ما تزال ”الحرقة” رغم ما تخلفه من لوعات و مصائب يومية تغري الآلاف من الشبان والشابات أملا في الوصول إلى الفضاء الأوروبي. ولم تعد الحرقة تقتصر على فئة الشاب بل باتت حلما لعائلات بأكملها، اذ لم يعد من النادر أن نرى الأب والأم والأطفال على متن مراكب الهجرة غير النظامية من أجل حلم قد يتحقّق او قد ينتهي في أعماق المتوسّط.
ضحايا هذا المركب الذي كان على متنه ما لا يقل عن 18 شخصا، يبدو أنّهم من ميسوري الحال، وفق شهادة قريبة هذه العائلة.
وأكّدت مصادر قريبة من العائلة أن الحرقة لطالما كانت هاجسا لدى ربّ هذه العائلة، مشيرة إلى إقدامه في الصيف الماضي على محاولة للهجرة غير النظامية تمّ إحباطها قبل أن يحاول الكرّة هذه مرة أخرى ولكن مع كامل أفراد عائلته، ليتوقّف الحلم في أعماق البحر قبالة سواحل المنستير على مقربة من جزيرة قوريا.
ولفظ البحر جثّتي الأبوين، مؤخرا وقد تم التعرّف عليهما بعد اخضاعهما إلى التحليل الجيني، فيما لا يزال الطفلان في غداد المفقودين.