدد من وزرائه وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، نقاشًا حادًا بشأن مستقبل الحرب على غزة، تخللته اتهامات متبادلة وتباين في المواقف، فيما اعتبرت مصادر عسكرية أن النقاشات كانت “عقيمة”.

ويأتي ذلك في ظلّ تعثر مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعلى خلفية جهود أميركية لدفع صفقة قد تفضي إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، في وقت تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية ضمن حرب الإبادة المستمرة على القطاع.

وخلال المداولات، قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش: “دعونا نضع كل الفيلة في الغرفة على الطاولة ولا نهرب منها. لا يمكن إنكار أن قرار الكابينيت ينص على أن يضمن الجيش عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى حماس، والجيش لم ينجح في هذه المهمة”. وشدد سموتريتش، وفقا للتسريبات التي أوردتها القناة 12 الإسرائليية، الاثنين الماضي، على أن “كل شاحنة تصل إلى حماس هي فشل للجيش”.

من جهته، هاجم وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أداء الجيش قائلًا: “نقوم بالمزيد من الشيء نفسه. نراوح مكاننا. الخطط التي عُرضت كانت مختلفة تمامًا عمّا يحدث ميدانيًا. يجب على الجيش أن يندفع إلى الأمام، ويجب تغيير طريقة العمل، والتركيز على تشجيع الهجرة ووقف المساعدات الإنسانية تمامًا”.

وأضاف بن غفير: “المزيد من الضغط يساعد في استعادة الأسرى، ولا يضر بهم”. في المقابل، توجه سموتريتش إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قائلًا: “فهمت أنك تعارض خطتنا. في كل ما نطرحه تقول ما المشكلة. أنت رئيس الأركان، قل لنا ما الذي تقترحه”. فردّ عليه زامير قائلًا: “هذه أكثر الحروب تعقيدًا. هناك تصادم بين مسألة الأسرى وتوسيع الاجتياح البري. نحن نُعرّض الأسرى للخطر. يتعرضون للتعذيب، ووضعهم صعب جدًا”.

وأضاف زامير أن “الجيش يسيطر حاليًا على 75% من القطاع”، ليرد عليه بعض الوزراء بالقول: “كيف 75%؟ أنت تسيطر على 50%، وعلى 25% أخرى فقط بالنيران. في عرض عملية “مركبات جدعون” قلت إننا سنسيطر على 75% فعليًا”. فأجاب زامير: “منذ ذلك الحين ونحن نخوض القتال. ما هذا، مزحة؟”.

وعاد بن غفير ليقول: “الجنود في خطر لأنهم واقفون في أماكنهم ولا يتقدمون”. أمّا زامير فنبّه إلى أن “من الصعب السيطرة على مليون ونصف إنسان. هم يتعوّدون على التحرك جماعيًا وقد يُشكّلون خطرًا على قواتنا أيضًا”.

وواصل سموتريتش هجومه على أداء المؤسسة الأمنية بالقول: “كنا هنا في هذه الغرفة مع رئيس الأركان السابق، وتحدثنا عن النموذج الإنساني. مرت ستة أشهر ولم يتغير شيء، فلماذا سيتغير شيء الآن؟ ماذا تغيّر منذ عملية مركبات جدعون؟”

وأضاف: “يجب إقامة منطقة إنسانية جنوب “نيتساريم” ونقل السكان من الشمال إلى هناك، وبذلك نخلق مناورة سريعة تحسم المعركة ضد حماس في مناطق خالية من السكان. كان على الجيش تنفيذ ذلك قبل شهرين ولم يفعل. ماذا فعلتم منذ ذلك الحين؟”.

وفي خضمّ هذا التوتر، قال وزير الأمن، يسرائيل كاتس: “نحن من يقرر. المستوى السياسي هو من يقرّر. نحن نتحمل المسؤولية عمّا سيحدث”.

من جهته، قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو: “ندفع بقوة نحو صفقة (أسرى). أريد أن يستخدموا في واشنطن المطارق في الضغط على قطر”، في إشارة إلى تحفيز أميركي ضاغط لدفع المفاوضات عبر الضغط على الوسطاء مع حماس.

وفي مداخلة لعضو الكنيست أرييه درعي، رئيس حركة شاس، قال: “ليس من الصواب النظر إلى ساحة واحدة والحديث عن نصر. انظروا إلى موقعنا أمام العالم منذ 7 تشرين الأول. الأمر الأهم الآن هو صفقة. لا يجوز أن نُهدر الإنجازات التي حققناها ضد إيران”.

وادعى نتنياهو، الأحد الماضي، أنه في أعقاب الحرب على إيران “فُتحت فرص كثيرة، وأولها إنقاذ المخطوفين”، وأضاف أنه “سنضطر بالطبع إلى حل مسألة غزة أيضا، وأن نهزم حماس، لكني أقدر أننا سنحقق كلتا المهمتين”، في إشارة إلى أنه لا يزال يرفض وقف الحرب على غزة.

في موازاة ذلك، قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إنهم لا يرصدون تغييرا في شروط حماس من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق أسرى في أعقاب الحرب على إيران، رغم أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن حماس معنية بالتوصل إلى اتفاق.

