استرسل القس الأمريكي السابق هيلاريون هيجي في سرد قصة إسلامه عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، بعدما فاجأ العالم بقرار تحوله عن المسيحية.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ، السبت 25 فيفري، بخبر إسلام القس الكاثوليكي، وتغيير اسمه إلى “سعيد عبد اللطيف”، ما شكل صدمة لدى المسيحيين على عكس المسلمين الذين رحبوا به وأشادوا بقراره الشجاع.
وعبّر الكاهن عن شعوره بالسلام والفرح، بعد الحفاوة التي حظي بها من قبل المسلمين ورجال الدين قائلا: “حان الآن وقت التعمق في الإيمان”.
وأضاف: “منذ نشر الأخبار عن اعتناقي الإسلام رسميًّا فإن صندوق الرسائل الخاص بي يفيض، وهاتفي لم يتوقف عن الرنين”.
ونشر بعض الآيات القرآنية أبرزها من سورة المائدة التي تتحدث عن المسيح عيسى عليه السلام: “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ”.
وكان هيجي شديد العداء للإسلام والمسلمين، ولكن منذ حوالي عشرين عاما بدأ في البحث والتفكير والتحليل حتى اهتدى إلى الطريق المستقيم.
كان ينتظر اللحظة المناسبة لإعلان إسلامه لأنه من غير المعقول أن يكون كاهنًا وراهبًا في العلن، ومسلماً بشكل خاص، حسب تعبيره.
واستشهد بأبيات للشاعر والكاتب الانجليزي الشهير تي اس إليوت، في الرباعيات الأربع حول ضرورة عدم التوقف عن الاستكشاف التي تبدأ بالنفس وتعود إلى البدايات التي تظهر جديدة كليا.
وأعلن القس السابق عبر صفحته على فيسبوك إسلامه بالقول إن “نيران الإسلام أشعلت روحه قبل عشرين عاماً”.
وأضاف: “كنت أتمتع بمكانة واعدة ككاهن وكنت محبوباً كثيرا ومتعلماً ورعا، ولكن قناعاتي الداخلية تغيرت، لا يمكن للمرء ببساطة أن يكون كاهنًا وراهبًا في العلن، وبعد ان هداني الله للإسلام أبقى متخفيا”.
وتابع إن “القرآن يذكر أننا عبدنا الله وحده وخضعنا له من قبل أن نولد، والإسلام خضوع لإرادة خالق السماء هذا هو طريق المسيح، وطريق موسى، وطريق إبراهيم عليهم السلام، وهو طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
وأوضح: “في الإسلام الاستسلام ليس لرغباتك ولا لرغبات إنسان ولا للقديسين ولا للملائكة، الإسلام استسلام لله الواحد”.
وكان هيجي يخطط حتى وقت قريب لإنشاء دير مسيحي في كاليفورنيا، حسب تصريحه ولكن فجأة غيّر مخططاته وقال أن العهد والميثاق الذي أخذه الله على كل بني آدم يؤكد حقيقة أن الإسلام هو الدين الحق، وأن العودة إليه هي في الحقيقة عودة إلى الوطن.
وكتب بأنه لم يجد خيارا غير الإسلام، مؤكدا أن “من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا”.
واستشهد بقوله تعالى: “وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ” (الأعراف: 172)
previous post
next post