انطلق بمنطقة وشتاتة موسم جني “الكريمة” وسط توقعات بتراجع الإنتاج بنسبة 20 % وتقلص جودة المحصول بسبب الحرائق الأخيرة ونقص مياه الري.
وأشار محمد علي الدلاعي مدير مجمع التنمية بوشتاتة إلى أن شجرة الكريمة أو ” الكاكي ” تعتبر من الأشجار ذات الأصول اليابانية والتي تمتاز بمذاقها الحلو ويتركز نشاط غراستها بولاية باجة بالأساس على منطقة وشتاتة ذات المناخ الرطب حيث انطلق تعاطي هذا النشاط الفلاحي منذ سنة 1943 ضمن مستغلات عائلية صغيرة جدا ليتطور شيئا فشيئا ويصبح بعد ذلك أحد أهم التقاليد الفلاحية التي تعرف بها المنطقة وذلك بالتزامن مع تطور البحث العلمي الذي أضاف الكثير إلى هذه النبتة من حيث التعريف بمزاياها الغذائية والطبية ومجالات استعمالاتها وبين أنه ونتيجة للعوامل المناخية غير الملائمة التي شهدتها المنطقة وخاصة على مستوى تقلص كميات الأمطار السنوية والارتفاع القياسي لدرجات الحرارة خلال الصائفة الماضية وما شهدته المنطقة من حرائق تسببت في إتلاف مساحات هامة من أشجار ” الكريمة ” والتي قاربت 3 هكتارات وهي مساحات تعتبر هامة جدا باعتبار وأن تعاطي هذا النشاط الفلاحي يتم داخل مستغلات فلاحية محدودة وأكد أن صابة الموسم الحالي ستعرف تراجعا بما يقارب 20 % وسينحصر الإنتاج خلال الموسم الحالي في حدود 320 طن مقابل 400 طن خلال الموسم الماضي وهو راجع إلى عدة عوامل أهمها الحرائق التي شهدتها المنطقة خلال الصائفة المنقضية وتأثر بقية الأشجار والمساحات بألسنة اللهب وتعطب محطة الضخ الرئيسية لمياه الري بالمنطقة والارتفاع القياسي لدرجات الحرارة وبين أنه يجرى حاليا التفكير في إعادة توفير مشاتل من ” الكريمة ” وإعادة تجديد المساحات التي أتلفتها كليا الحرائق وأضاف أن التوجه الحالي يهدف إلى تطوير البحث العلمي في هذا المجال وتحديد أصناف ” الكريمة ” والحصول على التسمية المثبتة للأصل على غرار رمان تستور وزيت زيتون تبرسق و” كرموس ” دجبة مما سيمكن من فتح الأبواب أمام الاستثمار في هذا النشاط الفلاحي وبعث مشاريع تحويلية ذات قيمة مضافة وتشجيع الفلاحين على توسعة المساحات وترويج منتوجهم والنفاذ إلى الأسواق الداخلية والمحافظة على خصوصية المهرجان السنوي للـ ” الكريمة ” الذي يميز المنطقة