وذكرت صحيفة “هآرتس”، الإثنين الماضي، أن الاعتقاد في جهاز الأمن أنه تتزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق، لكنهم ينسبون ذلك إلى تغيير في الرأي العام الإسرائيلي، الذي يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق، وإلى الجنود المنهكين، والتراجع العام في تأييد الجمهور لأهداف الحرب.

ويتمحور الخلاف الرئيسي حول التحذيرات التي قدّمها رئيس أركان الجيش، إيال زامير، والمسؤول عن ملف الرهائن، نيتسان ألون، واللذَين نبّها إلى أن تعميق التوغّل في القطاع قد يعرّض حياة الأسرى للخطر، في وقت يضغط فيه وزراء لتوسيع الحرب.

وبينما لم تُسجَّل اختراقات ملموسة في المفاوضات مع حماس، وفق مصادر مطّلعة، تترقّب إسرائيل ما قد تحمله الأيام المقبلة من تحرك أميركي. وفي هذا السياق، يجري الترتيب لزيارة محتملة لنتنياهو إلى واشنطن، حيث سيجتمع مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

في خلفية هذه التوترات، يجري الترتيب لزيارة محتملة لرئيس الحكومة إلى واشنطن. وذكر موقع “واينت” أن مكتب نتنياهو يبحث إمكانية تقديم موعد الزيارة إلى مطلع الأسبوع المقبل، حيث يُنتظر أن يلتقي بالرئيس ترامب، في ثالث لقاء خلال الدورة الثانية للرئيس الأميركي.

وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى ما وصفه بـ”الضغط الأميركي والدفع من واشنطن نحو إبرام صفقة”، في ظل التصريحات الأخيرة الصادرة عن ترامب والتي تدعو إلى التوصل إلى صفقة تفضي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وأشارت مصادر سياسية لـ”واينت” إلى أن “لا شيء محسوم حتى الآن”، لكن المؤشرات ترجّح أن تتم الزيارة الأحد المقبل، على أن يُعقد اللقاء مع ترامب يوم الإثنين المقبل. وتُوصف الأيام القادمة بأنها “حاسمة”، على خلفية الجهود الأميركية لإبرام صفقة قد تؤدي إلى إنهاء الحرب.

وفي السياق نفسه، أفادت التقارير بأن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر توجه يوم الاثنين الماضي إلى واشنطن، ليلتقي بمبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي يتولى في الوقت الراهن مهام مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب.

من جهة أخرى، نقلت “كان 11” عن مصدر مطّلع على المفاوضات أن “رغم التصريحات العلنية، لا توجد حتى الآن اختراقات فعلية في ملف الصفقة، ولا يظهر أن حركة حماس قدّمت تنازلات جديدة”. وأضاف المصدر: “الجميع في حالة انتظار، وكأنّ الجميع يترقب الخطوة الأميركية المقبلة”.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية ، بنيامين نتنياهو، ادعى الاحد الماضي أنه في أعقاب الحرب على إيران “فُتحت فرص كثيرة، وأولها إنقاذ المخطوفين”، وأضاف أنه “سنضطر بالطبع إلى حل مسألة غزة أيضا، وأن نهزم حماس، لكني أقدر أننا سنحقق كلتا المهمتين”، في إشارة إلى أنه لا يزال يرفض وقف الحرب على غزة.

في موازاة ذلك، قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إنهم لا يرصدون تغييرا في شروط حماس من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى في أعقاب الحرب على إيران، رغم أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن حماس معنية بالتوصل إلى اتفاق، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الإثنين.

وحسب الصحيفة، فإن الاعتقاد في جهاز الأمن أنه تتزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق، لكنهم ينسبون ذلك إلى تغيير في الرأي العام الإسرائيلي، الذي يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق تبادل أسرى، وإلى احتجاجات عائلات الجنود المنهكين، والتراجع العام في تأييد الجمهور لأهداف الحرب.

ويعتقد ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي أن الحرب على غزة استنفدت نفسها، بسبب إرهاق الجنود وكذلك بسبب عدد الجنود القتلى المرتفع منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة، في مارس الماضي.

ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إنه “لا توجد ضربة نوجهها إلى حماس بعد سنتين من الحرب، وفي وضع الحركة الحالي، التي ستؤدي إلى نتيجة مختلفة عن تلك التي نتواجد فيها اليوم. وبالإمكان الاستمرار في توغل آخر وممارسة ضغط آخر، لكن لدينا مخطوفين هناك، وهذه قيود كبيرة للغاية في القتال، وتتسبب بتوتر في صفوف القوات في الميدان”. وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي وضع تحذيرا أمام المستوى السياسي بأنه يجب إعادة النظر في الاعتماد على “مؤسسة غزة الإنسانية” وحراسة الجيش لمراكز توزيع المساعدات. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه في حال انسحابه من القطاع في إطار اتفاق، سيكون من الصعب ضمان دخول آمن للمساعدات الإنسانية ومنع حماس من السيطرة عليها.

Related posts

القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة في خاركيف

Walid Walid

وزير خارجية تركيا: لن نسمح بالمزيد من الإهانة للشعب الفلسطيني

محمد بن محمود

بن غفير يدعو إلى حلّ المجلس الوزاري الحربي

Walid Walid

Leave a Comment