بعد عشر سنوات من الإغلاق، يعود المسبح البلدي بزغوان ليُفتح من جديد، لا كمجرد منشأة رياضية، بل كفضاء نابض بالحياة، يعانق السباحة والاستجمام، ويحتفي بالأفراح والمناسبات. الحدث ليس مجرد إعادة تشغيل لمرفق عمومي، بل هو استعادة لجزء من ذاكرة المدينة، وعودة لنبض اجتماعي ظل غائبًا لعقد كامل.
عقد من الغياب… ماذا حدث؟
في عام 2015، أُغلق المسبح البلدي بزغوان لأسباب تراوحت بين الصيانة المتعثرة، ونقص التمويل، وتراجع الاهتمام بالمرافق الرياضية المحلية. ومع مرور السنوات، تحوّل المسبح إلى مساحة مهجورة، تكسوها الأعشاب وتغيب عنها الضحكات. أبناء المدينة الذين تربّوا على ذكريات الصيف في هذا المكان، وجدوا أنفسهم محرومين من متنفسهم الطبيعي، فيما غابت الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي كانت تُقام فيه.
جهود الإحياء… بين المبادرة والتمويل
إعادة فتح المسبح لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة جهود متواصلة من المجتمع المدني، والسلطات المحلية، وعدد من الفاعلين الذين آمنوا بأن للمكان قيمة تتجاوز الجدران والمياه.
تم تخصيص ميزانية لإعادة التهيئة، شملت إصلاح البنية التحتية، وتجديد أنظمة التصفية، وتحديث المرافق الصحية، مع الحرص على توفير فضاءات متعددة تلائم مختلف الأعمار والأنشطة.
و ما يميز النسخة الجديدة من المسبح البلدي بزغوان هو تعدد وظائفه. فإلى جانب السباحة، أصبح المكان يحتضن حفلات الزفاف، وأعياد الميلاد، والمناسبات العائلية، وحتى الأنشطة الثقافية والفنية ، حيث تم تصميم فضاءات خضراء ومناطق للجلوس، مع إضافة خدمات مثل المقاهي والمطاعم الصغيرة، مما جعله وجهة متكاملة للترفيه والاستجمام.
فرحة الأهالي… وعودة الروح للمدينة
افتتاح المسبح أعاد البهجة إلى وجوه سكان زغوان، خاصة الأطفال والشباب الذين وجدوا فيه متنفسًا صيفيًا آمنًا وممتعًا.
كما عبّر العديد من الأهالي عن سعادتهم بعودة هذا الفضاء، معتبرين أن الأمر يتجاوز الترفيه ليصل إلى تعزيز الروابط الاجتماعية، وتنشيط الحركة الاقتصادية المحلية، وخلق فرص عمل جديدة.
و إن المرحلة القادمة تتطلب وعيًا جماعيًا للحفاظ على هذا المكسب. فالمسبح البلدي ليس فقط مسؤولية السلطات، بل هو ملك جماعي يجب صونه، وتطويره، والاستثمار فيه.
كما يُنتظر من الجهات المعنية تنظيم برامج رياضية وتربوية، وتوفير دورات تدريبية في السباحة، لجعل المكان مركزًا للتكوين والتأهيل، إلى جانب الترفيه.
