16 أبريل، 2025
وطنية

السفير العُماني بتونس : علاقاتنا مع تونس نموذجية وتتجدد على ضوء رؤية عُمان 2040


أكد الدكتور هلال بن عبدالله السناني، سفير سلطنة عمان لدى الجمهورية التونسية، أن العلاقات العمانية التونسية التي انطلقت رسميًا قبل أكثر من 54 عامًا، تُعد نموذجًا في التعاون العربي الثنائي، لما تتسم به من متانة ورسوخ وعمق تاريخي وتوافق في التوجهات والرؤى بين قيادتي البلدين، مدفوعة بتوجهات رؤية عُمان 2040  الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع ومنفتح على التجارب الإقليمية والدولية .

وأضاف السناني في حوار خاص مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، بمناسبة مرور الذكرى ال54 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أن المرحلة الراهنة تشهد ديناميكية جديدة لهذه العلاقات مدفوعة بتوجهات رؤية عُمان 2040 التي ” أطلقها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق”.

وأكد في السياق ذاته، أن مرور هذه الذكرى يُمثّل مناسبة لاستحضار المحطات الهامة التي ميّزت هذا المسا ر و أن التعاون بين السلطنة والجمهورية التونسية تعزز من خلال توقيع أكثر من 44 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية تشمل مجالات متنوعة كالتعليم والثقافة والإعلام، والاستثمار والصحة والطاقة وغيرها.

وشدد السفير السناني على أن مسار العلاقات الثنائية شهد عبر العقود محطات بارزة ترسخت متانته، حيث تم تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، والانعقاد المنتظم للجنة العمانية التونسية المشتركة، مضيفا أن القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين والقيادتين ساعدت على الحفاظ على وتيرة متصاعدة من التنسيق والتفاهم في القضايا الإقليمية والدولية.

وأوضح أن ”سلطنة عُمان، ومنذ انطلاق “تنفيذ رؤية عُمان 2040 ” إشراف مباشر من صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق تعمل على بناء شراكات استراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة، مستلهمةً من التجارب الناجحة، من ضمنها التجربة التنموية التونسية”.

وأبرز أن هذه الرؤية تركز على التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي والاستثمار في المعرفة والطاقة المتجددة، مما يفتح آفاقًا واسعة للتعاون مع تونس في هذه المجالات.

وحول الإطار القانوني المنظّم للعلاقات بين البلدين، أفاد السفير بوجود أكثر من 44 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي تغطي مجالات واسعة مثل الثقافة، التربية، الإعلام، الصحة، السياحة، الاستثمار، وتجنب الازدواج الضريبي، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ لتفعيل العديد من هذه الاتفاقيات وتحديث بعضها بما يواكب التوجهات الجديدة لدى الطرفين.

وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، كشف سفير سلطنة عمان بتونس أن السلطنة تسعى إلى تنشيط المبادلات التجارية مع تونس، حيث تم مؤخرًا تنظيم زيارة وفد من رجال الأعمال العمانيين من غرفة تجارة وصناعة عمان – فرع محافظة الداخلية، خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 26 جانفي 2025، تخللتها لقاءات مع نظرائهم التونسيين وتوقيع اتفاقيات في مجالات متعددة،

وأكد الدكتور هلال بن عبد الله السناني أن السفارة العمانية في تونس تعمل على فتح مزيد من قنوات التواصل بين رجال الأعمال وتشجيع إقامة شراكات مباشرة، بما ينعكس إيجابًا على التبادل التجاري الذي لا يزال دون الطموحات.

وفي ملف الطاقة المتجددة، أشار الدبلوماسي العماني إلى أن اللجنة العمانية التونسية المشتركة التي عقدت في مسقط بتاريخ 31 جانفي 2024، أكدت ضرورة تعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة، من خلال تبادل الخبرات، وتنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية مشتركة. كما كشف عن زيارة وفد من الشركة التونسية للكهرباء والغاز الدولية للخدمات إلى سلطنة عمان مؤخرا، أسفرت عن توقيع اتفاقية تعاون مع “اتحاد أنوار المجد” العماني في جانفي 2025، مما يعكس الاهتمام المشترك بالانتقال نحو اقتصاد مستدام.

وفي الجانب الثقافي والفني، أوضح السناني أن العلاقات العمانية التونسية شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، من خلال مشاركة فرق فنية عمانية في مناسبات تونسية والعكس بالعكس، مؤكدًا أن سلطنة عمان تستعد للمشاركة في مهرجان قرطاج الدولي 2025، إلى جانب مشاريع مشتركة في المسرح، الفن التشكيلي، والرياضة.

وأشار كذلك إلى مشروع ترميم معالم أثرية تونسية بمشاركة خبراء عمانيين، في إطار إيمان البلدين بأهمية الحفاظ على الإرث الثقافي.

أما عن التعاون الأكاديمي والعلمي، فقد أشار إلى أن الجامعات التونسية تستقطب سنويًا عددًا متزايدًا من الطلبة العمانيين، خاصة في مراحل الدراسات العليا، موضحًا أن السفارة تعمل على زيادة فرص التعاون عبر برامج المنح والتوأمة بين الجامعات، إضافة إلى تفعيل الشراكات في مجالات البحث العلمي، الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة.

وثمّن سفير سلطنة عمان بتونس الدور الفاعل الذي تقوم به الجالية التونسية في السلطنة، معتبرًا أنها جزء لا يتجزأ من النسيج العماني، حيث يساهم العديد من أفرادها في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والاستثمار، مشيرًا إلى التأثير الثقافي التونسي الإيجابي، حيث أصبحت رموز من التراث التونسي معروفة في الأسواق العمانية.

وفي الشأن السياسي والدولي، شدد سفير سلطنة عمان بتونس على تطابق وجهات النظر بين عمان وتونس حيال العديد من القضايا الإقليمية، مشيرًا إلى مواقف البلدين الداعمة للسلام والاستقرار، وإلى التنسيق المستمر بخصوص القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن وزارتي خارجية البلدين لم تتوقفا عن التعبير عن تضامنهما مع الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

Related posts

الإعلان عن موعد انطلاق تسجيل الأطفال بالمراكز الجهوية للإعلامية (الروزنامة)

سنية خميسي

العاصمة: تفكيك شبكة مختصة في تهريب المواد المخدرة وحجز 5 صفائح من “الزطلة”

Na Da

وفاة شاب بطلق ناري بساحة الباساج: مصدر من الديوانة يؤكد الاحتفاظ بكافة أعوان الدورية

yosra Hattab

Leave a Comment