11 أكتوبر، 2025
الصفحة الأولى

بمناسبة الاحتفال بيوم الايروفيدا والسياحة: الهند وتونس نحو شراكة في مجال الأيورفيدا والسياحة العلاجية

في أجواء مميزة احتضن نزل “فيردي” بقمرت يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 احتفالًا خاصًا بيوم الأيورفيدا والسياحة، نظمته سفارة الهند بتونس بحضور ثلة من الدبلوماسيين، ممثلين عن المؤسسات التونسية، خبراء في الصحة البديلة، وعدد من الضيوف.
وقد تميزت التظاهرة بحضور سعادة سفيرة الهند بتونس، الدكتورة ديفياني خوبراجاد (Dr. Devyani Khobragade)، التي أكدت في كلمتها على أهمية بناء قاعدة شراكة بين تونس والهند في مجال الطب البديل والسياحة العلاجية، مشيرة إلى أن بلادها على استعداد لمدّ جسور التعاون من خلال التكوين، تبادل الخبرات، وإطلاق مبادرات مبتكرة مثل إحداث أكاديمية للأيورفيدا في تونس.
وحملت نسخة هذا العام شعار “الأيورفيدا من أجل الإنسان والكوكب”، في إشارة إلى أن الصحة الفردية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة البيئة. وأوضحت السفيرة أن الهند، منذ إحداث وزارة “أيوش” عام 2015، حققت قفزات نوعية في قطاع السياحة العلاجية، حيث يستقطب البلد أكثر من 10 ملايين سائح أجنبي سنويًا ويحقق عائدات تفوق 30 مليار دولار، مع نمو سنوي يناهز 15%.
كما أبرزت خوبراجاد الفرص الكبيرة التي يتيحها برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي، والذي يمنح للتونسيين سنويًا نحو 100 فرصة تكوين في مجالات متنوعة، بينها الطب البديل والصحة. وأشارت إلى أن نحو ألف تونسي استفادوا حتى اليوم من برنامج “أيتاك” الموجه للقطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.
من جانبه، أكد نجم الدين الأكحل، مدير إدارة آسيا بوزارة الشؤون الخارجية، أن تونس والهند يجمعهما رصيد حضاري مشترك في مجال التداوي بالأعشاب والطب الطبيعي، معتبرًا أن الجمع بين خبرة تونس في النباتات الطبية وحكمة الهند في الأيورفيدا من شأنه أن يقدم حلولًا مبتكرة من أجل صحة مستدامة. كما أشار إلى أن موقع تونس الاستراتيجي بين إفريقيا وأوروبا يجعلها مؤهلة لتكون وجهة رائدة في السياحة العلاجية.
المنتدى لم يقتصر على المحاضرات فحسب، بل تخللته عروض توضيحية حول تقاليد الأيورفيدا، جلسات نقاش تفاعلية، والتعريف بفرص استثمارية واعدة في قطاعي السياحة والصحة. وقد اختتم اللقاء بغداء هندي أصيل عكس تنوع وثراء المطبخ الهندي.

وطرحت خلال النقاشات مقترحات عملية، أبرزها بعث أكاديمية للأيورفيدا بتونس، قادرة على تقديم تكوين متخصص وخدمات استشارية، ليس فقط للمؤسسات التونسية بل أيضًا لعدد من الدول الأفريقية، بما يعزز مكانة تونس كمركز إقليمي للسياحة الصحية.
جدير بالذكر أن الأيورفيدا، والذي يعني بالعربية “علم الحياة”، يعد نظامًا علاجيًا شاملاً نشأ في الهند منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، ويرتكز على تحقيق التوازن بين الجسم والعقل والروح من خلال التغذية، الأعشاب، اليوغا، والتأمل.
الاحتفال بيوم الأيورفيدا في تونس كان مناسبة لإبراز فرص التعاون الواعدة بين بلدين يجمعهما تاريخ من الحكمة والتقاليد الطبية، ورؤية مشتركة نحو صحة الإنسان وكوكب أكثر توازنًا واستدامة.

Related posts

وسط احتجاجات في نيويورك …منع مؤقت لترحيل ناشط فلسطيني

صابر الحرشاني

انتخابات المجالس المحلية…تعرّف على ”المحظورات” زمن الحملة

صابر الحرشاني

برنامج استثنائي لنقل المواطنين بمناسبة عطلة الشتاء ورأس السنة

صابر الحرشاني

Leave a Comment