صنفت منظمة “مروال ولدلايف” الأنجليزية، المتخصصة في التنوع البيولوجي، الحديقة الوطنية بدغومس من ولاية توزر، الثانية عالميا من حيث التنوع البيولوجي الصحراوي، وذلك لما تحتويه من ثراء ومخزون حيواني ونباتي هام تمت المحافظة عليه خاصة بعد أن تعززت بمشروع النهوض بالسياحة الايكولوجية ودعم التنوع البيولوجي الصحراوي الذي يشهد تقدما ملحوظا والذي يتم تمويله عن طريق البنك الدولي لفائدة ثلاث حدائق وطنية دغومس من ولاية توزر و جبيل بولاية قبلي و وبوهدمة من ولاية سيدي بوزيد بقيمة تقدر بحوالي 30 مليار وقد انتهت الأشغال التي تم نموبلها في القسط الأول وتهم البنية التحتية المتضمنة لصيانة المتحف البيئي وفتح المسالك وتهيئتها وصيانة البحيرة الجبلية وتزويد المتحف والبوابات الثلاث للحديقة بالطاقة الشمسية وكذلك تهيئة المسلك الرابط بين دغومس الحديقة على مسافة 12 كلم
مقومات إيكولوجية نادرة تنتظر التثمين والدعم لتشع وطنيا و عالميا
تقع الحديقة الوطنية بدغومس على بعد 35 كلم من معتمدية دقاش على الضفاف الشمالية لشط الجريد و تحتوي على خصائص ثرية ومتنوعة على غرار العديد من الحيونات النادرة التي تعيش فيها، كما تتمير بمخزونها النباتي والحيواني وهي محضنة فريدة من نوعها لكن في حاجة إلى التثمين والدعم حتى تشع وطنيا و عالميا.
و حديقة دغومس ذات التنوع الإيكولوجي الخاص تتميز بثلاث منظومات بيئية وهي المنطقة الجبلية على مساحة 3800 هكتارا و السهول 3 آلاف هكتار إلى جانب المساحة المنخفضة المالحة 1200 هكتارا و تحتوي على أكثر من 200 نوع نباتي نادر من بينها الطلح والرتم والعلقة والجداري والشبرق الأصفر والشقارة العفينة والأزهار البنفسجي.
كما تمت إعادة توطين عدد من الحيوانات حيث تم الانطلاق منذ سنة 2004 في إعادة توطين حيوان “مها أبو حراب” بحوالي 24 رأس ليتكاثر و يفوق 100 رأس و “غزال الدوركاس ” الذي حل بالمحمية سنة 2006 في المقابل انطلقت التجربة مع” طائر النعام ذو العنق الأحمر” سنة 2012 ، مع تواجد عدة حيوانات أخرى تتأقلم مع طبيعة الحديقة على غرار الأرو و ابن أوى و الضربان
و الهدف من إحداث الحديقة هو حماية مختلف أصناف النباتات المحلية التابعة للضفة الشمالية لشط الجريد والأصناف النادرة مثل نبات الطلح و تدعيم السياحة الايكولوجية بالمنطقة و المحافظة على حيوانات نادرة في طريقها إلى الانقراض.
وإلى جانب المخزون النباتي والحيواني تحتضن الحديقة متحفا تم احداثه سنة 2017 ويعد نقطة إشعاع و تحسيس خاصة لدى الأطفال قصد ترسيخ قيم المحافظة على البيئة
وتبقى مشكلة الزبارة والولوج الي الحديقة صعبا إلا بترخيص من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية مما يستوجب تنقيحا في التشريعات و القوانين.
وبما ان الحديقة تشقها عدة أودية فقد تم استغلال إحداها لإنشاء بحيرة جبلية تسع أكثر من 50 الف متر مكعب من المياه مستغلة وتساهم في توفير جزء هام من مياه الشراب للحيوانات و تعهد الغراسات الحديثة بالري أما الجزء الآخر فيقع توفيره بواسطة صهريج مجرور.
