يوافق اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024 الذكرى الثانية والسبعين لاغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد، أحد أبرز رموز حركة الاستقلال في تونس.
واشتهر الشهيد بنضاله السياسي والنقابي وتبنيه الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، خاصة بعد اعتقال أغلب الزعماء السياسيين التونسيين سنة 1952.
ولد فرحات حشاد في 2 فيفري 1914 بجزيرة قرقنة التابعة لولاية صفاقس، ونشأ في أسرة بسيطة عانت من تداعيات الاستعمار والحرب العالمية الأولى. كان والده بحارًا، وتمكن حشاد من إتمام تعليمه الابتدائي في المدرسة الفرنسية وحصل على الشهادة الابتدائية وهو في الخامسة عشرة من عمره.
وبدأ حشاد حياته المهنية في شركة النقل بالساحل حيث ترأس نقابة العمال هناك، و عُرف بوعيه الثقافي والسياسي واهتمامه بفنون الخطابة والإقناع، ما ساهم في بلورة رؤيته النقابية ودعمه لتحرر العمل النقابي من التبعية للاستعمار.
وفي عام 1946، أسس فرحات حشاد الاتحاد العام التونسي للشغل، وكان أول اتحاد نقابي عمالي في إفريقيا والمنطقة العربية، ليدافع عن حقوق العمال ويصبح أول أمين عام للاتحاد.
وتبنى الزعيم الكفاح المسلح لتحرير تونس بعد اعتقال أغلب القيادات السياسية، وقاد سلسلة من العمليات المناهضة للاستعمار الفرنسي، إلى أن اغتيل غدرًا يوم 5 ديسمبر 1952 في حادثة لم تكشف تفاصيلها الدقيقة حتى اليوم، حيث عُثر على جثمانه في منطقة نعسان قرب رادس، وعلى جسده آثار طلق ناري في الرأس ووابل من الرصاص حيث كان عمره آنذاك 38 عاما فحسب.
وفي بيان أصدره الاتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة الذكرى، جاء فيه: “تمرّ الذكرى الثانية والسبعون على الاغتيال الغادر للزعيم الوطني والنقابي الشهيد فرحات حشاد في 5 ديسمبر 1952 على أيدي الاستعمار الفرنسي، وهي مناسبة متجددة نعبّر فيها عن إجلالنا لروح هذا الزعيم الخالد وعن اعتزازنا بأن نكون من أحفاد موحد الحركة النقابية التونسية وملهم العمال بالفكر والساعد”.
ويظل فرحات حشاد رمزا خالدا للكفاح الوطني والنقابي في تونس، وشخصية ألهمت أجيالًا من المناضلين من أجل الحرية والكرامة.
