21.9 C
تونس
14 مايو، 2024
وطنية

رضا الكشتبان لـ “24/24”: “التّونسيّ يعيش اليوم تصدّعا في الهويّة اللّغوية يعكس تجاذبا بين اكراهات الهوية”

أكد رئيس الجمعيّة التّونسية للتّربية والثّقافة رضا الكشتبان في حديثه لـ “24/24” أن التّونسيّ يعيش اليوم تصدّعا في الهويّة اللّغوية يعكس تجاذبا بين اكراهات الهوية، بمكوناتها وسلطة العصر الجديد الزّاحف علينا شئنا أم أبينا معتبر ان التّداخل اللّغوي في تونس منذ سنين ليس الاّ عنوان تجذّر اقتصاديّ لهيمنة سياسية، لا مخرج منها الاّ بعولمة مضَادة تُحرّر البلاد والعباد من المقولات الأجنبية والانبهار المحنّط للموروث الحضاري.

واضاف محدثنا ان الألسن البشريّة شهدت في العصر الحديث تحولات عميقة في المعجم والتراكيب والتّوليد ولعلّ ذلك يعود الى النّظام العولميّ الجديد الذّي حال دون الحدود اللّغوية الافتراضية بين مختلف اللّغات الانسانيّة و لعلّ اللّغة العربيّة شهدت تمازجا في المصطلحات والمفاهيم منذ فجر الاسلام الأول أيّدته الأقوام التّي عرفت تلاقحا تاريخيا بين لغاتها من جهة والعربيّة من جهة أخرى و لعلّ الاستعمار منذ أواخر القرن التاسع عشر ساهم في اللّوثة اللّغوية بين الفرنسيّة والعربية من جهة والعربية والانقليزية من جهة ثانية و العربية والاسبانية من جهة ثالثة.

وافاد أن المشهد اليوم في تونس منذ بدايات القرن الماضي يشهد ثنائية لغويّة ومزجا رهيبا في المصطلحات والمعاني ذلك أنّ الفرنسيّة وبفعل سياسيّ معلوم منذ دخول الاستعمار سعت الى تضييق الخناق على لغة الضّــاد حتّي تنشر الفرنسيّة في المدارس والساحات والاستعمال الشفوي والاجتماعي تمهيدا لضرب الهويّة اللّغوية وما تحمله من ارث حضاري وفنّي وديني وأدبيّ وتاريخي …

وقال رضا الكشتبان إن الفرنسيّة اليوم سَاحَت وسارت في كلّ المجالات وعمّت كلّ المُؤسّسات المدنيّة والتعليمية والاقتصادية والرّياضية والسّياسية والاعلامية وباتت الألفاظ الفرنسية هنا وهناك، ينطق بها العالم والمتعلّم والجاهل بحكم الارث الاستعماري وانتشار القنوات الاعلاميّة وفتح جسور التعاون الجامعي بين تونس وعديد الدّول الفرنكفونيّة ككندا وفرنســا، فالعربيّة أصبحت غريبة بين أهلها ينفُرُ منها أصحابها لعوامل عدّة بعضها نفسيّ.

وأضاف محدثنا انّ اللغة العربيّة باتت غريبة بين أهلها تندب حظّها غريبة في خيمات الاشهار وغريبة في مداخل النزل وغريبة في ساحات الجامعات العلمية والانسانيّة … و حتّى الأسماء أمست شبيهة بالنّطق الفرنسي فيوسف جوزيف ومريم ميريام وسنية سونيــا …أصوات عربيّة لمدلولات فرنسيّة و الدافع الى ذلك عوامل عدّة منها العولمة التّي سعت الى ضرب خصوصيات الأمم و المقاصد الاقتصاديّة الداعمة لترسيخ منطق السوق وغياب الارادة السياسية الحاثّة على صون العربيّة في ديارها وخيامها و ساحاتها، ”يكفي أن أذكر ضف ضوارب العربيّة في الأقسام النّهائية بالتعليم الثّانوي حيث نالت اللغة العربية في باكالوريات العلوم ضاربا واحدا أوحد، و يجتازها التلميذ مرة واحدة كلّ ثلاثيّ .. و انّ ذلك لفضيحة كبرى تُهان فيها العربية في بلدها وتكرم بقية اللّغات من حيث الساعات و تواتر الاختبارات’.

Related posts

أسعار اللحوم الحمراء ستتراوح بين 34 و40 دينار (تسجيل صوتي)

سنية خميسي

قافلة تونسية تضم 120 طبيبا وصحفيين وبرلمانيين لكسر الحصار على غزة تواجه تعطيلات في الحصول على التراخيص

Na Da

اليوم: توقيع اتفاق بين وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الأساسي

هادية الشاهد

Leave a Comment