29 C
تونس
26 يوليو، 2025
الصفحة الأولى سياسة وطنية

الذكرى 68 لعيد الجمهورية… تاريخ يتجدّد ومسار يتواصل

تُحيي تونس اليوم الخميس 25 جويلية 2025 الذكرى الثامنة والستين لإعلان الجمهورية، وهي مناسبة وطنيّة تحمل في طيّاتها أبعادا تاريخيّة وسياسيّة لا تزال تُشكّل أحد أبرز مفاصل الهوية السياسية للدولة التونسية الحديثة.

ففي مثل هذا اليوم من سنة 1957، وضع التونسيون حدّا للنظام الملكي بإعلان الجمهورية، في خطوة مفصليّة مهّدت لبناء دولة الاستقلال على أسس المواطنة والمؤسسات والقانون. وقد مثّل هذا الإعلان تتويجًا لنضال وطني طويل خاضه الشعب التونسي، بقيادة الحركة الوطنية، ضد الاستعمار الفرنسي منذ فرض الحماية سنة 1881، ومرورًا بمحطات المقاومة المدنية والمسلحة، وصولًا إلى نيل الاستقلال في مارس 1956.

و في أعقاب الاستقلال، بدأ النقاش داخل دوائر القرار السياسي حول شكل الدولة الجديدة، وانقسمت الآراء بين من أراد الإبقاء على النظام الملكي تحت سيادة الباي، وبين من دعا إلى القطع مع ذلك الإرث وبناء دولة جمهورية حديثة.

وفي 25 جويلية 1957، صادق مجلس الأمة بالإجماع على وثيقة إعلان الجمهورية، التي تضمنت أربعة أحكام رئيسية: أولًا إنهاء النظام الملكي، وثانيًا إعلان تونس دولة جمهورية، وثالثًا تكليف الوزير الأول حينها، الحبيب بورقيبة، بممارسة مهام رئيس الدولة مؤقتًا، ورابعًا دعوة الحكومة إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية النظام الجمهوري الناشئ.

وقد لقي هذا الإعلان ترحيبًا شعبيًّا واسعًا، واعتُبر لحظة مفصلية فتحت الباب أمام إعادة تشكيل البنية السياسية والإدارية للبلاد، على أساس قيم الحداثة والمساواة وبناء مؤسسات سيادية مستقلة.

و لا تقتصر رمزية عيد الجمهورية على الجانب الدستوري أو السياسي فحسب، بل تمتد لتُجسّد تحوّلًا عميقًا في مفهوم السلطة في تونس. فقد مثّل إلغاء النظام الملكي إعلانًا بانتهاء الحكم الوراثي، وتعويضه بنظام يُفترض فيه أن يستمد شرعيته من الإرادة الشعبية.

و يُعتبر عيد الجمهورية أيضًا فرصة سنوية لتجديد الالتزام الجماعي بقيم المواطنة والعدالة، والتأكيد على أنّ بناء الجمهورية هو مشروع دائم يُنجَز على مراحل، ويحتاج إلى مشاركة واعية من مختلف مكونات المجتمع.

ولا تمرّ هذه الذكرى دون استحضار رموز الكفاح الوطني الذين ساهموا في تحرير البلاد وتأسيس الجمهورية، على غرار الحبيب بورقيبة، الذي تحمّل مسؤولية قيادة الدولة الناشئة، رغم ما رافق تجربته من جدل ونقد لاحق. كما يتم في مثل هذا اليوم تكريم أجيال المناضلين والمناضلات، من مختلف الجهات والتيارات، الذين ساهموا في ترسيخ قيم الاستقلال والسيادة الوطنية.

Related posts

سحب رعدية محلّية مصحوبة بأمطار متفرقة هذه الليلة

Moufida Ayari

وزير التربية : إسهامات المجتمع المدني لدعم المدارس مكنت من صيانة 396 مؤسسة تربوية

yosra Hattab

اليعقوبي: سيتواصل حجب الاعداد للثلاثي الاول لهذه الاسباب

هادية الشاهد

Leave a Comment