16.4 C
تونس
18 ديسمبر، 2024
حوارات

عصام الشابي : “مبادرة اتحاد الشغل في اقتصارها على منظمات المجتمع المدني ستكون منقوصة و بلا حلول”

حاورته يسرى حطاب

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، مؤخرا أنه سيتقدم بمبادرة لإنقاذ البلاد من الانهيار مع مكونات المجتمع المدني بعيدا عن التجاذبات السياسية، حول هذه المستجدات و غيرها كان لـ24/24 اللقاء التالي مع أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي:

موقفكم من مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل لحوار وطني يستثني الأحزاب السياسية مبدئيا؟

كل مبادرة للبحث من أجل حل الأزمة التي طالت وأصبحت تُهدد بشكل مباشر استقرار البلاد وتُنذر بانهيار الدولة نُحيها، وهذا دليل على أن المنظمة الشغيلة صُحبة المنظمات التي معها، انتقلوا من الحديث عن المبادرة الى ضرورة التشاور حولها وأصبحوا يعوا جيدا خطورة المرحلة، لكن نُنبه الى أن أي مبادرة مهما كان حجمها لإرساء حوار وطني حول ما تمر به بلادنا، اذ لم تعمل على تشريك كل الطيف السياسي والمدني من البداية الى النهاية ستكون الحلول عرجاء و منقوصة و لن تقدر على حلحلة الأوضاع ، بلادنا في حالة استثنائي و لم يعد لها أي مُتسع لمزيد اهدار الوقت.

منطلق البحث عن حل و الحديث عن حوار لا بد أن يكون جامعا و تشاركيا، و نحن منذ البداية  ما نُعيبه على رئيس الجمهورية قيس سعيد، أنه رفض الحوار مع الجميع مع محاولاته في اقصاء الأحزاب و تغييب دورها في الحياة السياسية، و نؤكد أنه لا يُمكن استعادة الديمقراطية، و لا أن تستعيد الحياة السياسية وضعها الطبيعي ،و  لا يمكن بأية حال من الأحوال بلوغ مخرج دون مشاركة كل الأحزاب التي تقبل الحوار ،باعتبارها أطراف أساسية في عملية التوصل الى حل لهذه الأزمة، و بالتالي أُحي هذه المُبادرة في مطلقها  و لكن لا أرى ان عملية البحث بشكل منفرد ستجدي نفعا خاصة بإقصاء الاحزاب و تقليص حجمها.

هل تعتبر ان هذه المبادرة غير قادرة على حل الأزمة ؟

اذا كانت هذه المبادرة ستقتصر على منظمات المجتمع المدني فستكون منقوصة و لا يُمكنها أن تُشكل حلا ،لا بد من أن يلتقي كل الفرقاء السياسيين و منظمات المدني و قادة الرأي للبحث عن حل جامع، مع العلم أنه لا يوجد هناك أطراف في الدولة ولا في منظمات المجتمع المدني و لا في الأحزاب السياسية يمكنه صياغة حل بمفرده، خاصة و ان الكلمة المفتاح للخروج من الأزمة هو الحوار الوطني الجامع و النهج التشاركي.

قراءتك لخطابات رئيس الجمهورية مؤخر؟

أعبر عن استغرابي الشديد في بادئ الأمر من اجتماع رئيس الجمهورية قيس سعيد، بأعضاء مجلس الأمن القومي ،للحديث و الهجوم على خصومه و معارضيه، لا نعتقد أن هذا دور مجلس الأمن القومي الذي ينبغي وجوبا أن يُخصص اجتماعاته و أعماله لحماية البلاد و لتداول كل القضايا الخطيرة و المصيرية و الدقيقة .

للأسف قيس سعيد من خلال خطابه الذي اتسم بالمبالغة في التشنج ، أطلق النار على الجميع و أثبت أنه لم يتلقى الرسالة و لم يستوعب الدرس الذي وجهه له الشعب ابان انتخابات 17 ديسمبر 2022 ، لم يعي أنهم غير منخرطين في نهجه و مشروعه ،لا سيما بُعيد الرقم القياسي للمشاركة المتدنيةو الرقم الاستثنائي في المقاطعة و العزوف عن المشاركة، و رغم ذلك مازال سعيد يُمارس سياسة الهروب الى الأمام و يعتبر ان نسبة 8% مشاركة التونسيين في الانتخابات أفضل من 99 % في الانتخابات  سابقا، و يؤكد أنه سيواصل فرض أجندته رغم اعتراض كل الطيف السياسي و المدني و بالرغم من عدم انخراط الشعب وراء هذا المسار الذي دمر البلاد و أضعف مؤسساتها و أدى بها الى حافة الهاوية و الانهيار. خطاب قيس سعيد لا يحتوي لا حلول و لا على مقترحات ايجابية و ليس له أي أفق.

حسب رأيك هل كان رئيس الجمهورية يتوقع تلك النتيجة في الانتخابات؟

رئيس الجمهورية قيس سعيد كان ينتظر ان تتهاطل عليه برقيات التهاني من زعماء العالم، كما كانوا يفعلون مع نظام بن علي رغم علمهم ، بتزوير الانتخابات ، لكنه نسي ان الشعب التونسي طوى مرحلة الحكم الاستبدادي و خاض مرحلة الديمقراطية و عرف خلالها انتخابات متوازنة عكست ارادة التونسيين ،انتخابات مكنت من التداول السلمي على السلطة و ادت الى افراز برلمانين و بفضل تلك الانتخابات الديمقراطية هو اليوم على رأس الدولة التونسية.

