حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، من أن الفرص المتاحة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران أصبحت “محدودة للغاية”، مشيرًا إلى أن فشل المفاوضات النووية قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية باتت “شبه محتومة”. وقال بارو في تصريحات صحفية، إن استمرار تعثر المفاوضات مع طهران يعقد الأوضاع في المنطقة بشكل كبير ويزيد من احتمال تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط.
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018، لم تحرز تقدمًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة. وقد حاولت القوى الكبرى، بما في ذلك فرنسا، إعادة إحياء الاتفاق عبر المفاوضات التي تمثل إطارًا أساسيًا للحد من الأنشطة النووية الإيرانية.
ودعا بارو جميع الأطراف إلى استغلال الفرص المتبقية لاستئناف الحوار مع إيران من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، محذرًا من أن الإخفاق في ذلك سيزيد من خطر التصعيد في المنطقة. كما شدد على ضرورة تبني حل دبلوماسي بدلًا من اللجوء إلى الخيار العسكري الذي قد يكون له عواقب كارثية على المستوى الإقليمي والدولي.
منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، تعثرت المفاوضات بشكل كبير. ومنذ ذلك الحين، تسعى القوى الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى منع إيران من المضي قدمًا في برنامجها النووي العسكري، بينما تسعى إيران إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
إيران من جانبها أكدت في أكثر من مناسبة أنها ملتزمة باتفاقات دولية، ولكنها في الوقت نفسه ترفض أي تعديلات على الاتفاق الأصلي. كما أن طهران بدأت في اتخاذ خطوات لتسريع تطوير برنامجها النووي، مما يزيد من قلق المجتمع الدولي.
في المقابل، تصاعدت التوترات في المنطقة بسبب الأنشطة الإيرانية في مجالات أخرى، مثل دعم الجماعات المسلحة في بعض الدول العربية، وهو ما جعل بعض الدول الغربية تعتبر أن التصعيد العسكري قد يكون خيارًا غير بعيد إذا فشلت الدبلوماسية في احتواء الأزمة.
من المتوقع أن تستمر الضغوط الدولية على إيران، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تتحول المنافسات السياسية إلى مواجهة عسكرية مباشرة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي قريب.
تحذيرٌ فرنسي لإيران: المواجهة العسكرية باتت “شبه محتومة”!
