باشر المدرب لسعد الدريدي مهامه على رأس الإطار الفني للنّادي الصفاقسي وسط أجواء مشحونة بغضب شديد يسيطر على الشارع الرياضي بعاصمة الجنوب. الدريدي عاد من جديد للإشراف على تدريب السّي آس آس حيث سبق له الإشراف على الحظوظ الفنّية للفريق لفترة قصيرة من يوم 12 نوفمبر 2017، إلى غاية يوم 19 فيفري 2018، عندما تمّ التّخلّي عنه وتعويضه بالمدرّب غازي الغرايري.
تعيين لسعد الدريدي خلفا للمدرب البرتغالي الكسندر سانتوس دون الكشف عن الأطراف المسؤولة عن هذه الصفقة، يطرح جملة من التساؤلات. ويؤكّد مرة أخرى بأنّ الهيئة المديرة أصبحت في قطيعة مع الأحباء، ذلك أن الدريدي قد سبق له الإساءة في تصريحاته للرئيس الراحل للنادي الصفاقسي المنصف خماخم إثر القطيعة التي حصلت بينه وبين السي آس آس. يذكر الجميع أن خماخم قد أدى بتصريح أشار فيه إلى أنّ قدوم لسعد الدريدي لتدريب النادي الصفاقسي وكيفية رحيله، كلّها قرارات حصلت بضغط من “جيش” الفايسبوك. يبدو أن الدريدي لم يستوعب ذلك الخطاب وقتئذ، مما دفعه إلى القيام بردّ إعلامي على هذه التصريحات أثارت حفيظة الأحباء. حصيلة الفريق مع الدريدي في تجربته الأولى كانت ضعيفة، ولم يدم بقاؤه على رأس الإطار الفني سوى 3 أشهر ونصف الشهر، ممّا يؤكد أنها تجربة فاشلة. فلماذا الإصرار على التعاقد معه رغم كل تلك “السوابق” السلبية بين الطرفين؟. لقد قال الدريدي إنّ ارتباطه مجدّدا بالنّادي الصفاقسي سيكون من خلال “عقد أهداف”. وتتمثّل الأهداف خاصّة في إنهاء الموسم الحالي 2024-2025 في مركز مؤهّل لإحدى المسابقتين القارّيتين للأندية، وبلوغ مرحلة متقدّمة ضمن مسابقة كأس تونس. وهو ما يعني غياب التتويجات في برنامج عودة الدريدي للإشراف على المقاليد الفنية للسي آس آس. مما فسح المجال أمام تعدّد الروايات في صفوف الأحباء، عن الدوافع الرئيسية وراء هذه العلاقة التعاقدية. وحسب آخر التسريبات من العائلة المقربة للهيئة المديرة للفريق، فإنّ الإعتماد على مدرب تونسي في ما تبقى من الموسم الرياضي الحالي، لن يكلّف خزينة الجمعية أموالا طائلة وخسائر مالية في الوقت الراهن، كما أنّ اللجوء لمدرب من خارج عاصمة الجنوب، يعتبر محاولة لفرض توصيات الهيئة المديرة للفريق، دون ردود فعل سلبية من طرف المدرب. المدرب لسعد الدريدي لن يكون تحت ضغط النتائج، وسيكون رجل المرحلة التي تستوجب شخصية كروية تنفذ أجندا الهيئة المديرة بعيدا عن “ضوضاء” الأحباء.
جعفر الخماري