18.7 C
تونس
18 أبريل، 2024
حوارات سياسة

سميرة الشواشي : ” نحن لا نخاف على العريض لأنه رجل مر بمحن كثيرة ولكننا نخاف على تونس “

خيّمت نتائج الانتخابات التشريعية على المشهد السياسي في تونس، حيث تضاربت أوصاف الجهات السياسية والإعلامية للمشهد و اختلفت ردود الأفعال حول هذا المسار برمته، مع اختلاف الرؤى  في تشخيص نتيجة الانتخابات التشريعية التي أُجريت  مؤخرا و التي نُعتت بالهزيلة و ربما الأضعف في تاريخ البلاد التونسية على الاطلاق.. حول هذه المواضيع و غيرها تحدثت القيادية بـ ” جبهة الخلاص الوطني ” سميرة الشواشي :

قراءتك لنتائج الانتخابات التشريعية؟

هذه مسرحية سُميت بانتخابات، جميعنا يعلم أن هذا المسار سيؤول الى نهاية تعيسة، لأنها تقوم على مرسوم انتخابي، أعده الفرد الواحد وفي  اطار مسار باطل من أساسه، مسار فاقد لكل ضوابط الشفافية مما أدى بكل الأحزاب و القوى الديمقراطية الى مقاطعته، و بالتالي الشعب التونسي فهم أنها انتخابات صورية لن تلبي لا حاجياته الاقتصادية و لا الاجتماعية، فكان الزلزال تحت عنوان “سحب الوكالة” من رئيس الجمهورية قيس سعيد، مما أنتج هذه الفضيحة الانتخابية بمباركة هيئة بوعسكر ، و التي أصر على تسميتها كذلك لأنها ليست بهيئة مستقلة و لا عُليا و لا علاقة لها بالشفافية، سيذكرها التاريخ كأسوأ ذكر في أسفل السافلين، لما قامت به من تدليس و مغالطة، و نتيجة الانتخابات التشريعية 17 ديسمبر 2022 دليل على فشلها و فقدانها لماء الوجه.

عبرتم عن مؤاخذات حول إيقاف العريض في هذا التوقيت بالذات؟

هذه حركة يائسة من سلطة الانقلاب والجميع يعلم أن إيقاف نائب رئيس حركة النهضة علي العريض هي ردة فعل متوقعة من رئيس الجمهورية قيس سعيد حتى يُخفي و يغطي  هذا الفشل الذريع ، هو استهدف عنوان كبير في الساحة السياسية و رئيس حكومة أسبق، و نائب رئيس أكبر حركة سياسية اليوم و غدا في تونس ،و أحد مكونات “جبهة الخلاص الوطني ” القوة المعارضة الأولى في تونس بعد “الانقلاب” ، رئيس الجمهورية يسعى جاهدا الى إخفاء فضيحة الانتخابات من جهة أخرى يعمل على ترهيب بقية المعارضين من خلال هذا الإيقاف ، الخطر المزعوم الذي يمثله المتهم وبقية شروط الإيقاف التحفظي غير متوفرة وبالتالي الملف مفبرك والهدف توجيه الرأي العام ،لكن الرسالة التي نوجهها و نحن على يقين من ذلك ان ما تفعله سلطة “الانقلاب” و أذرعها لن يزيدنا الا إصرار و ثبات على الموقف ، و كلما زاد في توجيه ردود أفعال انتقامية نحونا كلما ازداد اصرارنا على مطالبته بالرحيل ، كل ما يفعله لن يوقف العد التنازلي لرحيله بالطرق السلمية، لم يبقى له ما يُضيف هو عاجز تماما بعد مقاطعة 92% من التونسيين لمساره، خلاصة القول نحن لا نخاف على لعريض لأنه رجل مر بمحن كثيرة قبل ذلك، ولكننا نخاف على تونس.

