في زمن تتسارع فيه وتيرة الابتكار وتتصدر فيه التكنولوجيا مشهد التقدّم، يثبت أبناء تونس مرة أخرى أنّهم قادرون على التميّز في المحافل الدولية. وهذه المرة، جاء التألق من ولاية زغوان، حيث خطف الشقيقان يوسف وخليل الهذيلي الأضواء بإنجازاتهما اللافتة في مجالي الإعلامية و البرمجة.
يوسف الهذيلي من مقاعد المعهد إلى منصة التحدي العالمي
يمثّل يوسف الهذيلي التلميذ بالمعهد الثانوي حي النزهة بزغوان تونس ضمن الفريق الوطني في الدورة الأولى من المسابقة العالمية للإعلامية والأمن السيبراني، التي تحتضنها سنغافورة. وقد جاء هذا التتويج بعد تأهله في التصفيات الوطنية، ليكون بذلك أحد الوجوه الشابة التي تراهن عليها تونس في هذا المجال الحيوي. يوسف، الذي ارتقى هذا العام إلى السنة الثالثة من شعبة التقني، يجسّد صورة الطالب الطموح الذي لا يكتفي بالمقررات الدراسية، بل يسعى إلى التميز في ميادين المستقبل.
خليل الهذيلي عبقرية مبكرة تتألق في فنلندا
أما خليل الشقيق الأصغر فلم ينتظر طويلاً ليحجز لنفسه مكانًا في سجل المتفوقين. فقد أحرز الميدالية البرنزية في المسابقة العالمية للبرمجة على تطبيقة Scratch لسنة 2025، والتي أقيمت في فنلندا. خليل، التلميذ بالمدرسة الابتدائية بالمحلة، ارتقى هذا العام إلى السنة السابعة، ويُعدّ من بين الأصغر سنًا ممن تألقوا في هذه المسابقة، ما يعكس نبوغًا مبكرًا يستحق الرعاية والتشجيع.
زغوان… أرض الطاقات الصاعدة
و لا يمكن الحديث عن هذا التميّز دون الإشارة إلى البيئة التي نشأ فيها الشقيقان. فزغوان، الولاية الهادئة التي كثيرًا ما ارتبط اسمها بالتراث والطبيعة، تثبت اليوم أنها أيضًا أرض للطاقات الشابة في مجالات الابتكار الرقمي. إنجازات يوسف وخليل ليست سوى دليل جديد على ما تختزنه الجهة من كفاءات واعدة، تحتاج فقط إلى من يكتشفها ويؤمن بها.
و إنّ ما حققه الشقيقان الهذيلي لا يمثّل فقط مصدر فخر لعائلتهما ولمدينتهما، بل هو أيضًا رسالة أمل لتونس بأسرها. ففي زمن تتعاظم فيه التحديات، تبرز مثل هذه النماذج لتؤكد أن الاستثمار في العقول الشابة هو السبيل الأنجع لبناء المستقبل.