الغاء ملف تونس من مفاوضات صندوق النقد الدولي ..هل سيؤدي الى اعادة النظر في السياسة المنتهجة ؟

ما نراه جميعا هو مواصلة سياسة الهروب الى الأمام ، و الاصرار على ان الرجوع الى الوراء مرفوض رفضا قطعيا ، و هذا يشكل خطرا كبيرا على استقرار الدولة و على مصير البلاد، و ما لاحظناه مؤخرا على قيس سعيد من تشنج يُشير الى خيبة الأمل من نسبة هذه المشاركة ،حتى السردية التي كان بتحدث فيها باسم الشعب التونسي سقطت نهائيا، اصبح يعاني من عزلة داخلة و أخرى خارجية لأن العالم أجمع وقف على حقيقة ساطعة الا و هي أن التونسيين غير منخرطين في هذا المسار و مقاطعتهم لهذه الانتخابات تعتبر أقوى رسالة. خاصة ان ما حدث في بلادنا غير مسبوق. صندوق النقد الدولي سحب الملف التونسي بعد امضائه اتفاق تقني مع الحكومة، لأن هذه المؤسسات المالية  تريد ان تتعامل مع دول ذات خط واضح و ليس مع دول لها ازدواجية الخطاب .

قراءتك لقانون المالية 2023؟

قانون المالية عجز في تقديم و لو عنصر وحيد فيه رؤية لإصلاح الأوضاع الاقتصادية للبلاد، أو لتنشيط الاقتصاد الوطني أو ضع استراتيجية واضحة ، قانون وصفه الجميع انه قانون الجباية الجديد ، عبر مزيد الضغط على الأفراد و المؤسسات، صندوق الدولة على حافة الافلاس، البنوك الاجنبية و صندوق النقد الدولي. و هذا يُعري عمق الأزمة التي بلغتها بلادنا.

نسبة هامة من المعارضة تدعو الى تنحي رئيس الجمهورية عن منصبه …هل ترى بديلا  له؟

نحن نرفض الانقلاب على الدستور و ندين احتكار السلطة ،و لا نقبل بإضعاف مؤسسات الدولة، و ضرب استقلالية القضاء، المقابل لها البحث عن حل تشاركي و وطني و هذا لا يكون الا بحوار جامع بين كل التونسيين يُفضي الى تكوين حكومة انقاذ وطني تكون مسنودة من أغلب مكونات القوى السياسية لأخذ القرارات ، هذه هي العناوين الكبرى لمواجهة مسار قيس سعيد، و بقية التفاصيل تتم مناقشتها على مائدة الحوار، اليوم لا يجب استباق الاحداث بالتفاصيل ، بل علينا الاجتماع حول الخطوط الكبرى للإنقاذ. نلتقي في مشاورات رسمية لا تقصي الا من يقصي نفسه.

هل رئيس الجمهورية وحده المسؤول عن تردي الأوضاع؟

الكل مسؤول انطلاقا من رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي ادى الى تدهور الأوضاع ،مرورا بالمعارضة التي من مسؤولياتها الخروج بالبلاد الى بر الأمان. بالإضافة الى أن الجميع يتحدث عن حوار و لكن كل يراه من زاوية خاصة ، كلنا يرفض الحوار مع الَاَخر و يرفض التفاوض و الجلوس مع الاَخر، هذه العقلية موجودة للأسف لدى عدد هام من الاحزاب الديمقراطية و مكونات المشهد السياسي الوطني، اليوم علينا أن نبحث عن التقاطعات و عن نقاط الالتقاء قبل نقاط الاختلاف، لأن الهدف الرئيسي هو انقاذ البلاد.

ما قلته يتعارض تماما مع موقف الحزب الجمهوري الذي يرفض الحوار مع مكونات جبهة الخلاص و بالخصوص حركة النهضة؟

لا أحبذ الحديث و الدخول في تفاصيل لا فائدة منها و لكن ماحدث هو غياب التنسيق بشكل واضح ،هذه العملية شابتها خطوات غير مدروسة و غامضة ،المهم اليوم ان لا يتكرر ذلك مجددا في المستقبل و ان نعمل على تجميع التونسيين و تجاوز النقاط السلبية في اداء كل منا. علينا أن ننظر الى المستقبل و أن نبني على كل ماهو ايجابي .

نفهم من هذا الكلام ان تنسيقية الأحزاب الديمقراطية ستجلس مستقبلا في حوار مع حركة النهضة؟

لا هذا استنتاج خاطئ ، و الخماسي مازال يناقش ذلك ، مع العلم ان النقاش مفتوح على كل الاحتمالات، كل القضايا مطروحة على الطاولة. و الجلوس مع حركة النهضة على طاولة الحوار من عدمه مازال محل نقاش.

كيف تطالبون اذا بحوار وطني شامل و انتم غير متفقين كأحزاب فيما بينكم؟

فعلا الأحزاب عليها ان تنهض بدورها ، الاحزاب فيما بينها تتنافر و تطلب من الاتحاد ان يجمعها على طاولة الحوار , و هذا غير معقول, خلاصة القول على الاتحاد جمع شتات هذه الاحزاب لأنها لن تبادر من تلقاء نفسها ، لانها لم تبني فيما بينها جسور الثقة .

يسرى حطاب

Related posts

محسن حسن: ”80 بالمئة من الدعم ينتفع به من لا يستحقه” (فيديو)

سنية خميسي

نجيب الشابي : “الشارع التونسي مهموم ومُرجح للانفجار في وجه السلطة بأي لحظة “

yosra Hattab

نقص مادة الحليب من السوق: الصغيري يوضح (فيديو)

سنية خميسي

Leave a Comment