استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، امس الأربعاء 6 أوت الجاري، بقصر قرطاج، رئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري.
ووفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، تناول اللقاء عدداً من المواضيع المتعلّقة بسير بعض المرافق العمومية، إضافة إلى التطرّق إلى ما وصفه البلاغ بـ”عديد الممارسات غير الطبيعية” التي تكثّفت في الفترة الأخيرة.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس الدولة أنّ الشعب التونسي “يعلم دقائق الأمور” وأنه قادر على “إحباط كلّ المحاولات البائسة للتنكيل به وتأجيج الأوضاع”، وفق تعبيره.
واستهل رئيس الجمهورية اللقاء باستحضار مقولة لعميد الأدب العربي طه حسين جاء فيها: “إنّ التونسيين والتونسيات بين اثنين لا ثالث لهما، فإمّا أن يمضوا في حياتهم كما ألفوها، لا يحفلون إلا بأنفسهم ولذّاتهم ومنافعهم، وأيضًا فليثقوا أنّها الطريق التي لا خير فيها، بل إنّها طريق مسدودة، وهي الطريق التي لم يخترها الشعب، وإمّا أن يستأنفوا حياة جديدة كالتي عرفوها في أعقاب يوم الرابع عشر من جانفي 2011، قوامها التضامن والتعاون وإلغاء المسافات بين الأغنياء والفقراء، وبين الأصحّاء والمرضى، فهو التآزر على الخُطب حتى يزول، وعلى الغمرات حتى تنجلي”.
وتطرّق رئيس الجمهورية إلى مظاهر التآزر بين التونسيين، مشيرًا إلى صورة تعود إلى جانفي 2011 لبائع خضر كتب على عربته “اللّي ما عندوش يهز بلاش”، واعتبر أنّ هذه الروح التضامنية عادت للظهور مؤخرًا من خلال مبادرات شخصية لعدد من المواطنين الذين وضعوا أرقام هواتفهم على سياراتهم الخاصة لمساعدة من هم في حاجة إلى التنقّل.
وفي تعليقه على السياق العام، اعتبر سعيّد أنّ “التونسيين والتونسيات يلقّنون الدرس تلو الدرس، ويوجّهون كل يوم الصفعة تلو الصفعة إلى الخونة والعملاء، وإلى أذنابهم في الداخل”، مؤكّدًا أنّ من حق الشعب، بعد ما قاساه من معاناة، أن يطالب بالمحاسبة.
كما شدّد على أنّ العمل متواصل يوميًا، وعلى مدى ساعات النهار والليل، من أجل أن يعيش المواطنون “محفوظي الكرامة”، وفق تعبيره، مضيفًا: “سيتردّ الشعب كلّ حقوقه غير منقوصة، ومن أراد أن يسير في الطريق المعاكسة، فليعلم أنّه يمشي في طريق مسدودة، ولن يحقّق مآربه وأهدافه التي وضعتها دوائر في الداخل مرتبطة بدوائر لا تريد لهذا الوطن إلا أن يكون تحت الوصاية والاستعمار”.
