12.9 C
تونس
18 ديسمبر، 2024
سياسة

بينما “الرئيس مُنهمك بتصحيح المسار الثوري” : المعارضة تحتج و “الموالاة ” تُقزم غضب الشارع

شهدت شوارع العاصمة مؤخرا خروج الاف المتظاهرين, ضد مسار رئيس الجمهورية قيس سعيد ,نظمتها حركات سياسية مختلفة من بينها, مكونات جبهة الخلاص بما في ذلك حركة النهضة , و حزب الدستوري الحر ,حيث كان القاسم المشترك بين هذه الاحزاب , التنديد بسياسات قيس سعيد, لا سيما الانهيار الاقتصادي و الاجتماعي التي تعاني منهما البلاد , حالة البؤس و اللامبالاة و الخوف التي يعيشها التونسي لاهثا وراء تحصيل قوت يومه.

من جهته أكد القيادي بجبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك, في تصريح لـ24/24: ان هذه المسيرات الاحتجاجية  تواصل لحلقات سابقة من التحركات الميدانية و بأن هذا التحرك الوطني رقم 18 انطلاقا من تجربة “مواطنون ضد الانقلاب”, والآن “جبهة الخلاص الوطني”, بهدف المحافظة على تأهب الشارع السياسي والديمقراطي, والعمل على كسر سردية “الانقلاب “الذي يتحرك وراء ستار المشروعية الشعبية وتلبية لإرادة الشعب على حد تعبيره.

القيادي بجبهة الخلاص جوهر بن مبارك

نسعى لتكوين جبهة عمل موحدة ومنسقة

و أضاف بن مبارك : نحن في اطار جبهة الخلاص نؤكد في كل مرة نخرج فيها للشارع أن التونسيون  بالآلاف يخرجون  لترديد شعارات مُعادية للانقلاب, يملأها الرفض التام و المطلق للسياسة التي ينتهجها سعيد, وهذا ساهم مساهمة كبيرة في كسر سردية “الانقلاب”, وعزله  في زاوية سياسية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي, مع العلم ان تحركاتنا لن تتوقف, ونعتقد أنه خلال الأشهر القليلة القادمة يمكن أن نخلق واقعا سياسيا جديدا تتغير فيه راديكاليا موازين القوى, فبالإضافة إلى الحراك السياسي القوي و النشيط ، هناك حراك اجتماعي ينضج تدريجيا ومؤشراته أصبحت واضحة, وبالتالي نحن الآن أمام حالة غليان كبيرة داخل الشارع السياسي والاجتماعي, وعندما يلتحم الشارع السياسي الرافض للانقلاب والمطالب بعودة المسار الديمقراطي مع الشارع الاجتماعي المطالب بالكرامة والعيش الكريم يمكن الحديث عندها عن إسقاط فعلي لمسار قيس سعيد.

ولكن المهم أنه على امتداد العام الماضي هناك تطور كبير وقع على مستوى الموقف الوطني، حيث وصلنا بتدرج إلى بناء ما سميناه بالموقف الوطني الموحد, فتقريبا كل الأحزاب السياسية والمنظمات والمجتمع المدني الفاعل في تونس يعتبرون أن قيس سعيّد يسير بالبلاد في الطريق الخطأ,، وهذا تطور سياسي مهم للغاية لم يكن موجودا إبان 25 جويلية 2021, ونأمل أن نصل في نهاية الأمر إلى جبهة موحدة, ولكن بين الموقف الوطني الموحد والجبهة الموحدة هناك مرحلة بينية يجب تحقيقها, وهي أن تتفق قوى المعارضة على خارطة طريق جامعة وتصور وطني مشترك للحل , وليس فقط تقييما مشتركا لسوء الحالة الاقتصادية و الاجتماعية , وهذه المرحلة البينية لا بد أن نصل إليها قبل التفكير في توحيد المعارضة في شكل جبهة عمل موحدة ومنسقة.

