أشرف رئيس الحكومة السيّد كمال المدّوري اليوم السّبت 19 أكتوبر 2024 بقصر الحكومة بالقصبة على موكب تكريم ثلّة من الشباب الذين أحرزوا خلال الفترة الأخيرة نجاحات متميّزة في المحافل الدولية في مجال التجديد التكنولوجي والعلميّ وريادة الأعمال، وذلك بحضور السيدة والسادة وزير الصحة مصطفى الفرجاني ووزيرة الصناعة والطاقة والمناجم فاطمة ثابت شيبوب ووزير التربية نورالدين النوري ووزير التعليم العالي والبحث العلمي منذر بالعيد ووزير الشباب والرياضة الصادق المورالي ووزير تكنولوجيات الاتصال والمعلومات سفيان الهميسي.
وفي مستهل كلمته نقل رئيس الحكومة تحيّات سيادة رئيس الجمهوريّة وتثمينه لإنجازات هذا الشباب الواعد وعبّر عن الفخر والاعتزاز بتألّقهم وبكلّ مبادرة من شأنها أن تعرّف بقدرات شباب تونس الحقيقيّة.
وأشار إلى أهمية مثل هذه المناسبات التي تحتفي فيها الدولة بأبنائها وبناتها باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن والتي تعكس إيمان تونس الراسخ ورهانها الدائم على الذكاء التونسي وعلى مواردها البشرية النوعيّة، بما يحفّز على مزيد العمل والتشجيع على الاستثمار في الأنشطة الموجّهة إلى الشباب والإحاطة به، مردفا القول أنّ “الوطن يُبنى بسواعد أبنائه”، وما فوز هؤلاء الشباب بجدارة في عدد من المسابقات الدولية إلا تأكيدا على وعيهم وانخراطهم التّام في مشروع بناء تونس في إطار مقاربة شمولية ومنصفة تمنح لكلّ مواطن حقّه وفرصته.
وأكّد السيّد كمال المدوري أنّ الحكومة عازمة على الانخراط التام في مجتمع المعرفة وتركيز اقتصاد متماسك قائم على فسح المجال أمام الشباب لبعث المؤسسات الناشئة، وتقديم الدعم اللازم للاستثمار في إمكانيات شباب تونس بما يتطلّبه ذلك من تجديد لعروض التكوين، وتطوير المحتوى التعليمي، واعتماد بيداغوجيّات تعليمية حديثة، وتحسين ظروف الدّراسة والتعلّم وتعزيز آليات “الطّالب المبادر” وتسهيل الانخراط فيها.
ونوّه رئيس الحكومة بهذا الجيل الجديد من الشباب النّاشط خارج نطاق الأطر الكلاسيكيّة للشّغل في سياق عالميّ يبرز فيه المستقلّون (Freelancers) والرحّالة الرقميون (les nomades numériques) بالإضافة الى تطوّر آليات التسويق الرقمي، مشيرا في هذا الخصوص إلى العمل على تطوير استعمالات البطاقة التكنولوجية الدولية ودعم شبابنا في السوق الافتراضية العالمية عبر تطوير قانون الصرف، مؤكدا على التزام الدولة بتشجيع نظام ريادة الأعمال وذلك بإقرار صيغة جديدة لنظام المؤسّسات الناشئة (StartupAct 2.0).
كما أشار في نفس السياق إلى أنّ الحكومة ستطلق منصة “المبادر الذاتي” خلال الفترة القليلة القادمة لتمكين كل شاب تونسي يمارس بصفة فردية نشاطا في قطاعات الصناعة أو الصناعات التقليدية أو الحرف أو التجارة أو الخدمات من غير المهن التجارية والناشطين في القطاع الرقمي الإبداعي (FREELANCE) من الانخراط في النظام الجديد للباعثين الفردييّن.
وأعلن رئيس الحكومة أنّ مشروع قانون الماليّة لسنة 2025 سيتضمّن عدّة إجراءات ومراجعات تشريعيّة في مجال الاقتصاد الرقمي التي من شأنها أن تفتح مجالات أرحب للشباب المبادر على المستوى الوطني والدوليّ.
وتميّز هذا التكريم بحوار تفاعليّ مع الشباب للتعرّف على المجموعات المشاركة وعلى أهمّ المشاريع المتوّجة، كما مثّلت المناسبة فرصة للاستماع لمشاغل الشباب المبدع ومقترحاته وتوصياته.