27 ديسمبر، 2025
الصفحة الأولى متفرقات مجتمع وطنية

كيف يحتفل التونسيون برأس السنة الهجرية؟

يعد رأس السنة الهجرية الذي تعيشه الامة الاسلامية قاطبة اليوم الخميس مناسبة خاصة في تونس، وتتزين فيها موائد العائلات بأطباق تقليدية تحمل رمزية ثقافية متجذّرة.

وفي عدد كبير من المناطق، تكون الملوخية أوّل طبق يُحضّر في العام الهجري، و يتم اختيارها لعلاقتها الرمزية باللون الأخضر، الذي يرمز إلى الأمل والنماء حيث تُحضّر الملوخية من الأوراق المجففة والمطحونة بدقة، وتُطهى في أوانٍ تقليدية على نار هادئة لساعات، ما يمنحها نكهة مميزة تعبّر عن الصبر والبداية الطيبة.

كما يُخصَّص هذا اليوم ايضا لإعداد الكسكسي بلحم القديد، ويُعرف في بعض الجهات باسم “كسكسي رأس العام”. ويُطبخ أحيانا في أوان مغلقة تُسمى “المقفول” كرمز لغلق السنة الماضية واستقبال أخرى.

ويرتبط هذا الطبق بذاكرة جماعية تعود إلى الفترة الفاطمية، حيث كانت العائلات تحتفل بذكرى الهجرة النبوية بتحضير الكسكسي، وتتوارثه الأجيال كإحدى أهم علامات هذا اليوم.

وفي جزيرة جربة ومناطق الجنوب، يظهر تنوّع الطبخ في أبهى حلله، حيث يُحضَّر “المحمص” بالقديد أو يُطهى حساء غني بالبقول الجافة والفول الأخضر، وتُزيَّن الأطباق بالبيض المسلوق الذي يُوزَّع على الأطفال، كما تُرافق هذه الأجواء طقوس التجمّل بالحناء، التي ترمز إلى البركة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات عائلية وتبادل للهدايا.

كما تُحضَّر “العصيدة البيضاء” في بعض البيوت مع حلول السنة الهجرية، حيث يُنظر إلى بياضها كرمز للنقاء، وتُقدّم غالبا مع العسل أو الزبدة، وتُزيّن بالمكسّرات، و يعتمد هذا الطبق تعبيرا عن بداية نقيّة وسنة محمّلة بالخيرات.

ويتخذ الاحتفال برأس السنة الهجرية في تونس طابعا غذائيا متجذّرا في الثقافة المحلية معبرا عن رغبة جماعية في الحفاظ على التقاليد التي تمنح هذه المناسبة خصوصية تتعدى الجانب الديني.

Related posts

26% من البنايات في تونس آيلة للسقوط

Moufida Ayari

دعوة إلى ضمان تمثيلية الأشخاص ذوي الإعاقة في المجالس الوطنية العليا وبمؤسسات وهياكل الدولة

Ichrak Ben Hamouda

محمد الجمالي لـ “24/24”: ‘نحن مع قرار رئيس الجمهورية الذي يقضي بتوحيد المخابز وضد قرار رفع الدعم’

marwa

Leave a Comment