رئيس حزب التحالف من أجل تونس سرحان الناصري

محاولات بائسة

بدوره اعتبر رئيس حزب التحالف من أجل تونس سرحان الناصري في تصريح لـ24/24: ان الخروج للشارع و تأليب الرأي العام و بث بذور الفتنة صلب المواطنين ,لا و لن يخدم المصلحة الوطنية و لا الشعب التونسي و لا حتى ايجاد حلول لحل الازمات المتراكمة, خروج عبير موسي و مكونات جبهة الخلاص , و على رأسها حركة النهضة ,احتجاجا على غلاء المعيشة و تدهور المقدرة الشرائية ,هي محاولات لضرب مسار 25 جويلية و محاولة بائسة لإجهاض مشروع ارساء الجمهورية الجديدة, التي ستختار و تنتخب  مؤسساتها بطريقة مباشرة, المسيرات الاحتجاجية الممولة و المُجيشة, لن تجدي لا حركة النهضة و لا الدستوري الحر , نفعا باعتبارهما , وجهان لعملة واحدة, مع العلم انه رغم وجود هنات واضحة في القانون الانتخابي الجديد , مع تراكم المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية ,الا أن هذه المجموعات الحزبية التي تصطاد بالماء العكر و التي شهدت طوال فترة حكمها فشلا ذريعا في ادارة دواليب الدولة ,هاته الاحزاب التي  اصبحت تهدد السلم الاجتماعي , لا يُمكن ان تكون في أي حال من الاحوال قادرة على الاصلاح, و حديثهم المتكرر عن تعبئة  الشارع , بان بالمكشوف خلال احتجاجاتهم الاخيرة و التي عرت بوضوح حجمهم الحقيقي, و الذي يؤكد نفور الناس من وعودهم الزائفة و اسطواناتهم المتكررة التي وشحوا بها عشرية كاملة ارهقوا فيها البلاد و العباد .

المحلل السياسي بولبابة سالم

قيس سعيد لا يكترث للمعارضة و لا يعتبرها شريك

في ذات السياق قال المحلل السياسي بولبابة سالم في تصريح لـ24/24 : ان التحركات التي شهدتها شوارع العاصمة منذ يومين ,هي تحركات سياسية تتزامن مع ارتفاع الاسعار وفقدان بعض المواد الغذائية الاساسية مع طوابير السيارات امام محطات الوقود, من نزلوا الى الشارع هم أقطاب المعارضة و المتمثلة في احزاب وازنة في المشهد السياسي متكونة من جبهة الخلاص و الدستوري الحر, هذه التحركات في هذا التوقيت بالذات مُحرجة للسلطة ,خاصة امام عجز رئيس الجمهورية و حكومته عن رفع اللبس حول حقيقة الاوضاع في البلاد, مع غياب التواصل المستمر و تفسير طبيعة الامور للمواطنين أو حتى بعث رسائل طمأنة تهدأ من روعهم و خوفهم و جزعهم الى ما ستؤول اليه الامور في قادم الايام, هذا تقنيا , و لكن سياسيا لن تؤثر هذه المسيرات و لا هذه الشعارات في شخص قيس سعيد الذي لن يتراجع لا في قراراته , و لا عن مساره, و لن يتحاور مع معارضيه, وهذا من اهم الاسباب التي تعمق استفحال هذه الازمات, الاحراج الذي سببته هذه الاحتجاجات لن تحرك قيد نملة من مشروع رئيس الجمهورية , خاصة و انه منهمك في بناء و تجسيد نظام سياسي جديد , دون الانتباه الى ضعف المُنجز الاقتصادي و الاجتماعي الذي انهك عموم المواطنين التونسيين .

مظاهرات المعارضة و شعاراتها قد توضح حقيقة الموازين السياسية في البلاد , و تفضح من يتكلم باسم المشروعية و الاغلبية , و لكن في حقيقة الامر لن تُغير من المشهد السياسي لان قيس سعيد لا يعتبرهم شركاء و لا يكترث لوجودهم باعتبارهم في نظره رمزا للفشل .

يسرى حطاب

Related posts

عماد الحمامي في ندوة القانون الانتخابي والمسار الديمقراطي: لا يوجد قانون انتخابي مثالي

هادية الشاهد

حركة النهضة تندد بقرار إيداع راشد الغنوشي السجن

رمزي أفضال

ليلى حداد : كتلة حركة الشعب لديها مشروع تدافع عليه و لن تكون كتلة الرئيس

yosra Hattab

Leave a Comment