يواجه العالم أول انتشار دولي لمرض جدري القردة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 450 حالة في حوالي 20 دولة و للحديث أكثر عن هذا الوباء كان لـ24 /24 لقاء بالدكتور زكريا بوقيرة لتوضيح العديد من النقاط التالية:
ماهو تعريف “جدري القردة”؟
قبل الحديث عن “جدري القردة” لا بد من الحديث أولا عن وباء “الجدري” الذي اُعتبر من أخطر الاوبئة التي فتكت بالإنسانية و هو مرض عمره حوالي 6ألاف عام من أكثر الأمراض التي خلفت قتلى حيث بلغت خلال القرن العشرين عندما كان العالم يبلغ سكانه مليارين نسمة أكثر من 500مليون وفاة, مرض فتاك بكل المقاييس حيث تجندت منظمة الصحة العالمية آنذاك و سخرت كل الامكانيات و الوسائل للتخلص من هذا الوباء سنة 1980.
كيف تخلص العالم من “الجدري”؟
تخلص العالم من “الجدري ” بعد تعميم التلقيح على كل انحاء الأرض و باعتماد الحجر الشامل و عزل كل من يشتبه بإصابته بهذا الوباء, وتم بالفعل القضاء عليه نهائيا و الجدير بالذكر ان هذا المرض اندثر منذ 40سنة ليعود في تركيبة جديدة و هو “جدري القردة ” من فصيلة “الجدري” و من نفس العائلة الوبائية , حيث تم رصد أول حالة لهذا الوباء لدى قرد في الدنمارك سنة1958 و هو موجود في المحيط الطبيعي و خاصة لدى القوارض , و هي أكثر نوع من الحيوانات التي تحضن الفيروسات و تنميها لتنتشر فيما بعد لدى بقية الحيوانات و خاصة القردة التي تُسرب العدوى بدورها للانسان .
اين انتشرت سلالة جدري القردة؟
عُرف جدري القردة بسلالته الأولى و هي سلالة وسط افريقيا التي قادرة على أن تقتل 1 من 10أشخاص مصابين و بالتالي قاتلة بنسبة 10 بالمائة, و سلالة ثانية و هي سلالة غرب افريقيا و هي قاتلة بنسبة 3بالمائة و للتذكير فان الكوفيد اقل بكثير من هذه النسب و هذا الفيروس قاتل 20 مرة أكثر من الكورونا.
ماهي خاصيات “جدري القردة”؟
يعتبر جدري القردة من أكثر الأوبئة وضوحا و اقتصارا على الحيوانات و الدليل انه منذ السيطرة عليه لم تنتشر العدوى و لم نرى انتقال العدوى من الحيوان للإنسان و لأن عدد البشر المختلطين بالحيوانات قليل, لم تحصل عدوى و لكن هذه المرة اكتسب الفيروس قوة جديدة مكنته من التحول لينتقل من الحيوان الى البشر .
أعراض جدري القردة لدى الانسان؟
عندما يتمكن جدري القردة من جسم الانسان يقوم بافراز نوع من الحبوب تغطي كامل الجلد و تكون جلدية و باطنية في الحلق و البلعوم.
كيف تنتشر عدوى “جدري القردة”؟
يتنقل جدري القردة عبر التنفس او اللمس و تلك الحبوب التي يفرزها على الجلد تكون مصاحبة لحبوب في القصبة الهوائية تفرز مادة تتنقل عبر التنفس و بالتالي تتسع حلقة العدوى. و الحل الوحيد هو الوقاية .
ماهي وسائل الوقاية من هذا الوباء؟
أولا يجب دخول كل الوافدين على تونس في حجر صحّي استنادا الى اربعينية ابن سينا لمدة 40 يوما في نزل وفي صورة ثبوت عدم إصابته بجدري القردة يمكنه الدخول في المجتمع, مع ضرورة إغلاق الحدود وتطبيق “أربعينية ابن سينا” من أجل تفادي انتشار جدري القردة في تونس, و أجدد الدعوة لقيس سعيد بإجبارية غلق الحدود كي لا يتكرر سيناريو الكوفيد بتونس .
تأثيرات هذا الوباء على المريض؟
يعتبر جدري القردة من الاوبئة القاتلة و حتى ان تمكن المريض من التغلب عليه فان اثاره على الجلد شنيعة و يصعب التعايش معها.
ما المطلوب اليوم حتى نتجنب دخول هذا الوباء؟
السلطة اليوم عليها ان تعي واقع هذا الوباء الخطير و تتخذ السياسة الازمة للوقاية منه و الا الاستمرار في الكذب على الناس انه لن يؤثر و لن تكون له تداعيات كما حصل في ازمة كوفيد التي حصدت حوالي 30 ألف تونسي , على الدولة ان تتحرك و تقوم بايقاف الموسم السياحي الذي ستكون نتائجه ارواح التونسيين ,و تفعيل الاربعينية على كل الوافدين من الخارج , اربعينية صحيحة كما أكد عليها ابن سينا.
اذا ما تمكن الفيروس من دخول بلادنا سيكون” كالنار في الهشيم ” و سيقتك بالمجتمع اما دولة عاجزة عن توفير ابسط مقومات الحياة, خلاصة القول القيام بهذه الاجراءات كي لا نضطر الى حجر صحي شامل ستكون تأثيراته سلبية و مدمرة على الاقتصاد التونسي .
ماهي الوسائل الممكنة للحماية من هذا الوباء؟
ليست هناك وقاية مضمونة و فعالة و لكن هناك وسائل للحماية و تقليل خطر الاصابة و هي لبس الكمامة عالية الجودة و الأكثر حماية, مع ارتداء القفزات الطبية و المعقمة لتقليل خطر الاصابة عن طريق اللمس.
هل هناك تلاقيح جاهزة لـ “جدري القردة”؟
بخصوص التلاقيح فالجدير بالذكر ان البلاد التونسية قامت بتلقيح شعبها كسائر بلدان العالم منذ سنة 1979 و بالتالي في الوقت الحالي كل الشعب التونسي بمختلف فئاته غير محمي لان تلك التلاقيح فعاليتها لا تتجاوز الـ 3 سنوات.
هناك دول بدأت تقوم بتحضير اللقاحات المخزنة لديها باعتبار انها كانت تخشى الاوبئة , خاصة امريكا و روسيا.
الولايات المتحدة انطلقت في تطعيم الاشخاص المخالطين لمصابين بجدري القردة لان لديها مخزون و لكن لن تعمم التلاقيح في بقية انحاء العالم الا بعد ما يقارب الـ8 أشهر, و بالتالي لا وسيلة للحماية غير الحجر الصحي و اربعينية ابن سينا.
أوجه ندائي لرئيس الجمهورية قيس سعيد الذي تخاذل في انقاذ الشعب التونسي من براثين الكورونا و لم يقف بصف الشعب التونسي و تركه بمفرده يواجه الوباء ,حتى بعد 25 جويلية لم تتحسن الأمور و لم يتم ايقاف نزيف الضحايا.
قبل 25 جويلية كان 18ألف وفاة و بعدها أكثر من 10ألاف وفاة و بالتالي فشل تام في سياسة الدولة و اجراءاتها في مجابهة فيروس كورونا ….لأن التاريخ سيذكر الريس الذي مات الالاف في عهده بالاوبئة و لم ينصفهم.
