أكد رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل معز الشريف في تصريح لـ “24/24” أن ظاهرة تشغيل الأطفال واستغلالهم ليست حكرا على تونس فقط بل هي موجودة في كامل العالم معتبرا ان العدد كبير في تونس رغم وجود تشريعات تنص على حماية الطفل، منتقدا تعاطي السلطات المعنية مع ملف الطفولة والذي أصبح خارج اهتمامات الفاعلين في البلاد وفق تعبيره.
واضاف محدثنا ان الدولة في هذا المجال لم تتخذ أي قرار ردعي لمستغلي الأطفال “هناك تواطئ من طرف المسؤولين في التعامل مع هذه الوضعية خاصة وان شريحة الأطفال لا تملك الإمكانيات للتعبير”.
وتابع محدثنا ان الطفل في تونس رهين قرارات السلطة التنفيذية الغائبة حيث انها منشغلة على الكم الهائل من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ووضعية الأطفال ليست من اولويتها.
وقال رئيس الجمعية ان هناك حوالي مليون طفل انقطعوا عن الدراسة في سن مبكرة خلال العشر سنوات الماضية منبها من استغلال الأطفال في المجال الفلاحي خاصة من خلال توزيع المبيدات في الحقول وهو ما يضر بصحتهم ناهيكا عن استغلال الاطفال وسط مؤسسات قانونية وهو ما يجعلنا نتساءل عن اليات الرقابة المطبقة من قبل الدولة وفق تعبيره.
وافاد الشريف ان الأطفال أصبحوا يلقون بأنفسهم في البحر طمعا في الوصول إلى إيطاليا، كاشفا أن عدد الأطفال الذين وصلوا إيطاليا سنة 2022 وفق إحصائيات إيطالية بلغ أكثر من 2800 طفلا .
كما أشار إلى تشغيل الأطفال في مجال التهريب خاصة في المناطق الداخلية منددا أيضا باستغلال الأطفال اقتصاديا وجنسيا واستدراجهم نحو الشبكات الإجرامية المنظمة، في ظل غياب أي رؤية استشرافية ومستقبلية لوضع الطفولة في تونس.
ويكمن الحل وفق محدثنا في المؤسسة التربوية التي تلعب دورا محوريا في حماية الأطفال معتبرا أن كل الاليات التي وضعتها الدولة لرصد الأطفال في وضعية تهديد فاشلة ولا تقوم بدورها في حماية الأطفال.
