أصبح صيد العقارب ظاهرة شائعة في الصحراء التونسية ومناطق الجنوب أين تنتشر بسبب الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، حتّى أصبحت مصدر رزق ووسيلة لكسب المال وكذلك للترفيه والتسلية لدى الكثيرين.
ولفهم هذه الظاهرة أكثر تحدثت 24″ /24″ لأحد صيادي العقارب بجهة بني خداش التابعة لولاية مدنين حيث أكد أنه يتعامل مع أطفال يتجاوز عددهم الـ 300 مائة طفل وتتراوح أعماهم بين 8 و15 سنة حيث انه يشتري منهم العقارب ليقوم من ثم ببيعها إلى معهد باستور وقد كانت اخر عملية بيع سنة 2022.
ويقول محدثنا ان أطفال الجهة أصبحوا يمتهنون هذه الهواية والتي أصبحت مورد رزق لأغلبهم حيث يقومون باصطاد الاف العقارب يوميا مشيرا الى أن ثمن العقرب الواحد يتراوح بين 200 و1000 مليم .
ويضيف محدثنا أن عملية صيد العقارب عادة ما تتم في الليل في الظلام الداهس لافتا الى الى ان هذه الهواية لم تعد حكرا على الأطفال فقط بل ان معظم أهالي الجهة أصبحوا يمتهنونها كمورد رزق لهم خصوصا في فترة الصيف.
هذا كما تحدثت “24/24” أيضا إلى إسماعيل الذي اتخذ من صيد العقارب مصدر رزق له، والذي أكد أنه عادة ما يباشر عمله “صيد العقارب” في الليل أين يتسلح بمعدات بسيطة تتمثل في قارورة مياه معدنية مقسومة نصفين ودلو بلاستيكي وكاشف ضوئي ويتوجه نحو الجبال الوعرة والحقول المحاذية التي تتخذ منها العقارب جحورًا لها.
وإسماعيل بوقنة هو فلاح في الاربعينيات من العمر أصيل ولاية قبلي وقد دأب خلال مواسم الصيف على صيد العقارب السامة منذ حوالي خمس سنوات ويمثل هذا النشاط بالنسبة له مصدر رزق وهواية.
ويقول بوقنة إنه يبيع العقارب التي يقوم بصيدها لمخابر يستخدمونها لصنع الأدوية وكذلك لحرفاء من جربة ومدنين وغيرها من المناطق التي تستعمل العقارب في صنع لوحات تباع للسياح الأجانب وللتونسيين أيضًا، مشيرًا إلى أن معهد باستور كان من بين حرفائه السنوات الماضية. ويضيف إسماعيل أنه خلال عمله يقوم باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي هجوم العقارب على غرار ارتداء حذاء مناسب واستعمال دلو بلاستيكي يعيق محاولات خروج العقارب منه وغيرها من الاحتياطات الأخرى التي تنجيه من مخاطر الإصابة.