41.2 C
تونس
27 أغسطس، 2025
دولي

هجوم خان يونس النوعي: حرب استنزاف تتكشف ملامحها في غزة

تواصل عملية خان يونس النوعية الأخيرة إلقاء ظلالها الثقيلة على المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وسط اعترافات متزايدة من وسائل إعلام الاحتلال ومسؤوليه العسكريين بأن الحرب في غزة تحولت إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، تُربك الجيش وتكشف عن ثغرات خطيرة في خططه الميدانية.

صحيفة معاريف نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الجيش يواجه “حرب استنزاف” حقيقية في غزة، حيث لا تزال الأنفاق والمقاتلون يظهرون في خان يونس رغم أن الاحتلال اجتاح المدينة ثلاث مرات. 

وأضاف أن المقاومة تتحرك تحت الأرض عبر شبكة أنفاق معقدة، تهاجم المواقع العسكرية ثم تنسحب، في تكتيك ينهك القوات الإسرائيلية ويجعل السيطرة على الأرض غير ذات جدوى.

المسؤول ذاته حذر من أن التحديات في خان يونس ورفح قد تبدو “صغيرة” مقارنة بما ينتظر الجيش في مدينة غزة، حيث تتمركز كتائب حماس الأكثر تدريبًا وتجهيزًا.

 مفاجأة “النفق المدمر

من جهتها، كشفت صحيفة هآرتس أن النفق الذي خرج منه مقاتلو المقاومة في عملية خان يونس الأخيرة سبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشافه وتدميره. 

هذا الاعتراف فجر جدلاً واسعًا حول فاعلية عمليات الجيش الميدانية، وأكد أن المقاومة قادرة على إعادة تأهيل بنيتها التحتية أو استخدام مسارات بديلة تضرب عمق التحصينات الإسرائيلية.

تفاصيل الهجوم

إذاعة جيش الاحتلال قدمت رواية تفصيلية للهجوم، مؤكدة أنه نفذ من قبل نحو 15 مقاتلاً خرجوا من فتحة نفق تبعد أقل من 50 مترًا عن موقع محصن لكتيبة كفير في نطاق عملية “مجن عوز” غرب خان يونس.

انقسم المقاتلون إلى ثلاث خلايا؛ الأولى هاجمت الموقع مباشرة بعد تعطيل كاميرا المراقبة، والثانية أطلقت قذائف هاون من خط خلفي لتعطيل وصول قوات الإسناد، فيما زرعت الثالثة عبوات ناسفة في مسار الانسحاب لتكبيد القوات الإسرائيلية خسائر إضافية.

وبحسب التحقيق، عُثر بحوزة منفذي العملية على سترات واقية وأسلحة رشاشة من نوع كلاشنيكوف وقاذف “أر بي جي”  متطور وقنابل يدوية وعبوات ناسفة، إضافة إلى نقالة يُرجح أنها كانت مخصصة لمحاولة أسر جندي.

رسائل المقاومة

المحلل السياسي ماجد أبو دياك اعتبر أن العملية عكست قدرة كتائب القسام على التنسيق العالي بين وحداتها، إذ تمكنت من اقتحام قاعدة محصنة وإيقاع خسائر مباشرة، في مشهد يثبت هشاشة التحضيرات الإسرائيلية لما يسمى “عربات جدعون 2” . وأضاف أن الاعترافات الإسرائيلية تكشف أن غزة أكثر تعقيدًا مما توقع قادة الاحتلال، وأن مواجهة مئات المقاتلين المدربين ستتحول إلى “حرب إذلال” في ظل أزمة داخلية إسرائيلية تتمثل في نقص الجنود وخلافات حكومية حول تمويل العمليات.

الاحتلال، وفق المتابعين، يكرر فشله كما حدث في عملية “عربات جدعون 1″، دون أن يحقق هدفه بفرض الاستسلام على المقاومة أو إنهاء ملف الأسرى. 

وبينما يواصل سياسة المماطلة في المفاوضات ويصعّد حرب التجويع والإبادة بحق المدنيين، يبقى الواقع الميداني يؤكد أن صمود المقاومة والشعب الفلسطيني سيقود في النهاية إلى إفشال المشروع الإسرائيلي وعزله دوليًا.

Related posts

تغريم ترامب 355 مليون دولار

Walid Walid

غزة: إنطلاق عملية تسليم 3 أسرى إسرائليين

Na Da

واشنطن تقيد المساعدات العسكرية لإسرائيل

Walid Walid

Leave a Comment