تبلغ مساحات الطماطم الفصلية في تونس بالنسبة إلى الموسم الحالي 2025 حوالي 13 ألف هكتار أي بزيادة 2000 هكتار عن السنة الماضية وتستأثر 4 ولايات بإنتاج هذه المادة وهي نابل والقيروان والقصرين وسيدي بوزيد بالنصيب الأوفر من المساحات.
زيادة بـ 10 %المساحات المزروعة
على خلاف المواسم الماضية حين واجه قطاع الطماطم الفصلية في تونس أزمة جفاف غير مسبوقة ازدادت تأثيراتها خلال الموسم الفلاحي 2022 / 2023 حيث عرفت كميات الأمطار المسجلة نقصا فادحا مما أدى إلى تراجع كبير لمخزونات السدود وخاصة بجهة الوطن القبلي والتي انحصرت نسبة امتلاءها عند حدود 8 % وطبيعي أن تتأثر زراعة الطماطم الفصلية التي يعتبرها المختصون من أكثر المنتجات الفلاحية استهلاكا للماء على مستوى الإنتاج والتصنيع ، شهد موسم 2024 / 2025 تحسنا كبيرا على مستوى كميات الأمطار السنوية مما عجل بارتفاع في المساحات المزروعة وإقبالا كبيرا من الفلاحين على تعاطي هذا النشاط لتناهز 13 ألف هكتار مقابل 11 ألف خلال الموسم الماضي وهو ما يمثل زيادة بـ 10 %.
إنتاج بحوالي 950 ألف طن
على الرغم من تراجع إنتاج الطماطم الفصلية بولاية سيدي بوزيد فإن الجهة مازالت تحتل المراتب الأولى على المستوى الوطني بعد ولايتي نابل والقيروان . وحسب أرقام دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد فإن تقديرات إنتاج الطماطم المعدة للتحويل خلال الموسم الحالي بالجهة سيكون في حدود 60 ألف طن وذلك بعد زراعة مساحة 735 هكتارا لهذه المادة الغذائيةحيث شهدت المساحات توسعا لتشمل مناطق جديدة بكل من معتمدياتبئر الحفي وسيدي بوزيد الغربية وسبالة أولاد عسكر . كما عرف موسم جني الطماطم الفصلية بولاية القصرين خلال الموسم الفلاحي 2024-2025 قفزة نوعية من حيث الإنتاج والمساحات المزروعة .
وتتصدر معتمدية سبيطلة ترتيب المعتمديات المنتجة للطماطم الفصلية بمساحة تبلغ حوالي 1000 هكتار . وشهدت ولاية قفصة بدورها صابة معتبرة من الطماطم الفصلية المعدة للتحويل بما يقدر بـ63 ألف طن مسجلة بذلك ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالسنة الماضية التي لم يتجاوز فيها الإنتاج 50 ألف طن . وبلغت المساحة الجملية المزروعة بالطماطم 630 هكتارا، استحوذت منها معتمديتي سيدي عيش وقفصة الشمالية على حوالي 90% من الإنتاج ، في حين تتوزع بقية المساحات بين معتمدياتالسندوزانوش وبلخير وقفصة الجنوبية. وتشير التوقعات إلى أن إجمالي إنتاج الطماطم الفصلية بتونس لهذا الموسم سيبلغ 950 ألف طن مقابل 850 ألف طن خلال موسم 2024 أي بزيادة 100 ألف طن.
مرض ” الميلديو ” يفتك بالمحاصيل
بالرغم من الارتفاع المسجل على مستوى المساحات المزروعة وملاءمة العوامل المناخية من حيث ازدياد كميات الأمطار السنوية بأغلب مناطق إنتاج الطماطم الفصلية ، إلا أن عديد الصعوبات رافقت صابة الطماطم لهذا الموسم . حيث أن التقلبات المناخية التي شهدتها تونس خلال فترة نمو المزروعات وتحديدا منذ شهر مارس الماضي والمتمثلة في تواتر نزول الأمطار مع الاعتدال النسبي في درجات الحرارة وارتفاع نسبة الرطوبة تسببت في ظهور مرض ” الميلديو ” وانتشاره بمساحات كبيرة من حقول الطماطم مما أثر على المردودية وعلى حجم الصابة.
غياب عقود إنتاج نموذجية
ارتفاع حجم صابة الطماطم الفصلية في تونس لا يحجب حقيقة تواصل ارتفاع كلفة الإنتاج من موسم إلى آخر بسبب غلاء المشاتل الموردة والأسمدة والمستلزمات الفلاحية وارتفاع ملوحة مياه الآبار وتؤكد الأرقام أن تكلفة الهكتار الواحد من الطماطم تصل إلى 17 ألف دينار. وتزداد الوضعية سوءا بعد أن أبقت وزارة الفلاحة على تسعيرة بيع الطماطم المعدة للتحويل عند سعر 220 مليما وهو سعر لا يغطي تكلفة الإنتاج ، في حين وأن تكلفة الكيلوغرام الواحد من الطماطم لدى الفلاحين تبلغ 292 مليما وقد تسبب ذلك في خسائر مضاعفة للفلاحين الذين تراكمت ديونهم لدى البنوك. وينضاف إلى ذلك عدة إشكاليات أخرى تتعلق أساسا بالغياب الكلي لعقود الإنتاج النموذجية بين المنتج والمصنع وغياب المجمعين القانونيين الذي يعملون طبقالكراس الشروط، وغياب التأطير في هياكل مهنية ومجامع فلاحية منظمةإلى جانب عدم وجود فضاءات تحفظ المنتوج من الضياع والتعفن بالنسبة لأصحاب مراكز تجميع الطماطم وتأخر أصحاب المصانع من خارج الولاية في رفع وقبول المنتوج في الوقت المناسب فضلا عن تدخل “السماسرة” بصفة عشوائية لقبول ورفع المنتوج بأسعار منخفضةومع بداية موسم جني الطماطم الفصلية المعدة للتحويل برزت كالعادة إشكاليات بيئية خطيرة نتيجة تصريف المياه الصناعية الملوثة في المحيط الطبيعي نتيجة عدم إنجاز منظومة معالجة للمياه الصناعية من قبل جل الصناعيين وغالبا ما ينتج عنها صرف مياه ملوثة غير مطابقة للمواصفات في مجاري الأودية وما يمثله ذلك من خطر على البيئة وصحة السكان وتزداد خطورة هذه التهديدات مع إمكانية تسرب المياه الملوثة الى المائدة المائية حيث أن تحويل 1 طن من الطماطم الطازجة يتطلب بدوره ما بين 1 و3 متر مكعب من الماء ( بين 1000 و 3000 لتر من الماء ) الذي يستعمل في غسل الطماطم وغسل مواقع الإنتاج بمياه الآبار الارتوازية التي تستخرج من المائدة المائية الجوفية العميقة .