يرى البعض أنكم تصرون على افشال مسار قادر ان ينجح؟

قيس سعيد أصبح هو الاشكال الحقيقي في البلاد التونسية ، و برحيله سنعمل على لملمة شتاتنا الذي عمل طيلة فترة حكمه على تكريسه من خلال خطابات التفرقة التي ارهق بها عموم المواطنين ، لم ينجح مساره و هذا واضح وضوح الشمس ، الرئيس فشل في التعاقد مع صندوق النقد الدولي من أجل تحقيق الحد الأدنى من قوت التونسيين و جعل من البلاد رهينة و عاجزة أمام تسديد ديونها الخارجية المُطالبة بتوفيرها خلال شهر جانفي 2023، نحن أما كارثة حقيقية من صنع سعيد الا و هي انطلاق المواجهات بين الأهالي في الجهات حول الفوز بمقاعد في المجلس النيابي القادم ، مشاكل العروشية و النعارات الجهوية عادت من جديد و ستكون تأثيراتها سلبية في قادم الأيام.

بعد مُطالبة المنظمات الدولية رئيس الجمهورية بإطلاق حوار ..هل سيصغي رئيس الجمهورية الى هذه الدعوات ؟

رئيس الجمهورية لا يعترف بالحوار، منذ انطلاق مدته بالرئاسية سنة 2019 كان في قطيعة مع الجميع مع مجلس النواب، مع الأحزاب ، حتى مع رؤساء الحكومات الذين عينهم هو بنفسه، و الغريب في الأمر يختارهم و يعينهم و من ثمة فجأة ينقلب الى معارض لهم، هذا الشخص لا يؤمن الا بخطبه الرنانة الجوفاء لا معنى له و لا يتم تطبيقه في الواقع.  من المستحيل ان يدعو قيس سعيد الى حوار و الحل اليوم في رحيله ، لا يمكن ان يكون في أي حال من الأحوال هو طرف في الحوار.

ماهي أولويات “جبهة الخلاص الوطني” اليوم؟

سنعمل على توحيد الصفوف في المعارضة لأن هدفنا واحد و هو هذا الخطر الذي أصبح يتهدد عموم التونسيات و التونسيين، سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا، يجب ان نمر الى حكومة تنقض ما يُمكن إنقاذه من البلاد عبر تفويض شخصية وطنية تقود هذه المرحلة لمدة محددة.

كيف تتحدثون باسم الشعب وهو يرفضكم أيضا؟

نحن نعي جيدا ما يمر به الشعب التونسي بمختلف مكوناته بحالة من الإحباط ولامبالاة، وأصبح جزءا كبيرا منه يرفض السياسة والسياسيين، ولكن هذا الرفض لا يمكن معالجته الا بانتخابات شفافة ونزيهة تشرف عليها هيئة مستقلة حقيقة، و يكون هناك بالتوازي عمل دؤوب على تحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، مع اختيار شخصية وطنية مشهود لها بالكفاءة و نظافة اليد شرط ان يتم الاجماع حولها و اقترحنا ان يكون قاض سام يقود هذه المرحلة بكل حياد.

ما هي حلولكم الاقتصادية للشعب التونسي؟

التونسي بدأ يقتنع ان خيمة الديمقراطية هي التي نجد في داخلها الحلول، نعم للنقد، و لكن لا يعني ذلك ان نتخلص منها ، و خير دليل على ذلك فشل سلطة الفرد الواحد في إدارة دواليب الدولة لمدة ثلاث سنوات و نيف، لا بد من تقديم المصلحة الوطنية و الشعبية عن أي مصلحة أخرى مهما كان شأنها.

خطواتكم في الأيام القادمة ؟

سنواصل الالتحام بالمواطنين و بالناس في الجهات ،لن نيأس من الدفع بالطبقة السياسية نحو الوحدة من أجل نيل المبتغى الأول و الرئيسي و هو رحيل قيس سعيد و انقاذ تونس .

يسرى حطاب

Related posts

“أنا يقظ” : “هيئة الانتخابات أصبحت خطرا محدقا على الديمقراطية”

هادية الشاهد

الخميري : “انتخابات 17 ديسمبر ستكون “مهزلة” ” (فيديو)

yosra Hattab

عماد الخميري: “مصير ملف الجبالي سيكون الفشل مثل ملف البحيري”

root

Leave a Comment