وسط اشادة بقيمة التعاون المشترك نظمت سفارة دولة قطر بتونس يوم الاحد 14 ديسمبر 2025، حفل استقبال بهيج بمناسبة الذكرى السنوية لليوم الوطني لدولة قطر الموافق لـ 18 ديسمبر من كل عام.وشهد الحفل حضورا مميزا من الشخصيات عامة ووجوه سياسية وثقافية وإعلامية وسفراء ودبلوماسيين لدول عربية وغربية مقيمين بتونس كما حضر الاحتفال السيد إبراهيم بودربالة رئيس مجلس نواب الشعب والسيد عماد الدربالي رئيس المجلس الوطني للجهات والاقاليم وحضر وزير الداخلية السيد خالد النوري كممثل رسمي للحكومة التونسية في الاحتفال الى جانب كل من وزير الاقتصاد والتخطيط السيد سمير عبد الحفيظ ووزير الصحة السيد مصطفى الفرجاني والسيد وليد الحجام مستشار رئيس الجمهورية وعدد من نواب الشعب في الغرفتين التشريعيتين ولفيف من رجال الاعلام والفن والثقافة وحشد من رجال الاعمال ورجال المال والاقتصاد ونجوم المجتمع التونسي.سعادة السفير زايد بن سعيد الخيارين : قطر وتونس علاقة أخوة متنها التاريخ المشترك وزاد في قوتها التعاون الدائموفي كلمته في افتتاح الاحتفال أكد سعادة السفير زايد بن سعيد الخيارين سفير دولة قطر لدى الجمهورية التونسية ان احتفال هذا العام ينتظم تحت شعار “بكم تعلو ومنكم تنتظر” الذي يحمل اقتباسا ملهما لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، “بكم تعلو ومنكم تنتظر”، ليمثل دعوة متجددة لمواصلة مسيرة البناء والعطاء، انطلاقا من قناعة راسخة بأن بناء الوطن يتلازم مع بناء الإنسان، وأن ازدهار البلاد يتحقق بإخلاص أبنائها وتفانيهم في خدمة مجتمعهم.كما أكد سعادة سفير دولة قطر لدى الجمهورية التونسية زايد بن سعيد الخيارين على متانة العلاقات القطرية التونسية مشيرا الى انها تمثل نموذجًا راسخًا للأخوة الصادقة والاحترام المتبادل، مشددًا على أنها علاقات استراتيجية لم تُبنَ على المصالح الظرفية، بل على قيم إنسانية ومصير مشترك يجمع الشعبين الشقيقين. وأوضح أن العلاقات الثنائية تُرجمت إلى أكثر من 80 اتفاقية رسمية أسهمت في الوصول بالعلاقات في كل المجالات بين البلدين الى اعلى المستويات كما ان دولة قطر فتحت احضانها بكل حب للتونسيين للإقامة والعمل بين ظهرانيها ليصل الحضور الشعبي التونسي هناك الى مستوى لافت يتمثل في وجود أكثر من 50 ألف تونسي يعملون ويقيمون في دولة قطر، ما يعكس الثقة المتبادلة والمكانة المميزة التي يحظى بها الشعب التونسي في المجتمع القطري. وأشار سعادة السفير القطري إلى أن هذه العلاقات شهدت تطورًا ملحوظًا بين البلدين، لتشمل مجالات الاستثمار والتنمية والتعليم والثقافة، في إطار رؤية مشتركة لبناء مستقبل أفضل للبلدين.وجدد سعادة السفير زايد بن سعيد الخيارين التأكيد على موقف دولة قطر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كما رحّب باعتماد إعلان نيويورك بشأن التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين، مثمنًا موجة الاعتراف الدولي المتزايدة بدولة فلسطين من قبل أكثر من 150 دولة، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعمة لحقها في العضوية الكاملة. وأكد أن القضية الفلسطينية تظل معيارًا أساسيًا لقياس عدالة النظام الدولي ومدى التزامه بمبادئ القانون الدولي والشرعية. وأكد أن الوساطة القطرية خلال العدوان على قطاع غزة تظل من أبرز الملفات التي تبذل فيها الدوحة جهودًا مكثفة، بالتعاون مع شركائها، وعلى رأسهم مصر والولايات المتحدة الأمريكية، للدفع نحو تثبيت الهدنة والانتقال إلى مراحل تضمن وقفًا دائمًا للحرب.وفي ختام كلمته، ثمن سعادة السفير زايد بن سعيد الخيارين روح التعاون والحرص المشترك على إنجاح مختلف المبادرات بين البلدين. وزير الداخلية: قطر شريك استثماري رئيسي في بلادنامن جانبه تحدث السيد خالد النّوري وزير الداخليّة خلال كلمته بمناسبة مشاركة الحكومة التونسية دولة قطر احتفالها بعيدها الوطني عن متانة العلاقات الأخوية بين تونس وقطر، القائمة على قواسم تاريخية مشتركة، وما تشهده من تطور إيجابي في التعاون الثنائي، تجسّد في تكثيف الزيارات واللقاءات الرسمية. وأشار الوزير إلى زيارة وزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي إلى الدوحة في ماي 2025، وما عكسته من إرادة مشتركة لتعزيز التعاون وتوسيع آفاقه بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. كما أبرز السيد خالد النوري المكانة الهامة التي تحتلها قطر على خريطة الاستثمارات في تونس مشيدا بقوة التعاون الاستثماري بين البلدين الذي شمل كل المجالات خاصة في قطاعات حيوية كالفلاحة والسياحة والطاقة والبنوك والاتصالات، مؤكداً انفتاح تونس على مزيد استقطاب الاستثمارات القطرية، وتوفير التسهيلات اللازمة لضمان نجاح المشاريع، مع التعويل على دور القطاع الخاص في تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية. كما ثمّن الوزير دعم دولة قطر لتونس، ومساهماتها في مشاريع ذات أولوية اجتماعية وتنموية، وأشاد بالتعاون الفني وتبادل الخبرات، وباهتمام قطر بالجالية التونسية المقيمة على أراضيها.وفي الشأن الإقليمي، أكد خالد النّوري ضرورة تنسيق المواقف لمواجهة التحديات الراهنة، مثمّناً جهود قطر في وقف العدوان على غزة، ومجدداً دعم تونس الثابت وغير المشروط للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مع التأكيد على رفض أي مساس بأمن واستقرار دولة قطر.
